ستكون القارة الأوروبية العجوز الليلة محط الأنظار، المصوبة نحو مسرح الأحلام "ملعب أولد ترافورد" بمدينة مانشستر الإنكليزية، والذي سيكون شاهداً على الموقعة الصعبة التي ستجمع فريق المدينة الإنكليزية مانشستر يونايتد ونظيره ريال مدريد الإسباني في إياب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وتستحوذ المباراة المرتقبة بين مانشستر يونايتد وريال مدريد على القدر الأكبر من الاهتمام من بين المواجهات التي سيشهدها الدور ثمن النهائي من أمجد الكؤوس الأوروبية، كونها تجمع بين الناديين الأغنى والأكثر جماهيرية في العالم.
ومن المتوقع أن يغلب على هذه المباراة طابع الحذر والخوف من الهزيمة بالنظر إلى حساسية المباراة، خاصة أن الفريق الإنكليزي يحتاج إلى الفوز بأي نتيجة أو التعادل من دون أهداف من أجل حجز بطاقة الصعود إلى الدور ربع النهائي، في الوقت الذي يسعى فيه ريال مدريد إلى تحقيق الفوز بأي نتيجة من أجل مواصلة مشواره نحو التتويج بلقب البطولة للمرة العاشرة، ولتعزيز رقمه القياسي في عدد مرات الفوز باللقب.
ويتسلح الفريق الإنكليزي بعاملي الأرض والجمهور لتخطي منافسه، ومعادلته في عدد مرات الفوز في المواجهات المباشرة، حيث سبق لهما أن التقيا معاً في تسع مناسبات من قبل، حقق الفريق الإسباني نتيجة الفوز ثلاث مرات مقابل انتصارين للفريق الإنكليزي، في حين فرض التعادل نفسه على أربع مواجهات بين الفريقين، كان آخرها مواجهة الذهاب التي أقيمت بينهما على ملعب "سانتياغو بيرنابيو" معقل الفريق الملكي.
وسيدخل فريق العاصمة الإسبانية اللقاء منتشياً بعد كسر شوكة غريمه التقليدي "برشلونة" بالتغلب عليه مرتين خلال أسبوع واحد، بفوزه عليه بنتيجة 3-1 في "كامب نو" في إياب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا ليطيح به خارج البطولة ويشق طريقه للنهائي، قبل أن يوجه إليه صفعة جديدة بالتفوق عليه 2-1 نهار السبت الماضي في ملعب "سانتياغو برنابيو" بالليغا.
في حين، لا يختلف حال مانشستر يونايتد عن ندّه الإسباني، حيث يدخل هو الآخر المباراة منتشياً من فوزه الخامس على التوالي للشياطين الحمر والـ23 هذا الموسم على ضيفه نوريتش سيتي 4-صفر في افتتاح المرحلة الـ28 من الدوري الإنكليزي لكرة القدم، وهو الفوز الذي عزز فيه فريق "الشياطين الحمر" موقعه في صدارة "البريميرليغ" برصيد 71 نقطة بفارق 15 نقطة أمام غريمه وجاره مانشستر سيتي حامل اللقب.

