كتب ـ وليد صبري:
قال استشاري أمراض الأطفال د.نبيل عطا الله إن الأطفال المصابين بنقص هرمون الغدة النخامية لا يزيد طولهم عن 130 سم ويتأخر عمرهم الفيزيولوجي بنحو 5 سنوات.
وأضاف «منذ أن نجح الطبيب موريس رابين عام 1958 في علاج أول طفل بهرمون النمو في بوسطن، انتشر في غالبية دول العالم علاج حالات التقزم لدى الأطفال المصابين».
وأوضح «في بداية اكتشاف العلاج بهرمون النمو كانت جثث الموتى المصدر الوحيد للحصول على الهرمون، وكانت تجمع في إنجلترا نحو 60 ألف غدة نخامية سنوياً من جثث الموتى لاستخلاص الهرمون، وبسبب صعوبة الحصول على الهرمون والتكاليف الباهظة لاستخلاصه اقتصر استعماله على الحالات المؤكدة إكلينيكاً أن سببها نقص هرمون النمو».
ولفت إلى أن «التجربة أظهرت فيما بعد أن الهرمون المستخلص من جثث الموتى قد يصيب بعض الأطفال بعد سنوات طويلة من العلاج بمرض خطير بالجهاز العصبي، وضمور بالمخ أشبه بجنون البقر، بسبب عدم نقائه، وبسبب هذه المشكلة بدأت شركات الأدوية محاولة تصنيع الهرمون عن طريق الهندسة الوراثية، وكانت مهمة صعبة لأن هرمون النمو يحتوي أكثر من 200 حمض أميني».
ونبه عطا الله إلى أن «الهرمون يحضر حالياً صناعياً، ويعتبر ثاني هرمون بعد الأنسولين يتم تحضيره عن طريق الهندسة الوراثية»، مشيراً إلى أن «من مميزات هذا الهرمون الصناعي أنه خال من الشوائب وتكاليف إنتاجه أقل بكثير، وأصبح متاحاً لعلاج حالات التقزم المختلفة لدى الأطفال». وقال إن «الأطفال المصابين بنقص هرمون النمو يبدون بصورة طبيعية عند الولادة، وتكون أوزانهم طبيعية ومتناسقون في نسبهم الجسمانية، ولكن ابتداء من عمر 3 إلى 4 سنوات تكون أطوالهم أقل من المعدلات الطبيعية». وأوضح أن «الهرمون يبدو أنه ليس له تأثير على نمو الطفل داخل الرحم لأن الأطفال الذين يولدون وليس لهم مخ ولا غدة نخامية، تكون أوزانهم عند الولادة طبيعية، ما يثبت وجود عوامل أخرى تتحكم في نمو الطفل داخل الرحم، ويرجع السبب إلى أن الجنين ربما يعتمد على هرمون النمو الخاص بالأم».
وخلص إلى أن «الهرمون يعطى تحت الجلد يومياً خلال مراحل الطفولة والبلوغ، إلى أن يتوقف نمو الطفل طبيعياً، وإذا بدأ العلاج مبكراً قبل سن السادسة تكون النتائج جيدة بالنسبة للطول، ويعود النمو لمعدلاته الطبيعية وتتوقف النتائج أيضاً على وجود نقص في هرمونات أخرى من عدمه».