كتب ـ عبدالرحمن محمد أمين:
«معاً لأجلهم» الشبابية هي أول مجموعة تطوعية لخدمة ذوي الإعاقة في البحرين، وتحمل رسالة مضمونها أن ذوي الإعاقة جزء لا يتجزأ من المجتمع، وتسعى لضمان حقوقهم وحرياتهم الأساسية وتحقيق المساواة والكرامة الإنسانية من خلال ضمان مشاركتهم الحقيقية في المجتمع وتعزيز ثقافة العمل التطوعي وتطوير قدرات ومهارات الشباب من أجل خلق رؤية جديدة وجيل يؤمن بالمشاركة من أجل تحقيق أهداف المجتمع ورؤيتها «حلم.. رؤية.. مستقبل.. معاً لأجلهم».
الإعاقة ليست عائقاً
الناشطة الاجتماعية في مجال الإعاقة ورئيسة مجموعة «معاً لأجلهم» الشبابية عبير علي سلوم من ذوي الإعاقة السمعية، بدأت تكوين المجموعة عام 2010، وبدأت فكرة المجموعة تطبيق تجربتها الشخصية وتحديها مع الإعاقة وإثبات وجودها والمساهمة في مجال العمل التطوعي تقول «مسألة تكوين مجموعة ليست باليسيرة، فجميع مراحل حياتي خاضت التحدي مع الإعاقة منذ الطفولة إلى الآن».
ولدت عبير بإعاقة سمعية اكتشفتها متأخرة جداً «عندما لاحظت والدتي عدم تجاوبي وتأخر النطق لدي عرضتني حينها على أخصائي وتم تشخيصي أن عقلي سليم ومن ثم عرضتني على أخصائي السمع فاكتشفوا أن لدي ضعفاً بعصب السمع إعاقة سمعية».
عبير حباها الله بأم قوية وأب متفهم «أدخلوني الروضة رغم عدم النطق وعدم السمع، ساعين لتوفير حياة طبيعية لي كأي طفل، ولم يمنعوني من أبسط حقوقي في التعليم ومشاركة أقراني، وساهمت الخطوة في تعزيز وجودي وثقتي بمحيطي».
في المرحلة الابتدائية ركبت عبير سماعة كي تستطيع السمع والتواصل والتعلم «منذ البداية رفضت السماعة لما تسببه لي من إزعاج وألم في أذني ناتجاً عن الأصوات الغريبة والعالية جداً، لأني لم اعتد عليها سابقاً، فمن الطبيعي أن يتساءل الجميع كيف استطعت النطق والتكلم لأني في السابق لم أكن أرتدي السماعة، وكنت أنظر كثيراً إلى شفاه الأشخاص عند التحدث، وتطورت لدي مهارة قراءة الشفاه، وكنت أستطيع التخاطب مع الجميع بلغة الشفايف وكانت السماعة مجرد عامل مساعد أعتمد عليها قليلاً».
تفوقت عبير في دراستها ولديها موهبة الرسم «استطاع والدي اكتشاف موهبتي وهو في الأصل فنان تشكيلي فشاركني في معرض للفنون التشكيلية، وكنت جزءاً من لوحة الفنان أنس الشيخ، وعندما التقيت وزير الإعلام الراحل طارق المؤيد ورأى موهبتي كرمني كواحدة من الفنانين، وعندما عرف من والدي أني ابنته قال له ابنتك عبير بنت البحرين فهي الآن أمانة عندك فالبحرين يوماً من الأيام تطالبك بهذه الأمانة».
