عبر مسلمو هولندا عن استيائهم لفشل أول مشروع رسمي لتخريج أئمة مساجد في تلك الدولة الأوروبية الغربية، بعد أن قررت المدرسة العليا «إنهولند» التوقف عنه ابتداءً من العام المقبل بسبب التكلفة العالية وقلة الطلبة.
وأوضحت المدرسة في بيان صحافي صدر في 9 فبراير الجاري أنه لم يتم تسجيل طلبة جدد للسنة الدراسية 2013-2014، وأن 2018 سيكون عام تخريج آخر دفعة للأئمة في المدرسة، وفقاً لقناة «الجزيرة».
وقال الرئيس الإداري لمؤسسة «إنهولند»، دكلو تيبرسترا، في أول رد صحافي على إيقاف برنامج تدريب أئمة المساجد، إن تكلفة مثل هذه الدورات باهظة جداً بالمقارنة مع غيرها من دورات أخرى متخصصة تنظمها المدرسة العليا.
وأوضح تيبرسترا أن بالمدرسة الآن 105 طلاب يحتاجون إلى إشراف ودورات إضافية، قائلاً «أنت تتعامل مع طلبة من مختلف الثقافات ويحتاجون إلى تدريب خاص في مقابل قليل من المردودية حتى الآن».
وقد رصدت الحكومة الهولندية بعد مقتل المخرج الهولندي ثيو فان غوخ من قبل شاب هولندي من أصول مغربية عام 2004، ميزانية لمدرسة «إنهولند» لتدريب الأئمة.
ويهدف المشروع إلى وقف استقدام أئمة من الخارج بحلول 2008 ومقاومة التطرف. بيد أن المحكمة الدستورية رفضت في وقت سابق قرار إيقاف جلب الأئمة من الخارج قياساً على قيام بعض الكنائس بجلب قساوستها ورهبانها من الخارج.
وقد شارك 150 طالباً في برنامج تدريب الأئمة في مدرسة «إنهولند» حتى الآن، تخرج منهم 7 طلاب فقط وما يزال 105 طلاب يتابعون تعليمهم في الصفوف الأربعة. وسجل هذا العام أدنى نسبة تسجيل للطلاب الراغبين في الالتحاق بالبرنامج، مما دفع المدرسة إلى الإسراع باتخاذ قرار الإيقاف.
وحذر الناطق الرسمي باسم تنسيقية المسلمين في هولندا ياسين الفورقاني، من مغبة إلغاء مشروع تدريب الأئمة في وقت لا يزال فيه المجتمع المسلم بهولندا في حاجة إليه، قائلاً «هناك ما بين 30 و40% من المساجد دون أئمة في هولندا».
وأضاف أن التراجع في دعم الأئمة الهولنديين سيفتح المجال من جديد لارتباط الشباب بمرشدين دينيين من خارج هولندا.
وعزا الفورقاني عزوف الطلبة عن الالتحاق ببرنامج تدريب الأئمة إلى اختلاف نظرة الأقليات إلى الموضوع، «فالمغاربة مثلاً يركزون على أن يكون الإمام حافظاً للقرآن، والأتراك يركزون على شهادته العلمية».
وانتقد الفورقاني تناقض تصريحات وأفعال الساسة في هولندا، قائلاً «إنهم يتحدثون عن أئمة هولنديين وفي نفس الوقت يقطعون التمويل عن تدريبهم».
ويتابع الدراسة في البرنامج التدريبي طلبة ذكور وإناث من مختلف الخلفيات الثقافية، من بينهم أتراك ومغاربة وسوريناميون، وغيرهم من أفراد الجالية المسلمة في هولندا.