عواصم - (وكالات): قرر وزراء الخارجية الأوروبيون أمس أن يمددوا لثلاثة أشهر العقوبات على النظام السوري وأن يسمحوا بدعم أكبر للمعارضة، من دون أن يتخذوا قراراً في شأن رفع الحظر على الأسلحة الذي طالبت به لندن، فيما أكد الرئيس السوري بشار الأسد أنه «على يقين» في قدرته على كسب الحرب ضد المعارضة المسلحة في بلاده، في وقت دعت عضو لجنة التحقيق المستقلة حول سوريا التابعة للأمم المتحدة كارلا ديل بونتي إلى فتح تحقيق في جرائم الحرب المرتكبة في النزاع المستمر منذ 23 شهراً.
على الأرض، يواصل مقاتلو المعارضة هجماتهم الهادفة إلى تحييد مطارات حلب، وقد أحرزوا تقدماً جديداً في محيط مطار حلب الدولي أمس.
وفي موقف لم يتغير قيد أنملة منذ بدء الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاطه منتصف مارس 2011، قال الأسد في تصريحات نشرتها صحيفة «السفير» اللبنانية نقلاً عن سياسيين لبنانيين التقوا الرئيس السوري، «نحن على يقين بأن الغد لنا، سوريا تمتلك إرادة الانتصار على المؤامرة».
وأضاف «نحن وإن كنا متيقنين من حتمية انتصارنا ومطمئنين لما يتحقق سياسياً وعسكرياً، فإن ذلك لا يعني أن كل الأمور انتهت»، مضيفاً «لا يزال أمامنا شغل كبير في السياسة كما في مواجهة المجموعات الإرهابية والتكفيرية».
وفي جنيف، رأت ديل بونتي بعد عرض تقرير لجنة التحقيق حول الوضع السوري أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أنه «آن الأوان لكي يتدخل القضاء ونقترح المحكمة الجنائية الدولية».
وقالت لصحافيين «يجب أن تتخذ المجموعة الدولية ومجلس الأمن الدولي قرار إحالة هذا الملف إلى القضاء»، معتبرة أنه «من غير المعقول ألا يتخذ مجلس الأمن الدولي أي قرار منذ سنتين».
وذكرت ديل بونتي أن اللجنة وضعت لائحة سرية لمسؤولين عن جرائم الحرب في سوريا.
واتهمت اللجنة التي لم تتمكن من زيارة سوريا، في تقريرها الطرفين المتقاتلين بارتكاب جرائم حرب.
وفي الاتصالات الدبلوماسية، حصل اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف تناول الوضع في سوريا و»ضرورة قيام الولايات المتحدة وروسيا باستخدام نفوذهما على الأطراف المعنية للتوصل إلى عملية انتقال سياسي مضمونة»، بحسب ما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية.
في بروكسل، قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تمديد العقوبات المفروضة على سوريا 3 أشهر وفتحوا الباب أمام تأمين مزيد من الحماية للمدنيين.
على الأرض، استولى مقاتلو المعارضة السورية على حاجز على طريق مطار حلب الدولي شمال البلاد في إطار «حرب المطارات» التي بدؤوها منذ الثلاثاء الماضي، وواصلوا تقدمهم في اتجاه مطاري حلب والنيرب العسكري الملاصق له، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما أشار المرصد إلى اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين «في محيط سرية المحروقات التابعة لمطار النيرب العسكري» وفي محيط مطار كويرس العسكري قرب مدينة الباب شرق حلب أيضاًَ، وفي محيط مطار منغ العسكري شمال حلب.
وتمكن المقاتلون المعارضون خلال أسبوع من السيطرة على مطار الجراح العسكري، ومقر اللواء 80 المكلف بحماية مطاري النيرب وحلب، وكتيبة للدفاع الجوي قرب بلدة حاصل، وكلها تقع إلى شرق مدينة حلب.
وقتل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا أمس 54 شخصاً، بحسب المرصد.
من جهته، أعلن وزير الإدارة المحلية السوري عمر غلاونجي أن الخسائر الناتجة عن «أعمال التخريب» التي تطال البنى التحتية في سوريا تقدر بأكثر من 11 مليار دولار خلال 23 شهراً من النزاع.