الموهبة والتميز
عاشت عبير طفولتها كأي طفلة «كنت أعشق التميز وإثبات الوجود، فمن الطبيعي واجهتني صعوبات في مرحلة طفولتي وهي عدم تقبل الأطفال لي بسبب إعاقتي وكانوا ينادوني بالصمخة، ما جعلني أرفض الذهاب إلى المدرسة، وكانت لي ردة فعل نفسية قوية فأبي عالج الموضوع بتفهم وتأني قال لي يا بابا اللي مايشوف يلبس نظارة واللي مايمشي يستخدم عكازة واللي مايسمع يلبس سماعة وكانت عباراته بسيطة فأقنعتني وأقنع تفكيري الطفولي وهذا الكلام كان له أثر كبير في حياتي».
بعد حديث والدها بدأت مرحلة التحول في حياة عبير من إنسانة ثقتها قليلة بنفسها إلى إنسانة تثق كثيراً بنفسها وقدراتها «أدركت بعد سنوات أن الإعاقة ميزة لأنها جعلتني أعشق التحدي وأكون إنسانة صاحبة إرادة قوية، وأمي أيضاً لها دور كبير في تعليمي في بداية دراستي وبشكل عام عشت في بيئة سليمة ومتفاهمة، ما جعل شخصيتي قوية وقادرة أن أستمر في مسيرة ناجحة، كنت شخصية اجتماعية جداً ومرحة وأعشق القراءة كثيراً».
الشخصية القيادية
تلقت عبير تعليمها في مدرسة مريم بنت عمران الابتدائية في المحرق ومن ثم انتقلت إلى مدرسة خديجة الكبرى الإعدادية ثم مدرسة المحرق الثانوية «في المرحلة الثانوية تبلورت شخصيتي أكثر فظهرت لي صفات أخرى غير عشقي للتحدي والموهبة، فاكتشفت صفة القيادة لدي وحبي للعمل التطوعي، كنت كثيراً ما أساعد زميلاتي في المدرسة وأقوم بأنشطة تطوعية في المدرسة، كنت قريبة جداً من المديرة والمدرسات والطلبة».
حددت عبير أحلام مستقبلها ورسمتها لإكمال دراستها الجامعية والتخصص في القانون «في المرحلة الجامعية كنت ناشطة شبابية ولي مشاركات كثيرة في أنشطة الجامعية، كنت جداً متميزة فالكثير يعرف عني نشاطي وعشقي للحيوية، وتخرجت من جامعة البحرين والآن أعمل لدى وزارة التربية والتعليم».
التطوع خلال الأزمة
حب العمل التطوعي كان مغروساً لدى عبير منذ الصغر «تفجر هذا الحب للعمل التطوعي إبان الأزمة السياسية في البحرين، تطوعت في مدرسة مريم بنت عمران، اكتشفت مديرة المدرسة أنيسة بوحسين حبي للعمل التطوعي وصفة القيادة، وكانت ممن شجعوني وأثروا في حياتي حتى كنت ألقبها بأمي الروحية، وكان تشجيعها لي جعلني أكتشف نفسي أكثر، وبفضل هذا التشجيع أقمت مهرجان «بالإرادة نصنع الحياة» على مستوى مدارس محافظة المحرق، وضمت أطفالاً من ذوي الإعاقة لاكتشاف مواهبهم، وهنا أدركت أن المجتمع يحتاجني وعندما أنظر في أعينهم مباشرة أدرك أنه النداء لإحداث تغيير في مجال الإعاقة، فهم أمدوني القوة من بعد الله فكهذا كانت بدايتي مع «معاً لأجلهم الشبابية». وظفت عبير قدراتها ومهاراتها وإرادتها كمعوقة في مجال الإعاقة والعمل التطوعي «حبي لهذا المجال مرتبط بشخصيتي فالإعاقة والعمل التطوعي هما عنوان حياتي وشخصيتي».
ممثل الخليج
انخرطت عبير في العديد من الجمعيات الشبابية والاجتماعية وأخذت خبرة كافية عن الوضع الشبابي والإعاقة «ما أحزنني هو التقصير الواضح خاصة في مجال الإعاقة، فأحببت أن أتجه لهذا المجال وأساعد بتغيير إيجابي في مجال الإعاقة والشباب، لكن لاحظت غياب الشباب من ذوي الإعاقة في الساحة الشبابية، وتغيير مفهوم ثقافة ذوي الإعاقة».
