كتب ـ أحمد جناحي:
اعتاد البحريني عدم النزول من السيارة عند قضاء حوائجه من البرادة، «يطق» زامور «هرن» السيارة ويأتي الهندي مهرولاً ويطلب عندها ما يشاء دون عناء النزول من السيارة.
سالم سعيد صاحب مطعم بسوق المحرق يقول «لا أحد ينزل من السيارة، ويريد طلبه بسرعة البرق، بينما يعطل انسيابية السير بالشارع» ويضيف «واحد بدو يصفن بالمنيو ساعة، ووحدة ما عدها خردة، وواحد يشتري بدينار ويعطيك عشرين».
ويبدي عادل العامل بمحل لبيع الهواتف امتعاضه من هذه الظاهرة «شاهدت امرأة تتوقف بسيارتها أمام محل لبيع الملابس.. وتريد شراء ملابس لطفلتها دون النزول من السيارة» ويتابع «العامل ذهب عشرين مرة وهو يغير المقاسات والألوان».
طوابير عشوائية
أمام كل خباز أو برادة أو مطعم، فوضى عارمة من السيارات تضرب أطنابها، وأصوات أبواق السيارات عند مطاعم شاي «الكرك» تصم الآذان، والضحية دوماً سكان الحي.
إسماعيل بحر لايستطيع الوصول لبيته بسهوله لأن طوابير السيارات العشوائية أمام الخباز الملاصق لبيته تقطع طريقه «لا أستطيع الدخول لمنزلي الكائن بالرفاع، وأصوات أبواق السيارات تعج عجيجاً بالحي كله».
جابر جناحي يقول «المواقف خالية من السيارات، والجميع يصطف بالشارع ليقضي حاجته من البرداة» ويشفق جابر على عامل البرادة الذي يحاول تغطية جميع طلبات السيارات المتوقفة أمام البرادة «الهندي الله يعينه، رايح جاي بين السيارات» ويكمل جابر حديثة وعلامات الشفقة بادية على محياه «واحد يزفه وآخر يصيح عليه».
من سابع المستحيلات
سالم السعيد صاحب مطعم في سوق المحرق يقول «معظم الزبائن لا يريدون النزول من السيارة، مشكلتي تبدأ وقت الذروة، فالعمال يكونون مشغولين بالداخل لتلبية الطلبات، والناس بالخارج مستعجلين لأن وقوفهم في الطريق عشوائي ولا أدري ما أفعل؟».
ويستمر سالم في حديثه «خسرت الكثير من الزبائن لأن عدد العمال قليل مقابل الطلبات، ولا أستطيع تفريغ عامل لطلبات السيارات والأدهى أن معظم من بالسيارة يأخذون وقت العامل خاصة النساء».
ولا يغفل سالم عن إسناد روايته بالأمثلة «وحدة تقوله عطني قائمة الطلبات فيضطر أن يرجع مرة أخرى والناس ينتظرون، واحد ما عنده خردة، يعطيك 20 دينار من أجل وجبة بدينار.. وهكذا يضيع معظم الوقت في مشاوير العامل والنتيجة مزيد من السخط والأبواق».
عادل يعمل بمحل لبيع الهواتف يقول «من أغرب ما رأيت سيدة أوقفت سيارتها عند محل بيع الملابس بشارع مزدحم وتريد شراء ملابس لطفلتها وهي بالسيارة، ولا تحسب كم مرة ذهب العامل ورجع من أجل هذه السيدة.. مرة يحضر مقاس غير مناسب ومرة تقول له اللون مب عاجبني».
وبحكم عمله رأى عادل الكثير من المشترين يقفون عند البرادات أو المطاعم أو حتى الخباز «لكن لم أر في حياتي أن شراء الملابس يكون بالسيارة.. فالعامل عليه أي يحضر للزبونة كل ما في المحل لتقتنع السيدة باللون أو الموديل وربما في النهاية لا تشتري».
سليم رجل بمقتبل العمر لا يحب إلا الشيء الصحيح والطريقة السليمة بالتعامل «لا أذكر أني أوقفت سيارتي يوماً في الطريق أو أخذت مكان غيري في الطابور، أضطر أحياناً أن أترك سيارتي وأمشي مسافة طويلة للوصول للمحل لأني لا أريد التسبب بإزعاج الآخرين».