يوسف البنخليل
يقول الكاتب يوسف البنخليل بمقاله يوم أمس «وهم 14 فبراير»: برغم ما حملته الأيام القليلة الماضية من أحداث دامية راح ضحيتها أحد المواطنين الشبان وشهيد من رجال الأمن، وشهدت أيضاً قنبلة ناسفة محلية الصنع على جسر الملك فهد تم تفكيكها، فهي تعكس المحاولات اليائسة لزعزعة الأمن والاستقرار، وتحويل الدولة البحرينية إلى دولة فاشلة من أجل فتح المجال أمام مزيد من التدخلات الأجنبية لتحقيق أجندة الجماعات الراديكالية. واضاف ان الجماعة الراديكالية قد تراجعت شعبيتها كثيراً، وأن عيسى قاسم لم يتمكن من حشد 10 آلاف شخص، وبالتالي يحق لنا التساؤل عن حقيقية الجماهير التي يتحدث باسمها؟ وعن حقيقة ما تمثله الجمعيات السياسية الست الراديكالية عندما تتحدث باسم الجماهير؟ و لو كان العدد الذي خرج في مسيرة عيسى قاسم والوفاق لا يتجاوز 10 آلاف فإن تمثيلهم للمواطنين البحرينيين لن يتجاوز 1.7%، بالمقابل فإن البرلمان الحالي بتشكيلته التي يرفضها عيسى قاسم نفسه والوفاق التي انسحبت من البرلمان عام 2011 يمثل 52% من الإرادة الشعبية بعد الانتخابات التكميلية التي أجريت في سبتمبر 2011.
دغبوس
ياسيدي الفاضل: طرحك، إن صحت قراءتي وصدق حدسي، يوحي بضرورة إعمال الصبر لأن ما حدث حتى الآن من أعمال عنف، رغم الحشد النفسي الذي سبق 14 فبراير وما سيحدث خلاله، لا يزال أقل من أن يثير لدى الناس (البنِك)،كأنك ترى أن أحداث الشغب التي يقوم بها الإرهابيون إنما سيرتد أثرها في نهاية المطاف وبالاً عليهم، ومنطق إقناعك ارتكز على المقارنة العددية لعدد المستجيبين لدعوة النزول إلى الشارع بين الدعوات التي تمت خلال العامين الماضيين وبين آخر دعوة، وأن تراجعاً ملموساً في عددالمستجيبين يعني انفضاض الأتباع عنهم وضمور قاعدتهم الجماهيرية بالتالي على الناس الصبر على ممارسات العنف انتظاراً لتلاشيهم وانصراف الأتباع والمؤيدين!وفي هذا الكثير الزائد من وصفة الحكمة ورومانسية النهج!. فالمواطن الذي كان يرى ان النظام هو الدولة وان الدولة هي النظام في مواقفه الولائيه بدأ يرتسم في وعيه، بسبب ما يراه من انعدام حزم النظام في تعامله مع الارهاب وتراخيه مع ما يهدد تقويض اسس الدولة التي يدين المواطن بولائه الأول لها، وبحكم درجة معاناته وطول أمدها وقلقه مما قد يخفيه الغد لأبنائه بدأ يرى نواة بروز خط فاصل في وعيه بين النظام والدولة وحين يختل مقياس التوازن يتحدد مكمن الولاء واختيار الخيار فهنا ينبغي تغليب استشعار الخطر على فضيلة الصبر وحكمته، فليس كل من صبر ظفر. وقديماً قيل: (فاز باللذة الجسور).
أخو جوزاء
محاولة الحيادية التي وصفت بها تصريح السفير الأمريكي يراها الناس انحيازاً واضحاً لمرتكبي الإرهاب والعنف؛ فالحياد بين الحق والباطل وبين الموقف من الجلاد والضحية وبين الشرعية والخارجين عليها وبين النهج المدني الديمقراطي والثيوقراطي الانغلاقي الإقصائي لا يمكن إلا أن يكون موقفاً لا أخلاقياً مخلاً بقيم العدالة في الحكم على المواقف الحيادية تكون بين موقفين متساويين لا يمكن بسهولة ترجيح حق أحدهما على الآخر. لذا فإن مجرد نبرة الحياد في موقف السفير الأمريكي تعتبر انحيازاً للعنف ودعماً معنوياً للإرهاب!. هل كانت حكومة سعادته ترضى لو وقفنا على الحياد في الصراع بينها وبين القاعدة!؟، أوليس الرئيس الأمريكي السابق سيء السمعة والذكر ومنحرف الاتجاه والفكر هو من سن مبدأ (من ليس معنا فهو ضدنا؟) وعليه فنبرة الحياد في تصريح سعادته حول الأحداث تمثل انحيازاً لا أخلاقياً لمرتكبي العنف وموقفاً عدائياً تجاه معاناة الناس ومتطلبات أمنهم.