وتعترف عبير أن الإنجاز الكبير الذي تحملت مسؤوليته في حياتها هو تمثيل البحرين في مؤتمر التنمية البشرية التابع لمنظمة الأمم المتحدة في بيروت عام 2011 «كنت البحرينية والخليجية الوحيدة فعكست صورة المرأة البحرينية والخليجية بشكل إيجابي، وأنا إنسانة من ذوي الإعاقة».
وتتمثل رؤيتها في مجموعة «معاً لأجلهم» هي «حلم.. رؤية.. مستقبل.. معاً لأجلهم»، وتقول «الجميع يملك أحلاماً يريد تحقيقها وبالعمل الجماعي ومساندتنا لبعضنا نستطيع تحقيق تلك الأحلام وتصبح قريبة لتكون مستقبل كل شخص، فمجموعة «معاً لأجلهم» الشبابية هي قصة حياة وتخلق حياة للغير».
بعدها تعرفت عبير على الناشط الشبابي سلمان داود وكان من الشباب المهتمين بذوي الإعاقة «بدأ معي مسيرة «معاً لأجلهم» ونشر أفكار المجموعة التي لاقت إعجاباً وتقبلاً من فئة الشباب، وأيضاً حاولت توسيع القاعدة وتعرفت على الجمعيات المعنية بذوي الإعاقة لأرى واقع الإعاقة والمشاكل والتحديات وأستفيد من تجارب المعوقين الناجحة التي ساهمت في تحسين فكرة المجموعة، ومن المشاكل التي رأيتها ونظرة المجتمع للمعوق جعلتني أؤسس أهدافاً وأفكاراً تخدم مجال الإعاقة وأحسن من فكرة المجموعة».
انضم إلى المجموعة عدد من الشباب من ذوي الإعاقة والمهتمين بمجال ذوي الإعاقة «كانت توحدهم فكرة واحدة وهي العمل التطوعي بمجال الإعاقة وتفجير طاقات الشباب في مجال العمل التطوعي، وكان نشر أفكار المجموعة عن طريق إقامة حلقات تعريفية والإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي».
كبرت المجموعة من عدة أشخاص إلى أن أصبحت قاعدة شبابية تضم مختلف الأعمار على مستوى البحرين وخارجها «للمجموعة اليوم تحركات تطوعية داخل البحرين وخارجها، وهناك الكثير من ذوي الإعاقة اقتنعوا بفكرة «معاً لأجلهم»، واستطعت بفضل جهود الشباب العاملين في المجموعة إحداث تغيير في حياة المعوقين الشباب».
البنخليل المحرك الأساس
تعرفت عبير على زميلها أحمد البنخليل نائب رئيس مجموعة «معاً لأجلهم» الشبابية «كان له دور كبير ورئيس والمحرك الأساس في المجموعة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وكان من المهتمين بمجال الإعاقة ويحمل أفكاراً إبداعية خدمت المجموعة وذوي الإعاقة، ومن تلك الأفكار التي تحولت إلى إنجاز يشيد به الجميع إقامة الأمسية الشعرية الأولى على مستوى الشرق الأوسط بين شعراء ذوي الإعاقة وشعراء برنامج شاعر المليون تحت رعاية وزيرة التنمية الاجتماعية د.فاطمة البلوشي، وتلك الأفكار تحمل أهدافاً نسعى إليها وهي تنمية مواهب ذوي الإعاقة وتحقيق الشراكة المجتمعية».
واستطاع البنخليل -حسب عبير- إفادة المجموعة بطاقاته وقدراته في هذا المجال الإنساني وتولى مسؤولية الإعلام بالمجموعة من التغطيات الإعلامية والاستطلاعات في مجال الإعاقة «كثيراً ما كان يقول إن المعوقين منحوني القوة والإرادة وهم من غيروا حياتي لأكون شخصاً قادراً على العطاء الإنساني».
