حاوره- وليد عبدالله:أكد المدرب الوطني إحسان العباسي أن اللاعب البحريني والخليجي يجب أن ترتبط ثقافته الكروية بالدوريات الآسيوية للوصول لمرحلة متقدمة من المعرفة بمستويات المنتخبات في القارة الصفراء، مضيفاً أن هذا هو الأساس الذي يجب أن يدرس للاعبي مراحل الفئات العمرية في جميع الأندية المحلية والخليجية، مشيراً إلى أن المنتخبات الوطنية سواء على صعيد الفئات العمرية وحتى الكبار لن تتواجه في المستقبل القريب أو البعيد مع المدارس الأوروبية على مستوى مسابقات القارة وأنه يجب على المنتخبات الخليجية اليوم أن تعي إذا ما أرادت التأهل لنهائيات كأس العالم في الفترة القادمة التفكير بدراسة مستويات المنتخبات في قارة آسيا وأن تحث لاعبيها على متابعة الدوريات الآسيوية التي تمثل الأساس في تكوين المعرفة الكاملة بمستويات اللاعبين، بدلاً من التركيز على الدوريات الأوربية وبخاصة الأسبانية التي لن تخدم تطلعات اللاعب البحريني والخليجي في معرفة مستويات اللاعبين الأوروبيين والعالميين أمثال كريستيانو رونالدو وميسي وغيرهم في المسابقات الآسيوية ! جاء ذلك خلال اللقاء الذي أجرته «الوطن الرياضي» معه واستعرضت خلاله مسيرته في مجال التدريب.الاهتمام بالقاعدة والإمارات خير دليل!وقال العباسي: «لا يختلف اثنان على أن التطور الحاصل في الكرة الأوروبية والعالمية يفوق بسنوات طويلة حال الكرة في دول مجلس التعاون الخليجي، رغم وجود عدد من الدول الخليجية كالسعودية والإمارات وفي الفترة الأخيرة قطر تسعى لتواكب هذا التطور في تطبيق الاحتراف والسعي لاستقطاب نجوم عالميين. فالأساس هنا أن نستفيد من التطور الكروي الحاصل في الدوريات الأوروبية والعالمية في تطبيق التجارب الناجحة على صعيد المسابقات، وكذلك الاستفادة من الناحية الفنية على مستوى الخطط والتكتيك. ويجب علينا أن نركز في بحثنا عن التعرف على مستوى الدوريات الآسيوية في القارة والتركيز عليها، خصوصاً وأننا في البحرين وباقي الدول الخليجية مرتبطون بالمنتخبات الآسيوية بصورة كبيرة في المسابقات التي ينظمها الاتحاد الآسيوي وحتى على صعيد التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، وليس العكس في مسألة تركيزنا الحالي على الدوريات الأوروبية والعالمية التي لن تخدم تطلعاتنا في المنافسة في المسابقات الآسيوية أو حتى الوصول لكأس العالم». وأضاف: «فالأساس الاستفادة من الإعلام الرياضي المرئي والمكتوب في نقل الدوريات الآسيوية وليس التركيز على الدوريات الأوربية والعالمية التي تسببت في تشبع لاعبينا ولاعبي المنتخبات الخليجية بالمعرفة التامة بمستويات اللاعبين العالميين بدلاً من معرفة مستويات اللاعبين الآسيويين الذين سنواجههم في المستقبل القريب والبعيد». وواصل العباسي حديثه قائلاً: «يجب التفكير الآن وبصورة جادة على مستوى الأندية في تطوير فرق القاعدة الكروية والاهتمام بها، بالشكل الذي تخدم فرق الكبار وتكون الرافد الحقيقي لتكوين فرق الكبار بالأندية. فالتجربة الإماراتية خير دليل على تطوير الكرة الإماراتية ومنتخباتها. فالإمارات نجحت في الاهتمام بفرق القاعدة سواء على مستوى الأندية المحلية وحتى على مستوى المنتخبات، ونجحت في تكوين منتخب شاب استطاع مؤخرا أن يحقق لقب دورة خليجي 21 التي أقيمت في مملكة البحرين في الفترة 5- 18 يناير الماضي».خطوة جيدة ولكن !! وقال العباسي: «الخطوة التي اتخذها الاتحاد البحريني لكرة القدم في الاستعانة بالمدرسة الأسبانية لمنتخبات الفئات العمرية خطوة إيجابية، ولكن يجب أن يضع اتحاد الكرة في حسبانه أمر مهما وهو تطوير المسابقات الكروية لتلك الفئات لتكون الرافد الحقيقي للمنتخبات الوطنية. كما يجب على الاتحاد الابتعاد عن توجيه الاهتمام الأكبر للمنتخب الوطني، فالأساس أن يكون الاهتمام من القاعدة وبشكل تصاعدي وليس العكس كما يحدث في الكرة البحرينية سواء على مستوى الأندية وحتى على مستوى المنتخبات».