أكد الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم بمناسبة احتفالات المملكة بميثاق العمل الوطني: أن وزارة التربية والتعليم تحرص خلال ترجمتها للقيم التي جاء بها ميثاق العمل الوطني على مساعدة الطلبة في مختلف المراحل الدراسية على التشبع بهذه القيم من خلال المناهج الدراسية ومن خلال الأنشطة المدرسية المختلفة، مشيراً إلى أن الوزارة تأخذ بمنظور يجمع بين التعليم الصفي والتعلم مدى الحياة وامتلاك المهارات العلمية والحياتية، والوعي بالقيم الوطنية والاجتماعية والأخلاقية والسلوكية، حيث لا يمكن الفصل بين المعارف النظرية والممارسات العملية، كما لا يمكن أن يكون التعليم بمعزل عن الحياة ومتطلبات الاندماج في المجتمع..
وأضاف الوزير: ومن هذا المنطلق قامت وزارة التربية والتعليم بإعداد مناهج خاصة للتربية على المواطنة تجمع بين المفاهيم النظرية والمهارات الحياتية، كما عملت من خلال برامجها ومناهجها وأنشطتها على أن تتكامل التربية مع التعليم لإعداد الطالب كمواطن متوازن الأبعاد الروحية والاجتماعية والوطنية والمعرفية والسلوكية، ومن هنا تأتى أهمية تعليم أبنائنا وبناتنا الطلبة الأسس والقيم السليمة للاعتزاز بالوطن وقيادته وحضارته وتراثه ورجالاته وميثاقه الوطني ودستوره، وتدريبهم من خلال الأنشطة الصفية واللاصفية على التعامل بوعي مع القضايا الحيوية لمجتمعهم باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الثقافة والممارسة الحياتية.
وأوضح الوزير أن منهج تربية المواطنة قد أسهم منذ البدء في تطبيقه إلى حد كبير في تثقيف الطلبة وتنمية وعيهم المدني، حيث كانت استجابتهم إيجابية وتحرص الجهة المختصة بالوزارة على أخذ ملاحظاتهم بعين الاعتبار، ولذلك تتم مراجعة هذا المنهج باستمرار سعياً لتطويره وإثرائه بالمستجدات.
أما بخصوص منهج النظام السياسي لمملكة البحرين والموجه إلى طلبة المرحلة الثانوية فقد أوضح الوزير أن ربط المواطنة والنظام السياسي في مقرر واحد بالنسبة للمرحلة الثانوية كان أمراً ضرورياً اعتبار للمرحلة العمرية للطالب الذي يحتاج إلى التعرف على المفاهيم والقيم القانونية والأخلاقية للنظام السياسي لمملكة البحرين كجزء من التربية الوطنية، حيث يتناول هذا المقرر المفاهيم الدستورية والقانونية التي تنظم الحياة السياسية في مملكة البحرين ، بالإضافة إلى ميثاق العمل الوطني والدستور والمؤسسات الدستورية وإنشاء المجلس الأعلى للمرأة و الانتخابات البلدية والبرلمانية وعمل مؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة إلى الإنجازات التي أسهمت في تطوير المناخ السياسي والاجتماعي والثقافي في المملكة، والتي جسدت التوجهات التحديثية لملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وأحدثت نقلة كبيرة في تاريخ البحرين المعاصر.
وفي ختام تصريحه أشار الوزير إلى أن منهج تربية المواطنة قد تم تعزيزه خلال الفترة الماضية بمفاهيم وقيم حقوق الإنسان، بمنظورها الإنساني والقانوني والأخلاقي والديني، وكذلك قيم التعايش والقبول بالتنوع والاختلاف في الرأي، بما يضمن يتعامل مع قضايا الوعي والفهم لمتطلبات الانتماء والمواطنة، ولذلك تتم عملية تقييمه بشكل متنوع يأخذ في الاعتبار أن المواطنة ليست مجرد مفاهيم ومعلومات تدرس، وإنما هي مهارات حياتية ومواقف وأنشطة يعبر من خلالها الطالب عن وعيه بهذه المواطنة، والتي لا يقتصر أمرها في كتاب بل يمتد إلى مناهج اللغة العربية والاجتماعيات والتربية الإسلامية، وغيرها، علماً بأن كتب اللغة والتربية الإسلامية والتربية للمواطنة تصرف للمدارس الخاصة أيضاً وتسلم للطالب مجاناً أسوة بالطالب في المدارس الحكومية حرصا من الوزارة على عمومية وصول التربية الوطنية لكافة الطلبة البحرينيين حتى في المدارس الخاصة. مضيفاً بأن هذا المنهج يتميز يعتمد استراتيجيات حديثة مثل معالجة قضايا المجتمع التي تهم الوطن، الأمر الذي يحقق مهارة البحث وإبداء الرأي والنقد البناء والنقاش للعديد من القضايا التي يتناولها الطلبة مثل المشكلات المدرسية أو الدراسية والصحية و السلوكية وغيرها من القضايا التي تهم الطلبة، و الحلول المناسبة لها، وهذا جزء من تأسيس وبناء الوعي بالمواطنة.