حذر مبعوث حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة توماس أوجيا كوينتانا حكومة ميانمار وبقية دول العالم من أن استمرار انتهاكات حقوق الإنسان قد تقوض جهود الإصلاح التي تبذلها البلاد. وكان كوينتانا المقرر الخاص للأمم المتحدة لأوضاع حقوق الإنسان في ميانمار يتحدث للصحافيين في مطار ميانمار الدولي في نهاية مهمة استمرت 5 أيام في البلاد حيث تتحدث تقارير عن تغييرات سياسية أحدثها الرئيس ثين سين منذ نهاية الحكم العسكري في 2011 وفتح البلاد أمام بقية العالم. ووافقت الحكومة شبه المدنية على وقف لإطلاق النار مع أغلب الجماعات العرقية التي تقاتل من أجل الحكم الذاتي، لكن القتال اندلع في ولاية كاشين في يونيو 2011 وتصاعد الصراع في أواخر العام الماضي عندما استخدم الجيش الضربات الجوية لإحباط ما قال إنه عدوان للمتمردين غير المسلمين. وعقدت محادثات سلام بشأن الحدود في الصين الشهر الجاري، قال كوينتانا إنه تشجع من هذه الخطوة. كما رحب بقرار الحكومة السماح لقافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة بالوصول إلى مناطق يسيطر عليها المتمردون وحث السلطات على نزع الألغام من المناطق التي تراجعت فيها الصراعات.
وقال كوينتانا «أحث كل من الجيش والجماعات المسلحة غير الحكومية على الالتزام بحقوق الإنسان والقانون الإنساني وعلى التصدي لاستخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد. استعمل الجانبان الألغام الأرضية المضادة للأفراد على مدى سنوات الصراع في ولاية كاشين واستمرت في إيقاع قتلى ومصابين بين المدنيين بالإضافة إلى إحداث صدمات نفسية شديدة للمجتمعات». وحدث عنف طائفي دام في منطقة أخرى هي ولاية راخين العام الماضي بين البوذيين الراخين ومسلمي الروهينجيا. ويقول كوينتانا إن 120 ألف شخص يعيشون الآن في مخيمات نتيجة لهذا الصراع.
وقال «ولاية راخين تمر بأزمة عميقة تهدد بالانتشار في مناطق أخرى من البلاد ويمكن أن تقوض عملية الإصلاح برمتها في ميانمار. لا تزال كل من تجمعات المسلمين والبوذيين الراخين تعاني من آثار العنف الذي تمكنت الحكومة من السيطرة عليه في آخر الأمر، غير أنه لاتزال هناك علامات استفهام بشأن حجم القوة التي تستخدم».
وتابع «قلقي الأكبر يكمن في غياب الرعاية الصحية الكافية في مخيمات المسلمين. فعلى سبيل المثال في مخيم تونج باو في بلدة ميابون التقيت بامرأة في حاجة ماسة إلى رعاية طبية بسبب إصابتها بغرغرينا في قدمها. هذا النوع من المعاناة في المخيمات غير مقبول وأحث السلطات المركزية والحكومية على ضمان توفير الرعاية الصحية الكافية في مخيمات النازحين». وأضاف أن على الحكومة حل مشكلة حرية التنقل في المخيمات مشيراً إلى أن الإنسان «يشعر فيها بأنه في سجن أكثر منه مخيم».
وتقول الحكومة إن الروهينجيا مهاجرون غير شرعيين من بنغلادش ولا تعتبرهم مواطنين. كما ترفض بنغلادش إعطاءهم الجنسية.
وقال كوينتانا إن الخوف والشك والغضب والكراهية لاتزال تقسم الطائفتين.
«رويترز»