مسيرته التدريبيةوفي سؤال «الوطن الرياضي» عن مسيرته في المجال التدريبي، قال: «كنت لاعباً في نادي البسيتين قبل أن أتجه لمجال التدريب، حيث كنت أحد اللاعبين المؤسسين لفرق الفئات السنية بالنادي وقد تدرجت حتى وصلت لفئة الشباب، ولظروف الدراسة ابتعدت عن النادي، واتجهت لإكمال دراستي في العاصمة البريطانية لندن. عدت بعدها للنادي الذي عرض عليه مهمة المترجم لمدرب الفريق ميلوش الذي استفدت منه كثيراً، واتجهت بعدها للدخول في سلك التدريب عبر البرنامج التدريبي لمدربي الأندية المستوى الأول الذي خضعت له في لندن، بعدها عدت وتم تعيني من قبل الإدارة البسيتيينة كمدرب مساعد في الفريق الأول للمدرب الوطني القدير خليفة الزياني، وكنت في ذلك الوقت أشرف على تدريب فريق الصالات بالنادي. وقد حققت مع الفريق الأول المركز الثاني في مسابقة كأس جلالة الملك المفدى. بعدها اتجهت لتدريب فريق فئة الشباب النادي وفريق الصالات، وقد حققت مع الأخير بطولتين الأولى بطولة شووت والثانية بطولة الاتحاد البحريني لكرة القدم الأولى للصالات التي كانت أقيمت في يوليو 2011 تحت شعار في حب الوطن».إبراهيم علي هو البسيتين وواصل قائلاً: «ولا أنسى فضل الذين ساهموا في دخولي مجال التدريب من بينهم المدرب المرحوم إبراهيم علي الذي وافته المنية قبل فترة، ويعد أحد رموز المؤثرة في نادي البسيتين. فالمدرب إبراهيم علي كان ولا يزال الأب الروحي للنادي وستبقى ذكراه خالدة في أذهان البسيتين، والذي اعتبره روح النادي التي لا تزال عطرة وفواحة بالخير، وكانت لها بصمات واضحة في تاريخ النادي».الفوتسال في البحرين تحتاج للاهتمام وأضاف المدرب العباسي: «ولقد أشرفت خلال مسيرتي التدريبية على تدريب المنتخب الوطني لكرة القدم الصالات الذي شارك في تصفيات غرب آسيا المؤهلة لكأس آسيا ديسمبر 2011 التي أقيمت في دولة الكويت. وقد كانت تجربة جميلة واستفدت منها كثيراً في اكتساب الخبرة والتعرف على مستويات مدربي منتخبات غرب آسيا، رغم أن المنتخب لم يحقق النتيجة المطلوبة وذلك بسبب فارق الإمكانيات وعدم وجود دوري مستمر لكرة القدم الصالات في البحرين. فالفوتسال في البحرين لعبة جميلة وتلقى اهتماماً كبيراً من عدد كبير من لاعبي كرة القدم، من المهم أن تلقى هذه اللعبة الاهتمام الكبير من قبل اتحاد الكرة في تثبيت مسابقة الدوري بصورة مستمرة لتطوير مستوى اللعبة الذي يخدم تطوير المستوى الفني للمنتخب. والبحرين تمتلك مواهب كروية في الفوتسال أمثال اللاعب محمد الشرقاوي، محمد رضي موشي، ياسر حسن إسماعيل، أيمن العباسي، جسام صالح، محمد سلطان، علي صالح، الحارس سيد محمد سبت وحسين كازروني وغيرهم من اللاعبين الذين يحتاجون للاهتمام والتوجيه الصحيح في هذه اللعبة التي يمكن للكرة البحرينية أن تحقق الإنجازات على صعيد المشاركات القارية والدولية».البسيتين والدوري هذا الموسموفيما يخص المستوى الفني المتميز الذي يقدمه البسيتين هذا الموسم في مسابقة الدوري والذي نجح من خلاله تحقيق 8 انتصارات متتالية في الدور الأول، قال: «البسيتين نجح من خلال الاستقرار الفني وبقاء محترفيه والتعاقدات المحلية الجيدة أن يشكل توليفة مناسبة استطاع من خلالها الظهور بمستويات جيدة وتحقيق انتصارات مهمة في مسابقة الدوري تجعله منافساً قوياً على لقب الدوري هذا الموسم. ولكن الأهم من ذلك أن يفكر الفريق في المرحلة المقبلة في كل مباراة على حدا، وأن يبتعد اللاعبون عن التفكير في النتائج التي تحققت والتفكير بجدية في الظهور بأفضل المستويات فيما تبقى من منافسات المسابقة، فالفوز في 6 مواجهات أخرى تقرب البسيتين كثيراً من نيل لقب الدوري هذا الموسم». كلمة أخيرة وختم المدرب الوطني إحسان العباسي اللقاء قائلاً: «سأنتظم في مارس في الدورة التدريبية الثانية لمدربي الأندية بلندن التي ستكون على مرحلتين الأولى في مارس والثانية في مايو، وذلك من أجل إكمال ما بدأته على المستوى النظري في نيل أعلى الشهادات في مجال التدريب. وأنتهز الفرصة لأتقدم بالشكل للإدارة البسيتينية على دعمها المتواصل لي كما أشكر اتحاد الكرة على ثقتها فيني كمدرب خلال إشرافي على تدريب منتخب الصالات. وأشكر كذلك ملحق الوطن الرياضي على هذه الفرصة وأتمنى أن أكون ضيفاً خفيفاً على قرائه الأعزاء».
970x90
970x90