وتضيف عبير «في المجموعة أعضاء معوقون لكنهم مبدعون، لطيفة خالد طالبة جامعية تخصص هندسة أقامت دراسة شاملة عن الهندسة المعوقة توضح فيها عدم ملاءمة المرافق العامة لاحتياجات ذوي الإعاقة، والعضوة الإعلامية لطيفة السيسي البوعينين كفيفة، وبدورنا كمجموعة ندعم تلك الطاقات المبدعة من ذوي الإعاقة، وندعم قضية ذوي الإعاقة، وأقمنا حلقة نقاشية تحت عنوان ثقافة ذوي الإعاقة إلى أين؟ وأيضاً هناك في المجموعة أشخاص من ذوي الإعاقة ساهموا في «معاً لأجلهم» وانضموا لها أشكرهم من كل قلبي لإيمانهم بقدراتي وأنا كثيرة الفخر بمساندتهم لي لأن «معاً لأجلهم» حياة مشتركة بيننا».
ومن ضمن أهداف المجموعة تطوير قدرات الشباب من ذوي الإعاقة وتعزيز مهاراتهم، ودعم الطاقات الشبابية وتشجيعها وتوظيفها في مجال العمل التطوعي لتحقيق أهداف المجتمع، وعلى سبيل المثال جبر علي المضحكي شاب موهوب في التصوير وظف مهاراته في العمل التطوعي، وخدم المجموعة ليكون عدسة «معاً لأجلهم»، وأحمد العوضي ونورة خالد وموزة سلوم ونيلة سلوم وآخرون».
بدورها تهتم عبير بتطوير شخصية الشباب والأشخاص ذوي الإعاقة «نظمت سلسلة محاضرات وورش عمل لتطوير المهارات والقدرات ونشر ثقافة ذوي الإعاقة والعمل التطوعي».
لم يقتصر اهتمامها فقط على تنمية المواهب وتفعيل عنصر المشاركة للأشخاص ذوي الإعاقة «بل حاولت جاهدة توظيف قدراتي ومهاراتي لأحدث تغييراً في شخصية ذوي الإعاقة، خاصة فيما يتعلق بتطوير شخصيته، وتحرره من المشاعر السلبية بفعل الإعاقة لأن هناك الكثير من المعوقين يتقوقعون داخل المشاعر السلبية بفعل ردة فعل المجتمع أو نظرته تجاههم، وحاولت جاهدة أن أحفز قدراتهم ومهاراتهم من أجل اكتشاف أنفسهم بالمقام الأول، ومن ثم مشاركتهم في المجتمع عن طريق ورش عمل «كن إيجابياً بتطوير ذاتك» والمهارات الإدارية والقيادية في العمل التطوعي».
أهداف «معاً لأجلهم»
تهدف المجموعة إلى نشر ثقافة العمل التطوعي وثقافة ذوي الإعاقة، وتفعيل دور ذوي الإعاقة من خلال الشراكة المجتمعية، وتنمية مواهب الأشخاص من ذوي الإعاقة والشباب، وتطوير وتعزيز مهارات الشباب وذوي الإعاقة وتوظيفها في مجال العمل التطوعي لتحقيق أهداف المتجمع، وفتح قنوات التواصل بين الجهات الرسمية والجهات الأهلية وتنسيق أوجه التعاون فيما يتعلق بقضايا الإعاقة.
