كتب - جعفر الديري:
ماتزال هناك شريحة من الشباب ترغب بالقراءة وتصفح الكتاب رغم تعدد الإغراءات بهذا المجال، شباب يرون في القراءة زاداً فكرياً لا يمكن الاستغناء عنه بحال من الأحوال، ومع وجود الكتاب الإلكتروني زاد شغفهم بالقراءة، فهم يسجلون كل كتاب يقرؤونه، معتزين بتراثهم الذي جاوز المائة كتاب وأكثر.
شغف هؤلاء الشباب بالكتاب يتخذ أهمية أكبر وسط عالم متسارع، فإذا كان الأجداد وجدوا متسعاً للقراءة، حيث لا تلفزيونات ولا أجهزة ذكية تشغل أوقات فراغهم، فإن أبناءهم تحجمت فرصهم مع بروز الفضائيات، واليوم ومع وجود جميع أشكال المغريات، يبدو الحصول على قارئ شاب أشبه بالبحث عن حجر كريم بمنجم.
آخر كتاب قرأته
يذكر عباس إبراهيم آخر كتاب قرأه قبل أسبوع أو أكثر عنوانه «من أمريكا إلى الشاطئ الآخر» للكاتب والمفكر مصطفى محمود.
الكتاب حسب عباس مجموعة مقالات كتبها مصطفى محمود في فترة الثمانينات «نجد فيها منعطفاً في فكره، يكشف عن انقلاب كبير، في كل سطر من سطور الكتاب، تجد مصطفى محمود مقتنعاً بسماحة الدين الإسلامي وقيمه النبيلة، ما يتعارض تعارضاً حاداً مع الحضارة الغربية، والقيم الاشتراكية والرأسمالية، وهي آراء مستندة إلى رحلة بحث طويلة».
سجن الكتاب الوردي
أمينة محمد آخر ما قرأت رواية «السجينة» لمليكة أو فقير «رواية مدهشة، لا أعلم من أين أبدأ بالحديث عنها؟ من لغتها الساحرة رغم أنها مترجمة؟ أم من الشحنات العاطفية التي تسكنها طوال اليوم؟ أم لجملة الأفكار التي تشعلها في ذهنك؟!».
وتضيف محمد «أمر رائع بالفعل، أن تجد حياة معروضة أمامك بكل تفاصيلها، ثمة فتاة عاشت مع الأمراء، أبوها مقرب من الحاكم، كل شيء تطلبه مجاب، ثم تنقلب بها الحال، حين يتهم أبوها بالخيانة، فأي فرق بين الحياتين، وأي مشاعر متضاربة تحدثنا عنها مليكة، فتملأ قلوبنا حزناً وتعاسة وحكمة أيضاً، كي لا يركن الإنسان لحال من الأحوال».
زعيم العصابة
بدوره آخر ما قرأه إياد سعيد كتاب «زعيم حرب العصابات فيدل كاسترو»، وهو يحتفظ بالكتاب منذ أن اشتراه بثمن بخس من أحد معارض الكتب، ويطالعه بين الفينة والأخرى.
عن الكتاب يقول سعيد «أنا معجب بفيدل كاسترو، ولاتزال له حظوة عندي، رغم أنه لم يحقق لكوبا كل ما تمناه الشعب، فهو لايزال رمزاً كبيراً من رموز النضال، وعلماً من أعلام الحرية، لذلك عندما وقعت على الكتاب، زاد إيماني بفيدل كاسترو، فالكتاب يحكي قصة ملحمية لشاب طموح، استطاع أن يميل بأمته ميلاً عظيماً، يختلف تماماً عما كان عليه الحال قبله».
عالم الأطفال
من جانبها يبدو مزاج بتول علي مختلفاً، فهي ماتزال ترغب في قصص الأطفال، وتذكر على أن آخر كتاب قرأته هو مجموعة قصص قصيرة ضمن سلسلة «ليبدي بيرد»، وجدتها في إحدى المكتبات العامة.
وتضيف بتول «أنا شغوفة جداً بقصص الأطفال، والكتاب الذي قرأته كان عن حضارة كريت، الحضارة القديمة التي لم يتعرف عليها الباحثون والمنقبون إلا عن طريق الآثار، وهي حضارة غريبة بشخصياتها ومعتقداتها وطقوسها الدينية، وأسعدني جداً أن أكتشف أن حضارة كريت عاملت المرأة معاملة حسنة، كما أسعدني جداً أن أكتشف أن كثيراً من الأساطير تعود لتلك الحضارة، حقاً الكتاب كنز لمن يقدره».
970x90
970x90