عواصم - (وكالات): أعلنت المعارضة السورية أن «عناصر كتيبة المهام الخاصة في الجيش الحر تمكنت من قصف مبنى الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق، بقذائف الهاون، فيما تلملم العاصمة جراحها غداة مقتل أكثر من 80 شخصاً في سلسلة تفجيرات تعتبر الأكثر دموية بدمشق منذ بدء النزاع في سوريا قبل 23 شهراً.
وفيما العنف على وتيرته التصعيدية في سوريا، يستمر الانقسام الدولي في مجلس الأمن الذي لم يتمكن أمس الأول من التوصل إلى اتفاق على إعلان حول تفجيرات دمشق. وكما كل يوم جمعة، خرجت تظاهرات مناهضة للنظام تحت شعار «الرقة الأبية على طريق الحرية»، في إشارة إلى التقدم الذي أحرزه مقاتلو المعارضة في محافظة الرقة شمال البلاد. وفي وقت لاحق، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل وجرح عشرات الأشخاص بعد سقوط صواريخ أرض أرض على حي طريق الباب في مدينة حلب شمال سوريا. وجاءت تفجيرات دمشق أمس الأول وأبرزها ذاك الذي وقع بالقرب من مقر حزب البعث وسط العاصمة، في يوم دام حصدت فيه أعمال العنف في كل أنحاء البلاد نحو 290 قتيلاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهي حصيلة يومية بين الأكبر في النزاع.
وانفجرت 4 سيارات مفخخة أمس الأول في دمشق، إحداها فجرها انتحاري قرب مقر حزب البعث في حي المزرعة وأسفرت عن مقتل 61 شخصاً، بينهم 17 عنصراً من قوات النظام. وبين الضحايا أطفال كانوا في المدارس. واقفرت شوارع دمشق من السيارات والمارة أمس. واتهمت وزارة الخارجية السورية «مجموعات إرهابية مسلحة مرتبطة بالقاعدة» بتنفيذ عملية التفجير. ودان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية من جهته «التفجيرات الإرهابية التي أدت إلى مقتل عدد من المدنيين»، «أياً كان مرتكبها وبغض النظر عن مبرراتها». في نيويورك، دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التفجيرات. وجدد «قناعته الراسخة بأن حلاً سياسياً هو المخرج الوحيد» للأزمة السورية. ولم ينجح أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ 15 في الاتفاق على نص بيان حول الهجمات. واتهمت موسكو الدبلوماسيين الأمريكيين بعرقلة صدور إدانة عن المجلس. سياسيا، انتقدت دمشق الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي الذي دعا الدول المتحالفة مع النظام السوري إلى الضغط عليه من اجل بدء الحل السياسي، مؤكدة أن الرئيس بشار الأسد لا يناقش شكل النظام السياسي والمسائل الداخلية «مع أي أحد غير سوري». وأعلن الإبراهيمي الذي وافق على تمديد مهمته المتعلقة بالسعي إلى حل للازمة السورية 6 اشهر، أن النظام السوري «ليس مستعداً للرحيل»، وأن «النظام في سوريا مؤمن بأن الحل العسكري ممكن ويمكن أن يكون قريباً». وجدد دعوته إلى «أن يبدأ الطرفان السوريان مفاوضات. هذه المفاوضات يجب أن تبدأ في الخارج برعاية الأمم المتحدة في جنيف مثلاً أو أي مكان آخر. بعد ذلك، إذا أرادوا الانتقال إلى دمشق، حبذا». سياسياً، وفي القاهرة، تواصل الهيئة السياسية للائتلاف المعارض اجتماعها الشهري لليوم الثاني وتبحث في مسائل عدة أبرزها مبادرة الحوار مع النظام التي كان تقدم بها رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب. من جهته، أعلن المتحدث باسم الائتلاف المعارض وليد البني أن المعارضة السورية المجتمعة في القاهرة ستشكل حكومة مكلفة إدارة المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون، لافتاً إلى أن الائتلاف سيجتمع في 2 مارس المقبل لتحديد هوية رئيس هذه الحكومة وأعضائها. وأوضح أعضاء في الائتلاف أن هذا الاجتماع سيعقد في مدينة إسطنبول التركية. وفي سياق آخر، ذكر منظمة «مراسلون بلا حدود» أن مصوراً صحافياً مستقلاً هو أوليفييه فوازان أصيب بجروح بالغة في سوريا مع نهاية يناير الماضي وهو يرقد في أحد مستشفيات تركيا في وضع حرج. من ناحية أخرى، تظاهر نحو 300 لاجئ بمخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال الأردن مطالبين العالم بتسليح الجيش الحر، ومؤكدين أن «النصر قادم».
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الجزائرية عمار بلاني، إن بلاده لا تساند نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وإنما ترفض التدخل في الشؤون الداخلية السورية وللدول الأخرى.