دعا الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور عمر عبدالكافي «إيران إلى الاهتمام بشؤون نفسها، وعدم التدخل في شؤون الدول العربية، إذا أرادت أن تبني علاقات جيدة مع العرب»، مشدداً على «ضرورة الكف عن سب الصحابة وأن تسارع إيران في هدم قبر أبو لؤلؤة المجوسي قاتل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه».
وأكد د. عبد الكافي «إنه لا يوجد في الإسلام دولة ثيوقراطية أو الحكم باسم الله، ولذلك لا يوجد في السُنة على الإطلاق نظرية «ولاية الفقيه»».
من ناحية أخرى، دعا د. عبد الكافي أن «يهتم الإنسان بقلبه وصلاحه لأنه محط نظر الله الخالق دائماً وفي كل لحظة وحين يطلع على الأعمال علنيها وخفيها». وأشار إلى «قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم»».
وأوضح د. الكافي أن «الإنسان مطالب أن يعرف كيف يصلح قلبه، حتى يكون في خير حال، وأحسنه عند نظر الله له، مشبهاً القلب بالبيت، وهو نوعان، الأول عامر بالأثاث الفاخر، والثاني خرب لا يلفت الأنظار، ولا يهتم به اللصوص ولا يتربصون به لسرقته، كما هي الحال بالنسبة للبيت الأول، حيث يحاولون التعرف على مدخله».
وتابع أن «البيت الخرب كناية عن القلب المنحرف، ولصوص القلب هم الشياطين الذين لا يعبؤون به، ويولون اهتمامهم للبيت العامر والقلب المليء بحب الله وطاعته لقوله تعالى عن إبليس: «قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين»».
وبين أن «للقلب أبواباً 6 هي اللسان، والعين، والشم، والأذنان، واليدان، والرجلان، وأن إبليس يبحث عن ثغرة في هذه الأبواب أو أحدها ليحجب عن القلب صلته بالله وطاعته خاصة وأن للقلب سلطاناً على الجوارح، فإذا كان مملوءاً بالله وخشيته، عم نوره الجوارح»، مشيراً إلى أن «الله حجب عنا أصوات المعذبين في القبور فيما تسمعها الحيوانات والطيور، وذلك حتى نهنأ في الحياة ونعبد الله عبادة المحب لا عبادة الخائف».
وقال إن «أول باب يسعى الشيطان للدخول منه إلى القلب هو اللسان»، مشيراً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم الكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم»». وأوضح أن «العين مدخل آخر لا يقل خطورة عن القلب»، محذراً من «ازدراء الناس لسبب من الأسباب سواء كان خُلقي أو خِلقي أو مرض أو ما إلى ذلك».
وأوضح أن «مدخل اليد، يسعى الشيطان من خلاله لتحويله من مساعد على الخير والوضوء والصلاة والمسح على رؤوس المحتاجين إلى إيذاء الناس»، لافتاً إلى أن «الأمر كذلك بالنسبة للقدمين المفروض فيهما أن يكونا مسخرين لصلة الرحم وعيادة المريض والعمل، وفعل الخير والتوجه لأماكن العبادة والطاعة وليس إلى أماكن المعصية»، مشيراً لقول سيدنا يحيى بن زكريا عليهما السلام: «اللهم إن رأيتني أغادر مجالس الذاكرين إلى مجالس الغافلين فاكسر لي رجلي فإنها نعمة تنعم بها علي».
وبخصوص حاسة الشم، أشار د. عبدالكافي «لقصة خليفة المسلمين سيدنا عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه لما قسموا بين يديه عطور بيت المال وبخوره وطيبه، وضع يده على أنفه، فقالوا له: ما لك يا أمير المؤمنين، فقال: وهل يستفاد منه إلا برائحته وأنا لست ممن يأخذون الصدقة ولا يحق لي وأنا أمير المؤمنين أن أشم شيئاً لا يحل لي». وخلص د. عبدالكافي إلى أن «المسلم إذا أحكم غلق الأبواب الستة للقلب وحسن معاملاتها وأعمالها فيما خلقت له يصير القلب حينئذ حرياً بنظر الله له»، داعياً «لإعادة الحسابات مع النفوس وإصلاح القلوب ليصلح حال الجوارح».
وشدد على أن «القلب إذا صار ربانياً موصولاً بالله تعالى، غُلقت أبواب حصونه أمام الشيطان، وصار يرى من آفاق علم الغيب الواسع وخرج من حصر ثقب عالم الشهادة الضيق».