كتب - حذيفة إبراهيم:
أثار إنكار ما يسمى بـ»المجلس العلمائي» لتصريحات مدير حوزة الأطهار بقم الشيخ عبدالله الدقاق حفيظة البحرينيين في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استثارهم سرعة الإنكار «استشاطته غضباً» على ما نشرته «الوطن» على لسان الدقاق، فيما أكد برلمانيون أن «الوفاق» و»العلمائي» يخفون تبعيتهم لإيران وارتباطهم بها، إلا أن الأدلة والبراهين تفضحهم، وأخرها ما تسرب من إيران على لسان الدقاق واستنفروا لإنكاره وقول إن ما نقل عنه غير صحيح.
وطالب البرلمانيون، في تصريحات لـ»الوطن»، بطرد السفير الإيراني وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، كونه غير مرحب به نظراً لعدم احترام بلده كيان واستقلالية البحرين، ووحدة نسيجها الاجتماعي، وتمول الخلايا وبعض الجمعيات السياسية لتنفيذ أجنداتها الخبيثة على أرض المملكة.
وأكد البحرينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن ذلك يؤكد وجود الارتباط بين إيران وما يسمى بالمجلس العلمائي غير المرخص وجمعية «الوفاق»، والذي سارع لإنكار قول الدقاق لتلك التصريحات، ولم ينكر ما جاء، حيث استمات في الدفاع عن تلك الشخصية الدينية في قم.
وما زاد تأكيد ذلك هو إقامة احتفال في قم بالتزامن مع الذكرى الثانية للمحاولة الانقلابية والتي أسموها «ثورة البحرين»، والتي حظره رجال دين وشخصيات هامة في تلك المدينة الدينية في إيران، وهو ما أعده المواطنون تدخلاً سافراً في شؤون المملكة. ولم يصدر على ذلك الاحتفال أي بيان استنكار من قبل «العلمائي» أو «الوفاق»، فضلاً عن التدخلات الإيرانية المستمرة السافرة.
النواب يستنكرون
وكان لأعضاء المجلس النيابي كلمتهم حيث دان النائب عبدالله بن حويل التدخلات الإيرانية وتخطيطها ودعمها للمحاولة الانقلابية في البحرين، وما حصل مؤخراً من احتفالات في قم بمناسبة الذكرى الثانية لما يسمى بالثورة، مشيراً إلى أن على الجهات المعنية في المملكة اتخاذ اللازم لإيقاف تلك التدخلات.
وأوضح أن ما تقوم به دولة جارة مثل إيران، من استفزاز للشعب البحريني والحكومة هو أمر غير مقبول، وقد زاد عن حده وتكرر مراراً، وعلى وزارة الخارجية البحرينية اتخاذ المواقف الدبلوماسية المناسبة لإيقاف تلك التصرفات من إيران.
وقال بن حويل إن «أهداف النظام الإيراني في البحرين فشلت الأطراف سابقاً في تطبيقها وستفشل لاحقاً أيضاً، ولن يستطيع علي سلمان أو غيره إقامة الدولة الدينية التي يزعمونها».
وأضاف «المجلس العلمائي وجمعية الوفاق أخذوا يدافعون وبكل حرارة وسرعة عن عبدالله الدقاق، ونفوا التصريحات وكأنما هم المحامي عنه، وهو أمر مثير للدهشة، كونهم لم يدينوا العنف والإرهاب وقتل رجال الشرطة والمواطنين».
وبيّن أن المجلس العلمائي غير قانوني وعلى الجهات المعنية أخذ الإجراءات اللازمة حياله، مؤكدا أن دفاعهم المستميت عن الدقاق وغيرها من المواقف الإيرانية الرسمية تجاه البحرين، ورفضهم لإدانة تدخلات طهران إنما يؤكد ارتباطهم بها، وذلك في سجل الأدلة التي تدينهم بالعمالة لها.
وشاركه الرأي النائب عبدالله الدوسري حيث قال إن ما يحصل في إيران من احتفالات بذكرى ما يسمى بثورة البحرين، وتمويل وتدريب خلايا وغيرها إنما هو تدخل مباشر في شؤون المملكة الداخلية ومحاولة لاختطافها.
وأضاف أن إيران زجت ببعض عملائها كطابور خامس في البحرين، واستفادوا من المناخ السياسي المنفتح الذي تشهده المملكة، حيث أسسوا جمعيات سياسية، وبدؤوا بضرب الوطن من الداخل.
