تونس - (وكالات): أرجأ رئيس الحكومة التونسية وأمين عام حزب النهضة الإسلامي الحاكم حمادي الجبالي إلى غد الإثنين المشاورات التي بدأها مع رؤساء الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة تكنوقراط تخرج البلاد من أزمة سياسية غرقت فيها منذ أشهر وعمقها اغتيال المعارض شكري بلعيد مطلع الشهر الجاري.
وهدد الجبالي بتقديم استقالته إلى الرئيس التونسي منصف المرزوقي في حال فشلت مشاوراته مع الأحزاب السياسية حول تشكيل حكومة تكنوقراط.
وقال رئيس الحكومة للصحافيين عقب الجولة الأولى من المشاورات مع الأحزاب السياسية «صارت جولة من تبادل الرأي بين من هو داعم للمبادرة تشكيل حكومة التكنوقراط ومن هو ضدها ومن هو في الوسط».
وأضاف «هناك تقدم وتطور في كل النقاط التي أثيرت، وقررنا أن نلتقي غداً الاثنين لمواصلة المشاورات».
وتابع «خرجنا بنتائج مشجعة، وجلوس كل الأطراف على طاولة الحوار هو شيء مهم، لقاء كان فيه كثير من الايجابية ومستوى راق من الصراحة».
وطلب الجبالي من رؤساء الاحزاب السياسية الذين شاركوا في المشاورات عدم الادلاء باي تصريحات لوسائل الاعلام لان الوقت الان ليس «وقت مزايدات»، على حد تعبيره.
وقال الباجي قايد السبسي رئيس حزب «نداء تونس» الليبرالي المعارض، وكمال مرجان آخر وزير خارجية في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ورئيس حزب المبادرة أن المشاورات كانت «إيجابية». في غضون ذلك، احتشد عشرات الآلاف من الإسلاميين في العاصمة تونس دفاعاً عن شرعية حكم الإسلاميين في أكبر استعراض للقوة.
وفي رد فعل قوي على مقترح الجبالي تدفق عشرات الآلاف من أنصار حزب النهضة الإسلامي على شارع الحبيب بورقيبة تأييداً لشرعية حكم الإسلاميين بعد فوزهم في أول انتخابات حرة جرت في 2011.
من جهة أخرى، استقال رئيس «الرابطة الوطنية لحماية الثورة» غير الحكومية المحسوبة على حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس، والمتهمة بالتورط في أعمال «عنف سياسي»، من منصبه لتأسيس حزب.
وأعلنت الرابطة في بيان نشرته على صفحتها الرسمية في «فيسبوك» أن رئيسها محمد معالج استقال «من أجل تكوين حزب سياسي».
وقالت إنها ستعلن الأسبوع المقبل «عن اسم الرئيس الجديد للمنظمة وجملة من القرارات الهامة». وتعتبر المعارضة ونقابات ومنظمات غير حكومية أن رابطة حماية الثورة «ميليشيات إجرامية» تستخدمها حركة النهضة في «تصفية حساباتها» مع خصومها السياسيين فيما تنفي الحركة هذه الاتهامات باستمرار.