أعرب كتاب عرب عن رفضهم لتدخلات سياسيين من دول أخرى في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين بهدف شق الصف وتأجيج الفتنة وتفويت فرص نجاح الحوار الوطني الحالي. وانتقد رئيس تحرير صحيفة «الرياض» السعودية تركي السديري تدخلات ميشال عون رئيس ـ «كتلة التغيير والإصلاح النيابية» في لبنان في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، مؤكداً ان محاولات شق الصف وتأجيج الفتنة في البحرين عبر من يطلقون على أنفسهم لقب زعماء أو قادة فئات وهم في الأصل معروفون بإشاعة التمزّق والخلافات في مجتمعاتهم لن تجدى نفعاً في البحرين.
وقال السديري في مقالة له بصحيفة «الرياض» في عددها الصادر أمس بعنوان «البحرين.. داخلها أقوى من مروّجي الفتن خارجها»: «يجب أن يعرف عون بأن مملكة البحرين لم تحوّل إلى مركز خلافات وفتن»، مشيراً إلى أنه «لم تأتِ محاولات محاصرة للعالم الخليجي وليس البحرين فقط مثلما يحدث الآن، حيث المسألة ليست مناصرة لرأي ضد آخر، وإنما المسألة محاولة تحويل المجتمع إلى ساحات اقتتال دائمة، وهو ما لن يحدث، بسبب جزالة الوعي في مملكة البحرين من ناحية، وأن الماضي البحريني معروف منذ أكثر من نصف قرن بأنه الأرقى خليجياً، وليس من السهولة أن يمتد إليه أصحاب تخصيب للعداوات.
وأكد السديري أن البحرين في ماضيها البعيد والمتصل وعْياً وحضارة بواقعها الآن كانت - ومازالت - نموذج تطور وواقعية ليس من السهل أن تتوفر في مجتمعات أخرى يوجد بها من هم يعطون أنفسهم لقب زعماء أو قادة فئات، بينما هم في الواقع أصحاب تكليف بإشاعة تتابع التمزّق عبر الخلافات الذى قد يحدث في أي مكان آخر، مشدداً على «أن عالمنا الخليجي الشامل بعيد عن هذا الانحدار».
في السياق ذاته انتقد الكاتب خيرالله خيرالله في صحيفة «الرأي الكويتية» فى عددها اليوم تدخلات ميشال عون فى الشأن الداخلى لمملكة البحرين منوهاً بأن عون من توابع «حزب الله» الإيراني، ودوره معروف فى ضرب الاستقرار في لبنان منذ تحوّل أداة لدى منظمة «حزب الله» ابتداء من العام 2006. وقال الكاتب فى معرض رده على آراء ميشال عون بشأن البحرين إنه «لا يوجد عاقل يرفض الاعتراف بالرغبة الموجودة لدى أهل الحكم في البحرين بنجاح الحوار الوطني حالياً لإيجاد صيغة ترضي كل البحرينيين، بغض النظر عن الطائفة التي ينتمون إليها.»
وقال الكاتب «فوق ذلك كلّه، لا يستطيع عاقل التعامي عن الدور الإيراني في البحرين والرغبة في إثارة القلاقل واعتبار البحرين ورقة ضغط تستخدمها طهران في إطار السعي إلى لعب دور القوة الإقليمية»، منوهاً فى هذا الصدد إلى أنه بالنسبة إلى دول مجلس التعاون الخليجي تعتبر البحرين خطاً أحمر، وليس مسموحاً سقوطها في يد إيران ولذلك، اتخذ مجلس التعاون موقفاً واضحاً خلال الأزمة بتضامنه ووقوفه مع البحرين لمنع تعطيل الحياة الاقتصادية في المنامة وتعطيل الحكم والحكومة والبلد تمهيداً للسيطرة عليها.
وأكد الكاتب خيرالله خيرالله أن ما فعله ميشال عون لا يسيء إلى لبنان فحسب، وإنما يسيء إلى اللبنانيين العاملين في الخليج وعائلاتهم أيضاً، مشيراً إلى أنها في المواجهة التي تخوضها مع إيران، لا تقف البحرين وحدها. فهناك دول عربية عدة تقف إلى جانبها. منوهاً فى هذا الصدد بالخطوة الشجاعة، المتمثلة في قطع العلاقات، التي أقدم عليها المغرب قبل سنوات عدة ردّاً على التدخل الإيراني السافر في البحرين.
وقال «إن من يسيء إلى البحرين فلا يعرف شيئاً في السياسة ولا في المعادلات الإقليمية. أي لبناني يسيء إلى البحرين يسيء إلى لبنان اوّلاً. أنه ينفّذ أجندة إيرانية لا يهمّها في أي شكل مستقبل لبنان واللبنانيين».