أكدت الأمين العام لاتحاد الجاليات الأجنبية في مملكة البحرين بيتسي ماثيسون أن مملكة البحرين سبقت العالم أجمع بتطبيقها لأرقى معايير حقوق الإنسان، قبل أن يدخل الميثاق العالمي لحقوق الإنسان حيز التنفيذ العام 1948، وقبل أن تبدأ بلدان العالم الأخرى بالاهتمام بمفاهيم الحرية والمساواة والعدالة، مشيرة الى أن دعوة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لحوار التوافق الوطني والاستجابة الإيجابية له، تظهر بأن تحت ظلمة الصراع هناك نور الحب والايمان والوحدة مازال يضيء البحرين بصورة ساطعة كمنارة أمل لمستقبل أفضل.
وقالت ماثيسون في كلمة لها خلال فعالية «الصلاة من أجل السلام» المقامة أمس في النادي الأهلي بتنظيم من اتحاد الجاليات الاجنبية ان شعوب العديد من البلدان منحوا مؤخرا حقوقهم التي كانت في يوم ما حلما صعب المنال، لكن وطنا واحد صغير الحجم بمنطقة الخليج العربي عاش شعبه هذا الحلم لقرون عديدة، هنا في البحرين، اذ أن البحرين «بنيت على أسس من الاحترام المتبادل والتسامح في وقت عانى فيه غالبية العالم في سبيل تطبيق أبسط الحقوق الأساسية، علماً بأن العديد من دول العالم ماتزال شعوبها اليوم لا تتمتع بأبسط الحقوق الاساسية والحريات التي أخذتها البحرين في الاعتبار منذ زمن بعيد».
وأضافت ماثيسون «نحن هنا اليوم لدعم دعوة جلالة الملك المفدى للحوار، ولنصلي من اجل السلام والمصالحة للبحرين ولشعبها، لقد واجهت المملكة اوقاتا عصيبة مؤخراً، ولكنها نجحت بامتحان القوة والتوافق الوطني»، مضيفة «ان تجمعنا اليوم وما يمثله من تنوع ثقافي وتعدد عرقي وديني يترجم ما يعيشه الجميع على أرض مملكة البحرين من سلام ووئام وحريات متوفرة للجميع كمواطنين او مقيمين جاءوا هنا لنيل لقمة عيشهم وخدمة البحرين».
ووجهت ماثيسون جل الشكر والامتنان الى جلالة الملك المفدى «ملك القلوب» الذي يواصل جلالته في تجسيد المبادئ الحقة للسلام والتسامح والحب والألفة، مبينة أن البحرين تستمر اليوم بمأتاها المتحرر والمتقدم وقيادة المنطقة بريادة حقوق الإنسان، ليس فقط لمواطنيها ولكن لمن يقيم على أراضيها وسواحلها، ليكون الجميع سواسية في كل شيء تقريباً.
واستطردت بالقول «ان الله وهب البحرين ثقافة تاريخية دينية غنية تتقبل الجميع كبشر سواسية في كل شيء، ونشكر جلالة الملك على اصراره الدائم على تعزيز وتسخير وحماية هذه المبادئ ومن يؤمنون بها ومن يصلون لدوام هذه الخصال في البحرين الى الأبد».
وبينت ماثيسون بأن البحرين كانت منذ قديم الزمان بوتقة تمتزج فيها الثقافات والحضارات والأعراق والاديان، ومنبرا للصفاء والرخاء الذي جذب الناس الى البحرين من مختلف بقاع العالم، وما تواجد الكثيرين اليوم بهذه الفعالية في يوم اجازة خير دليل على محبة الجاليات الاجنبية لمملكة البحرين، مردفى «نحن نصلي معاً اليوم بكتب دينية مقدسة عديدة كالقرآن والانجيل و(باغافاد جيتا) و(تيبيتاكا) و(فيداس)، ونصلي بعدة ألسنة وبطقوس متنوعة، ولكننا نصلي اليوم بقلب واحد لسبب واحد، هو السلام»، متابعة «ان الحب الذي يتشاركه البحرينيون فيما بينهم ولمليكهم سيكون النور الذي سيضيء الى الابد درب السلام والازدهار للبحرين ولشعبها، وستجمعهم سوية للأبد ضمن 4 كلمات تعبر عن البحرين وهي: الحب، السلام، الوئام، والوحدة».
وأضافت: «نحن عائلة واحدة، بحرين واحدة، حب واحد، ونصلي لله العلي القدير أن يحفظ الملك وشعب البحرين ويجلب لهم السلام والازدهار والوئام.. إن الجاليات الاجنبية في البحرين بمقدورها ان تجتمع اليوم هنا لإقامة صلوات ايمانية مشتركة نتيجة للحرية الدينية التي نتمتع بها على ارض مملكة البحرين.. وان مصطلحات الحرية وحقوق الإنسان التي يتداولها العالم كثيرا هذه الأيام ليست جديدة على المملكة».
وذكرت ماثيسون بأن العام 1903 شهد بناء أول كنيسة بمنطقة الخليج مقرها البحرين، والتي أسستها الإرساليات الأمريكية لتضيف الى الأديان الأخرى والمجتمعات الاسلامية واليهودية والهندوسية والسيخ الذين مارسوا عباداتهم وطقوسهم الدينية بحرية تامة وتعايش سلمي لقرون طويلة من الزمن.
وتخللت الفعالية إقامة عدة صلوات من قبل أهم القادة الروحانيين بالمملكة، ومنهم الأب أنتوني دي ميلو من كنيسة القلب المقدس، والكاهن الهندوسي فيجاي موخيا، والأب جاكوب كوشي من كنيسة سانت ماري، ورئيس كهنة السيخ فيرام سينغ، ونيمال من جالية السريلانكيين البوذيين، والقس كريستوفر بوت عميد كاتدرائية سانت كريستوفر، إضافةً إلى ممثلين عن الجاليات المسلمة الأجنبية. وتم تأدية أغاني الشكر بواسطة «واي ام سي أي جوير».