كتب ـ وليد صبري:
عزا أطباء الإجهاض المبكر إلى نقص إفراز هرمون البروجستيرون بالدم، باعتباره ضرورياً لمساندة الحمل، لافتين إلى أن «البروجستيرون» هرمون أنثوي ينتج في المبيضين بالنصف الثاني من الدورة الشهرية، ويساعد على تهيئة الرحم للحمل، عبر زيادة سمك بطانة الرحم وتغذيتها، لاستقبال البويضة تمهيداً لتلقيحها، أما إذا لم يحدث التلقيح فينخفض مستوى «البروجستيرون» وتحدث الدورة.
ودعت أخصائي الطب العام د.سارة أحمد إلى فحص هرمون البروجستيرون لدراسة مشاكل الخصوبة، أو مراقبة الحمل، ومدى نجاح العلاج الدوائي للعقم، وتأثير المعالجة بالبروجستيرون، ومعرفة إذا كان هناك تبويض لزوجات يعانين صعوبة بالحمل، ومراقبة وظيفة المبيضين والمشيمة أثناء الحمل.
وقالت إنه «بعد انطلاق البويضة من المبيض في منتصف الدورة الشهرية تقع في جوف البطن فينجذب إليها الأنبوب الرحمي ويتلقفها بواسطة طرفه، ويوجهها نحو الرحم بواسطة أهدابه الصغيرة وخلاياه الداخلية، ومتى وصلت إلى وسط الأنبوب يعترضها الحيوان المنوي الذكري الواصل مسبقاً إلى الرحم ويندفع نحوها ويغزوها ويتحد بها محدثاً الإخصاب».
وذكرت أن «خلية منوية واحدة من أصل 300 مليون خلية تصبح قادرة على تلقيح البويضة، ونجد أن 99% من النساء ينجبن طفلاً واحداً، في حين تأتي التوائم من تلقيح بويضتين ناضجتين خلال دورة شهرية واحدة، أما بقية من الخلايا المنوية فتموت تدريجياً في قناتي «فالوب» والرحم وجوف البطن».
ولفتت إلى أن البويضة الملقحة تمر عبر القناة الرحمية إلى جوف الرحم لتغرز في جداره، ويتطلب قطع هذه المسافة 4 أيام، وهي المدة الكافية المطلوبة كي يتهيأ الرحم لاستقبال البويضة الملقحة، ويبدأ عندها الجسم الأصفر «الحارس الأمين» للحمل بإفراز هرمون البروجستيرون في الدم.
من جهتها قالت أخصائية أمراض النساء د.عزة فاروق إنه «يتم تسكين البويضة في الرحم بشكل عام بعد مرور 7 أيام بعد انطلاقها من المبيض، ولهذا السبب لا يمكن للحمل أن يستمر ويتطور دون نشاط الجسم الأصفر، وإذا نقصت نسبة المواد الهرمونية يحدث إجهاض مبكر للحمل، ولذلك يعمد الأطباء في مثل هذه الحالات إلى فحص بول المرأة المجهضة لمعرفة كمية هرموني البروجستيرون والأستروجين وتحديد سبب النقص».
وأضافت «تبدأ حياة الخلية الصغيرة داخل الرحم، فتنقسم البويضة انقساماً كاملاً إلى خليتين، ثم تنقسم هاتان الخليتان إلى 4 ثم إلى 8، حتى تتكون دائرة من الخلايا الحية تشبه ثمرة التوت العادية، وتنقسم هذه الدائرة بدورها إلى طبقة خارجية، وهي الطبقة المغذية التي يتنفس الجنين عبرها، وداخلية وهي طبقة يتكون منها الجنين».
وبشأن طريقة حساب متوسط الحمل، قالت «متوسط الحمل عند المرأة 282 يوماً أو 9 أشهر شمسية أو 10 أشهر قمرية، إذا حسبنا مدة الحمل منذ اليوم الأول من الحيض الأخير، وهذا الحساب تقريبي يزيد أو ينقص»، موضحة أن «15% من الحالات تحدث الولادة فيها قبل موعدها النظري بأسبوع، أو بعده بأسبوع أو أسبوعين».