في إطار البحث الدؤوب عن حياة خارج كوكب الأرض، يبدو أحد أقمار المشتري «أوروبا» واعداً في هذا المجال أكثر من المريخ، إذ يوجد على سطحه محيط من المياه فيما سطح الكوكب الأحمر صحراء قاحلة.
وتدفع القيود المالية وكالة الفضاء الأمريكية لتركيز بحثها على سطح المريخ القريب نسبياً، حيث حط الروبوت كوريوستي منذ أغسطس الماضي ليبحث عن أي أثر محتمل لحياة سابقة، لعدم توفر الإمكانات المالية لسبر غور النظام الشمسي وصولاً إلى أحد أقمار المشتري.
ويقول عالم الفضاء روبرت بابالاردو المسؤول العلمي في «جيت بروبالشن لابوراتوري» التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا «خارج كوكب الأرض، يبدو أن قمر أوروبا هو الجرم الوحيد في مجموعتنا الشمسية حيث يحتمل أن تكون هناك حياة وعلينا اكتشافه».
ويضيف «قمر أوروبا تكسوه طبقة رقيقة من الجليد، ويوجد على سطحه محيط سائل تحت الجليد، على تماس مع صخور عميقة، وهو ناشط جيولوجياً وتغزوه إشعاعات من شأنها أن تولد مواد مؤكسدة، وهذه المواد المؤكسدة إذا اختلطت بالماء ينتج عنها طاقة مثالية لتشكيل حياة».
وتعاون مخبر «جيت بروبالشن لابوراتوري» مع مختبر الفيزياء الفضائية في جامعة جون هوبكنزن لوضع مشروع جديد لاستكشاف قمر المشتري، وأطلق على المشروع اسم «كليبر»، وتصل كلفته إلى ملياري دولار، دون حساب تكاليف إطلاق المركبة.
وفي حال الموافقة على المشروع، يمكن أن تنطلق المهمة قرابة عام 2021 وتستغرق بين 3 و6 سنوات حتى تصل المركبة إلى جوار القمر أوروبا.
وتقول عالمة الفضاء أماندا هندريكس من معهد دراسات الكواكب في أريزونا «إذا تبين أن أوروبا هو المكان الأمثل للحياة في المجموعة الشمسية بعد كوكب الأرض، فإن القمر إنسلاند أحد أقمار زحل يأتي في المرتبة التالية مباشرة».
وكان القمر أوروبا اكتشف للمرة الأولى عام 1979، عندما رصدته مركبات الفضاء الأمريكية «فويجر1» و»فويجر2» التي انطلقت من الأرض قبل 35 عاماً ووصلت الآن إلى حدود النظام الشمسي.