عواصم - (وكالات): طلب قاضي التحقيق العسكري الأول في لبنان رياض أبوغيدا عقوبة الإعدام للوزير اللبناني السابق ميشال سماحة والمسؤول الأمني السوري علي مملوك بتهمة نقل متفجرات من سوريا إلى لبنان بنية قتل سياسيين لبنانيين ورجال دين وسوريين، بحسب ما جاء في القرار الاتهامي الصادر أمس.
وأشار إلى أن «المتفجرات ضبطت في سيارة سماحة» والمخطط «لم ينفذ بسبب ظرف خارج عن إرادته»، في إشارة إلى توقيفه في أغسطس الماضي قبل البدء بتنفيذ التفجيرات.
وأوضح القرار أن «المتفجرات سلمها العقيد عدنان إلى سماحة في سوريا بموافقة مملوك».
وشمل القرار الاتهامي أيضاً اتهام سماحة بـ»إثارة النعرات الطائفية».
وأصدر القاضي «مذكرة بحث وتحر دائم لمعرفة كامل هوية المدعى عليه العقيد عدنان» الذي لم يعرف اسمه الكامل منذ بدء التحقيق إثر توقيف سماحة.
وسماحة وزير ونائب سابق معروف بقربه من النظام السوري، وكان يمضي جزءاً كبيراً من وقته في دمشق.
من ناحية أخرى، هدد رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر سليم إدريس بقصف مواقع لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية، متهماً الحزب الشيعي بأنه يقوم منها بقصف مواقع للمقاتلين المعارضين داخل سوريا.
وقال إدريس «أمام العالم، نعلن، وهذا حقنا، حق الدفاع عن النفس، إننا سنرد على مصادر النيران، على أي طلقات باتجاه القرى الحدودية السورية من الأراضي اللبنانية سنرد عليه، بإذن الله».
في غضون ذلك، حذرت روسيا النظام السوري والمعارضة من أن استمرار النزاع العسكري بينهما يعتبر «طريقاً مدمراً للطرفين»، في وقت تستمر العمليات العسكرية الواسعة على الأرض حاصدة مزيداً من القتل والبؤس كل يوم.
وتشهد روسيا، أبرز حلفاء النظام السوري، هذه الفترة حركة دبلوماسية نشطة تتناول الأزمة السورية. وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالقول «لا يمكن لأي من الطرفين في سوريا أن يسمح لنفسه بالرهان على حل عسكري. إنه طريق لا يقود إلى أي مكان، بل إلى دمار الطرفين».
وأضاف «آن الأوان لوقف هذا النزاع الطويل المستمر منذ سنتين».
وأكد لافروف الذي يستقبل وزير الخارجية السوري وليد المعلم في محاولة لإيجاد حل للأزمة أن موسكو تحث على الحوار بين الطرفين.
وقال «نرى مؤشرات إيجابية، وتوجهاً نحو الحوار من جانب الحكومة والمعارضة»، مضيفاً إنه يعود إلى الطرفين تحديد طبيعة الحوار المحتمل وعلى أي مستوى، مشدداً على ضرورة «ألا يفرض أحد شروطاً على الآخر».
وأشار لافروف إلى أن زيارة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب إلى موسكو ستتم على الأرجح مطلع مارس المقبل، مشيراً إلى أن الهدف منها «توفير الظروف المؤاتية لبدء حوار مباشر» بين النظام والمعارضة.
ميدانياً، قتل 9 أشخاص وأصيب عشرات في غارة على بلدة حمورية في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبعد أقل من ساعة على الغارة أسقط مقاتلون معارضون للنظام طائرة حربية كانت تقصف مناطق في الغوطة الشرقية بنيران أسلحة رشاشة ثقيلة.
ولليوم الثاني على التوالي، تتعرض مناطق في دمشق بعيدة نسبياً عن أعمال العنف، لسقوط قذائف. إذ قتل لاعب كرة قدم سوري وأصيب 4 لدى سقوط قذيفتي هاون على مدينة «تشرين» الرياضية وسط العاصمة.
وقال مسؤول رياضي إن مهاجم فريق الوثبة لكرة القدم الحمصي يوسف سليمان توفي وأصيب 4 لاعبين آخرين من فريق النواعير بجروح إثر سقوط قذيفة على فندق تشرين الموجود داخل المجمع الرياضي، وبينما كان اللاعبون لايزالون في غرفهم.
وفي حلب، تحدث المرصد عن غارات جوية على عدد من أحياء المدينة. كما تدور اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في محيط مطاري النيرب وكويرس العسكريين شرق مدينة حلب، في إطار «حرب المطارات» التي أعلنتها المجموعات المقاتلة منذ أكثر من أسبوع في محافظة حلب.
من جهة أخرى، توقفت المعارك بين المقاتلين العرب المعارضين للنظام السوري والمقاتلين الأكراد في مدينة راس العين شمال سوريا بعد 3 أشهر من التوتر، بعد التوصل إلى اتفاق بين الطرفين بوساطة المعارض المسيحي ميشال كيلو.