عواصم - (وكالات): تستمر العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية في محيط عدد من المطارات في محافظة حلب شمال سوريا، في ظل استمرار انسداد أفق الحل السياسي للنزاع المستمر منذ 23 شهراً. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من عدة كتائب والقوات النظامية في محيط مطار كويرس العسكري في ريف حلب»، وأخرى في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري الملاصق له.
وأشار إلى قصف عنيف من القوات النظامية يتعرض له محيط مطار كويرس يستخدم فيه الطيران الحربي.
ويقع المطار الدولي المدني على طرف مدينة حلب الشرقي، ويقع كويرس إلى الشرق أكثر من المدينة قرب مدينة السفيرة التي يشهد محيطها أيضاً معارك عنيفة منذ أيام. وكان مقاتلو المعارضة بدأوا منذ فجر الثلاثاء الماضي هجمات على هذه المطارات بالإضافة إلى مطار الجراح شرق حلب ومطار منغ شمال المدينة، في محاولة لتحييدها من أجل الحد من قدرات الطيران الحربي وغاراته. وقد تمكنوا منذ ذلك الوقت من الاستيلاء على مطار الجراح وفيه طائرات حربية، وعلى مقر اللواء 80 المكلف حماية مطار حلب ومطار النيرب، وعلى مقر لكتيبة دفاع جوي قرب بلدة الحاصل شرق مطار حلب. وفي محافظة درعا، ذكر المرصد أن «مقاتلين من عدة كتائب سيطروا على كتيبة الهجانة للقوات النظامية قرب بلدة زيزون» القريبة من الحدود الأردنية.
وأشار إلى تعرض البلدة على الإثر لقصف من القوات النظامية، ما أسفر عن مقتل وجرح وأسر عناصر الكتيبة والاستيلاء على أسلحة وآليات ثقيلة، مضيفاً أن «حجم الخسائر في صفوف الكتائب المهاجمة لم يعرف بعد». وتسيطر القوات النظامية على كل المعابر الحدودية الرسمية بين الأردن وسوريا، إلا أن مقاتلي المعارضة يتواجدون في بعض النقاط الحدودية الصغيرة التي لا توجد فيها معابر رسمية.
في الوقت ذاته، خطف أكثر من 300 مدني بينهم نساء وأطفال خلال يومين شمال غرب البلاد، بحسب ما ذكر المرصد السوري، في عمليات ذات طابع طائفي لا سابق لها بهذا الحجم منذ بدء النزاع.
وفي وقت تؤكد الحكومة السورية أنها ماضية في خطواتها لتنظيم مؤتمر حوار وطني، رافضة أي «حوار مع شروط مسبقة»، شدد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية على أن الحل السياسي للأزمة يجب أن يستثني الرئيس بشار الأسد ورموز النظام. وقالت الهيئة السياسية للائتلاف في بيان غداة اجتماع عقدته في القاهرة إن «بشار الأسد والقيادة الأمنية - العسكرية المسؤولة عن القرارات التي أوصلت حال البلاد إلى ما هي عليه الآن خارج إطار هذه العملية السياسية وليسوا جزءاً من أي حل سياسي في سوريا، ولا بد من محاسبتهم على ما اقترفوه من جرائم». وأضافت أن الحل «يعني جميع السوريين بمن فيهم الشرفاء في أجهزة الدولة والبعثيون وسائر القوى السياسية والمدنية والاجتماعية ممن لم يتورطوا في جرائم ضد أبناء الشعب السوري».
ودعا وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان من أبوظبي إلى تحرك في سوريا التي تدميها الحرب، لتشجيع القيام بعملية انتقالية من دون الرئيس بشار الأسد.
وقال الوزير الفرنسي أمام المشاركين في مؤتمر حول الدفاع في الخليج «حيال الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب السوري حتى الآن، من الملح أكثر من أي وقت مضى التحرك من أجل تجاوز الانقسامات من أجل انتقال سياسي».
وأضاف أن التغيير في سوريا يفترض أن يكون «عملية انتقالية لا مكان فيها للرئيس الأسد». وفي بروكسل، يبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماع يعقدونه غداً في احتمال تجديد العقوبات الأوروبية على سوريا التي ينتهي مفعولها نهاية الشهر. وقد تثار في الاجتماع مسألة رفع الحظر على الأسلحة المتجهة إلى سوريا التي لايزال القادة الأوروبيون منقسمين حولها.
ويفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على شخصيات في النظام السوري ممنوعة من السفر إلى دوله وكيانات وتلحظ حظراً على الأسلحة والنفط إضافة إلى سلسلة عقوبات تجارية ومالية. من ناحية أخرى، قال علي شيرازي مساعد المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي إن إيران ستثأر قريباً من إسرائيل لمقتل القائد بالحرس الثوري الإيراني في سوريا حسام خوش نويس.