مواجهة من نوع خاص
وستكتسي هذه المواجهة طابعاً خاصاً، لا سيما أنها تجمع بين المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون، والمدير الفني للنادي الملكي جوزيه مورينيو، بفعل احتدام المواجهات بينهما خلال فترة إشراف الأول على تدريب نادي تشلسي.
وسبق لمورينيو أن التقى المدرب الأسكتلندي المخضرم في 15 مناسبة خلال فترة تولي مورينيو تدريب أندية بورتو وتشلسي وانتر ميلان الإيطالي على التوالي قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد، إذ كان الفوز فيها حليف مورينيو في 6 مناسبات، وخسر 2، كما خسر مباراة أخرى على لقب كأس الدرع الخيرية مع البلوز أمام فيرغسون بركلات الترجيح بعد أن انتهى الوقت بالتعادل (1-1)، كما حسمت نتيجة التعادل 7 مواجهات بينهما، في حال احتساب نهائي بطولة الدرع الخيرية عام 2007 التي فاز فيها اليونايتد.
ويسعى البرتغالي جوزيه مورينيو إلى أن يصبح أول مدرب يفوز بلقب البطولة مع ثلاثة فرق مختلفة، حيث سبق له أن توج باللقب مع بورتو البرتغالي في 2004، ثم مع إنتر ميلان في 2010، ولديه الآن فريق يتمتع بالثقة بعد انتصاراته في الفترة الماضية وخاصة على برشلونة.
مسرح الأحلام
وسيُعول المدير الفني لريال مدريد، البرتغالي جوزيه مورينيو، على خدمات مواطنه كريستيانو رونالدو الذي سيزور ملعب "أولدترافورد" للمرة الأولى منذ رحيله عن الفريق في عام 2009.
وكان مهاجم نادي ريال مدريد قد رفض الاحتفال بهدف التعادل الذي سجله لفريقه الإسباني في مرمى فريقه السابق مانشستر يونايتد الإنكليزي؛ وذلك خلال المباراة التي جمعت بين الفريقين لحساب ذهاب دور الـ16 لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
وأنقذ مهاجم المنتخب البرتغالي، فريقه الإسباني من الخسارة أمام ناديه القديم مانشستر يونايتد الإنكليزي بضربة رأس رائعة ليقوده للتعادل الإيجابي بهدف لمثله، مسجلاً بعد هذا الهدف لفتة رائعة، بعدما رفض الاحتفال بهدفه أمام النادي الذي قدمه للعالم كأحد نجوم الكرة، والذي تُوج معه بألقاب عدة، مكتفياً بمصافحة زملائه.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يرفض فيها رونالدو الاحتفال بتسجيله هدفاً في أحد الفرق التي لعب لها، إذ سبق أن رفض الاحتفال بعد أن سجّل هدفاً لفريقه السابق مانشستر يونايتد ضد ناديه الأم سبورتينغ لشبونة في إحدى مباريات دور المجموعات من بطولة دوري أبطال أوروبا عام 2007.
ولا يزال رونالدو يحمل مشاعر جياشة تجاه ناديه السابق رغم مرور وقت طويل على مُغادرته لملعب أولدترافورد، حيث أكد في تصريح لصحيفة "آس" الإسبانية بأنه لن يحتفل إذا استطاع التسجيل في مانشستر يونايتد، وهو ما حدث تماماً في المباراة التي شهدها ملعب "سانتياغو بيرنابيو" معقل الفريق الملكي، كما تجمعه علاقة وطيدة بالمدير الفني للفريق الإنكليزي، الاسكتلندي السير أليكس فيرغسون.
ودافع مهاجم المنتخب البرتغالي عن ألوان مانشستر يونايتد مدة ست سنوات خلال الفترة ما بين 2003 وحتى 2009، تخللتها العديد من النجاحات على الصعيد المحلي والقاري حتى رحل إلى صفوف ريال مدريد في صفقة تعد الأغلى في تاريخ كرة القدم، إذ كلفت خزينة النادي الملكي 94 مليون يورو.
وحقق رونالدو العديد من الألقاب مع الشياطين الحمر، إذ حصد لقب الدوري الإنكليزي ثلاث مرات، إضافة لفوزه بكأس إنكلترا مرة واحدة، وكأس رابطة المحترفين مرتين، فضلاً عن تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية وبطولة الدرع الخيرية مرة واحدة، كما يعتبر البرتغالي هو اللاعب الوحيد في تاريخ الدوري الإنكليزي الممتاز الذي استطاع التتويج بلقب أفضل لاعب في العالم منذ عام 1992.

المباراة رقم 1000
ينتظر أن تكون المباراة الليلة ذات طبيعة خاصة بالنسبة للاعب الويلزي المخضرم رايان غيغز الذي يأمل في أن تكون المباراة رقم 1000 في مسيرته الكروية.
وسبق غيغز أن التقى الريال في دور الثمانية للبطولة عامي 2000 و2003، واعترف بأن مباراة الليلة قد تكون الأخيرة له أمام الريال. وقال: "هذه هي المباريات التي ستفتقدها عندما تنهي مسيرتك الكروية".
ويأمل المدير الفني لمانشستر السير أليكس فيرغسون في أن يحاكي بوب بيسلي ويفوز باللقب الأوروبي للمرة الثالثة.
ويثق فيرغسون في فرصة فريقه الجيدة بعد التعادل 1-1 في مباراة الذهاب بمدريد، "شعرت بأننا نبدو في حالة ارتياح شديدة ولدينا ثقة كبيرة بأنفسنا. كان بإمكاننا تسجيل خمسة أو ستة أهداف، روبن فان بيرسي أهدر فرصتين، وحارس مرماهم (ريال مدريد) تصدى لفرصتين جيدتين".
ومنح مورينيو الراحة لكل من مواطنه رونالدو والألمانيين مسعود أوزيل وسامي خضيرة والأرجنتيني غونزالو هيغواين والإسباني تشابي ألونسو في مباراة برشلونة أمس الأول.
وقال أوزيل: "إذا كان أي فريق قادر على الفوز في برشلونة مثلما فعلنا، فإنه يستطيع الفوز في مانشستر. ستكون مباراة صعبة أمام فريق عظيم، ولكننا أظهرنا قدراتنا في مباراة الذهاب. كنا أفضل من مانشستر في الشوط الأول وصنعنا عدداً كبيراً من الفرص".

دورتموند ودونيتسك
في المباراة الثانية الليلة، يستضيف دورتموند فريق دونيتسك، ولكنه قد يفتقد مجدداً لجهود مدافعه ماتس هوميلز الذي غاب عن لقاء هانوفر بسبب الإنفلونزا.
واستعد دورتموند للقاء الغد بالفوز 3-1 على هانوفر في الدوري الألماني "بوندسليغا" مطلع هذا الأسبوع، ليستعيد بهذا بعض اتزانه عقب الخروج من مسابقة كأس ألمانيا بالهزيمة أمام بايرن ميونيخ.
ويسعى دورتموند بقيادة مديره الفني يورغن كلوب إلى تجنّب الخروج من بطولة أخرى في غضون أيام قليلة.
وقال مارسيل شميلزر، مدافع دورتموند، على موقع النادي بالإنترنت: "نحن في وضع جيد، ولكن علينا أن نخوض المباراة بتركيز أكبر مما كنا عليه في المباريات الثلاث الماضية. دونيتسك ما زال منتعشاً للغاية، حيث خاض مباراتين فقط في العام الحالي وهو ما يجعله خطيراً، خاصة في الهجوم بقيادة كتيبة البرازيليين".