وأشار الدوسري إلى أن الوفاق والمجلس العلمائي يخفون تبعيتهم لإيران وارتباطهم بها، وذلك من خلال التقية السياسية والدينية، إلا أن الأدلة والبراهين تفضحهم، وأخرها ما تسرب من إيران على لسان الدقاق واستنفروا لإنكاره وقول أن ما نقل عنه غير صحيح. وبين أن البحرينيين جميعاً يعلمون بتلك التدخلات، بالإضافة إلى دول العالم التي انكشفت أمامها زيف الادعاءات بوجود مطالب شعبية لديهم أو غيرها.
وطالب الدوسري بطرد السفير الإيراني وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، كونه غير مرحب به نظراً لعدم احترام بلده كيان واستقلالية البحرين، ووحدة نسيجها الاجتماعي، وتمول الخلايا وبعض الجمعيات السياسية لتنفيذ أجنداتها الخبيثة على أرض المملكة.
وأكد النائب علي زايد إن تلك التدخلات السافرة يجب أن تتوقف، والاحتفال بما يسمى بذكرى الثورة، هو أمر يستفز الشعب البحريني ويتعدى على حقوقه وعلى سيادته، ولا يمكن لأي شعب مستقل أن يصمت عن تلك التصرفات غير المسؤولة.
وأشار الزايد إلى أن القيادة الإيرانية تسمح لمثل تلك التدخلات كونه الموقف الرسمي الصادر منها يعلن بأن البحرين تابعة لها، وهي تمول علنا الوفاق والمجلس العلمائي وغيره من الجمعيات السياسية، والتي لم تصدر بيان إدانة لأنها تابعة للنظام الإيراني.
احتفال في قم!!
وجدير بالذكر أن احتفالاً أقيم في مدينة قم بإيران الأسبوع الماضي في «مسجد أعظم» وبرعاية المجمع العالمي لأهل البيت، بالتزامن مع ما يسمى بانطلاق ثورة البحرين، وهي المؤامرة الانقلابية التي شهدتها المملكة.
وشارك في ذلك الاحتفال عدداً من رجال الدين في قم، حيث لفقوا تهماً للحكومة البحرينية، وادعوا وجود مظالم وغيرها، وقلبوا الحقائق حيث أصبحت لديهم البحرين هي سوريا، وأنها تشهد قمعاً للحريات وما إلى ذلك. وقال مدير حوزة الأطهار عبدالله الدقاق إن «وجود القيادة المركزية المتمثلة في سماحة آية الله المجاهد الشيخ عيسي قاسم هي أحد أهم عوامل نصر ثورة البحرين، وهذا ما يؤكده سماحة آية الله العظمي السيد علي الحسيني الخامنئي».
وكان المجلس العلمائي قد نفى تصريحات الدقاق والتي نشرتها «الوطن» حول نية رئيس جمعية الوفاق علي سلمان لإقامة دولة دينية وليس دولة مدنية.
واتهم «العلمائي» صحيفة «الوطن» بأنها اقتطعت من تصريحات الدقاق أشياء كثيرة وركبت الكلمات وأضافت عليها ما ينسجم مع أغراضها، وذلك بالرغم من وجود الأدلة والاقتباس لما قاله الدقاق في حوار وكالة أنباء التقريب «تنا» ونقله موقع مجلة الجزيرة العربية.
وجاء نص كلام الدقاق في حواره مع «تنا» «هناك فرق كبير بين أن تقول إن مشروعي مشروع ديمقراطي وليبرالي وعلماني وبين أن تقول إن المطالب التي أرفعها مطالب مدنية أو ذاتها التي يطالب بها الليبراليون. وبما أن الشيخ سلمان رجل معمم، وبالتالي فإنه يؤمن بالمشروع الإسلامي ولا يمكن أن يقول إن مشروعه ليبرالي، وما نسب إليه ... يتعارض مع أفكار ومبادئ الإسلام».
وقال الدقاق في فقرة أخرى إن هناك «اتفاقاً ضمنياً بين مختلف الأطياف على إسقاط النظام (...) فيمكن لمن يطالب بإسقاط النظام أن يعتبر أن إسقاط الحكومة مقدمة لإسقاط النظام».