عواصم - (وكالات): تجددت التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام في عدد من المحافظات العراقية أبرزها الأنبار وصلاح الدين ونينوى أمس، وسط تصاعد أعمال العنف التي ترافقها أزمة سياسية منذ عدة أشهر. وطالب المتظاهرون الذين يشارك عدد منهم باعتصام دخل شهر الثاني بإقالة رئيس الوزراء نوري المالكي وإلغاء قانوني اجتثاث البعث ومكافحة الإرهاب.
وأدى المتظاهرون صلاة موحدة في كل من الموصل وسامراء وكركوك وبعقوبة والرمادي والفلوجة، وهي مدن ذات غالبية سنية وسط إجراءات أمنية مشددة، خشية تسلل مسلحين إلى داخل صفوف التظاهرات. ورفع المتظاهرون في مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين لافتات كتب عليها «لا معنى للحرية في وطن مجرموه أحرار» وأخرى، «بغداد صبراً نحن قادمون». بدوره، قال الشيخ علاء الحسني في خطبته في حي اليرموك غرب مدينة الموصل «على ولاة الأمر أن ينظروا حال الشعب الذي رغم فقره وألمه لا ينسى ما بذمته من واجبات دينية».
وأضاف «تعدى اليوم الخمسون من تظاهرة واعتصام ونحن نطالب بالإفراج عن النساء المعتقلات». وطالب بـ «محاسبة المقصرين في أداء حقوق الموقوفين بدون تهمة ومحاسبة المخبر السري الذي يدلي بإفاداته الكاذبة .
وأطلقت السلطات العراقية منذ بدء الاحتجاجات أكثر من 3 آلف معتقل من الذين لم تثبت إدانتهم. وبدأت الاحتجاجات في 20 ديسمبر الماضي عقب اعتقال 9 من عناصر حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي بتهم «الإرهاب».
وبعد ذلك اتسعت المطالب لتشمل الإفراج عن عدد كبير من المعتقلين في السجون. وفي الوقت نفسه يواجه المالكي تحدياً كبيراً إذ انقلب العديد من شركائه في العملية السياسة ضده قبيل انتخابات مجالس المحافظات المقررة في أبريل المقبل. من ناحية أخرى، اعتبر الجنرال لويد اوستن المعين لتولي القيادة المركزية الأمريكية المكلفة الشرق الأوسط أن الوضع في العراق «مثير للقلق» على ضوء ما يشهده البلد من تصعيد في التوتر السياسي والطائفي. ورأى الجنرال أوستن الذي كان آخر قائد للقوات الأمريكية في العراق قبل انسحابها في نهاية 2011 أن هذا البلد حافظ على استقراره لكنه «هش».
وقال خلال جلسة تثبيته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ إن «بعض الأمور التي نراها في العراق مثيرة للقلق، مع التوتر القائم حالياً لدى العرب، والتظاهرات السنية». ورداً على سؤال طرحه السناتور الجمهوري جون ماكين الذي كان من أشد منتقدي سياسة الرئيس باراك أوباما بالانسحاب من العراق، عما إذا كان هذا البلد يسير برأيه «في الاتجاه الصحيح» رد الضابط بالنفي.
وحين سأله ماكين «هل كان الوضع مختلفاً لو احتفظنا بقوات هناك؟» أقر أوستن بأن وجوداً عسكرياً أمريكياً كان سيساعد البلاد.