الفعاليات والأنشطة
كانت المجموعة ممثلة في مهرجان «بالإرادة نصنع الحياة»، ومحاضرة «دور العمل التطوعي في تمكين حقوق ذوي الإعاقة» بمركز البحريني للحراك الدولي والحلقة النقاشية حول «دور البرمجة اللغوية العصبية في تحقيق أهداف النجاح» باستضافة د.أمل الجودر، ونظمت الأمسية الشعرية الأولى على مستوى الشرق الأوسط بين شعراء ذوي الإعاقة وشعراء برنامج شاعر المليون، وكانت تحت رعاية وزيرة التنمية الاجتماعية د.فاطمة البلوشي. ورشة عمل تحت عنوان «كن إيجابياً بتطوير ذاتك» ومحاضرة تحت عنوان «ثقافة ذوي الإعاقة» في بنك ستاندر تشارتر، وورشة عمل تحت عنوان «المهارات الإدارية والقيادية في العمل التطوعي».
ونظمت المجموعة بالتعاون مع إدارة نادي الشاي ديوانية الراوي في شهر رمضان، وشاركت في مسابقة الرسم «جداريات الرحمة في حب البحرين»، ومحاضرة بعنوان «دور العمل التطوعي وأثره على الفرد والمجتمع» في جمعية أولياء الأمور المعوقين وأصدقائهم، وحلقة نقاشية تحت عنوان ثقافة ذوي الإعاقة إلى أين؟ في جمعية أولياء الأمور المعوقين وأصدقائهم، ومحاضرة «دور العمل التطوعي في تمكين حقوق ذوي الإعاقة» في مركز قطر الاجتماعي الثقافي للمكفوفين.
وللمجموعة مساهمات مع عدد من الجمعيات منها جمعية الكلمة الطيبة والفاتح للإبداع الوطني والصداقة للمكفوفين ومركز البحريني للحراك الدولي وجمعية أولياء الأمور وأصدقائهم.
وبداية كل مسيرة لابد من وجود عراقيل وعقبات ومن العراقيل التي واجهت المجموعة، غياب المؤسسات الاجتماعية والإعلام في دعم طاقات الشباب وعدم وجود مقر لها.
فيما يتعلق بنظرة المجتمع للمعوق وجدت عبير أن هناك تقصيراً كثيراً فيما يتعلق بثقافة ذوي الإعاقة، سواء كان على المستوى الأسرة أو المجتمع أو الجهات الرسمية، ومازالت ثقافة ذوي الإعاقة تحتاج إلى حلول وتوعية لأن تضم شريحة وفئة مهمة من المجتمع، وأحاول أنا والمجموعة نشر ثقافة ذوي الإعاقة وخاصة توعية أولياء الأمور لأنهم المحرك الأساس وقارب النجاة في حياة المعوق».
«معاً لأجلهم» بدأت بفكرة وتحولت إلى واقع «بالتأكيد لدينا طموحات ومشاريع مستقبلية منها تأسيس أول جمعية شبابية معنية بذوي الإعاقة تضم مختلف الإعاقات، ودعم قضية ذوي الإعاقة بشكل أكبر بالتعاون مع الجهات الرسمية، والنهوض بجيل جديد من المعوقين والشباب الخلاقين الذين يؤمنون بصناعة القرار في مجال الإعاقة». من المواقف الظريفة التي تعرضت لها عبير مؤخراً «أثناء إقامتي بدولة قطر كنت في مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين، وكنت أقدم محاضرة عن دور العمل التطوعي في تمكين حقوق ذوي الإعاقة وكانت أختي معي لكن شكلها يدل أنها أكبر سناً، وشكلها جادة أكثر مني كانوا يرحبون بها ويقدمون لها الضيافة وأهلاً أستاذة عبير فكانت عايشة تتقمص الدور وأنا واقفة منصدمة، فقاطعتهم أنا عبير فأجابوني بالرفض لأن شكلي لا يدل أني محاضرة وأبدو صغيرة جداً، وأجابت أختي هي عبير فضحكت من قلبي، قالت لي عندها إحدى الإداريات إن الفكرة المتخذة عن مقدمي المحاضرة أنهم كبار في السن وليس شباباً في مثل سني».