خلص تقرير أصدره مرصد حوار التوافق الوطني «تحاور» إلى أن حوار التوافق الوطني والعنف المتزامن معه في بعض مناطق البحرين تصدر الموضوعات البحرينية في وسائل الإعلام الخارجية، إذ تناولت 224 وسيلة إعلامية خارجية 658 موضوعاً عن الحوار، مشيرا إلى أن تصاعد العنف عزز إيجابية تناول هذه الوسائل للحوار وضرورته، رغم تركيزها على العنف أكثر من الحوار.
وقال الناشط الحقوقي المستقل سلمان ناصر، خلال التقرير الصادر أمس، إن «استكمال حوار التوافق الوطني 2013 في محوره السياسي «الحدث الأبرز إعلامياً داخل وخارج البحرين خلال شهر فبراير الحالي، إذ أن أخبار الحوار طغت في الإعلام الخليجي والعربي والدولي بعد أحداث العنف والأعمال الإرهابية التي ارتكبتها مجموعات خارجة عن القانون مؤخراً في مملكة البحرين».
وأضاف أن «مواقف جميع الأطراف المشاركة في الحوار تتجه نحو الإيجابية التي يمكن ملامستها من تأكيدهم على رغبتهم في الاستمرار باستكمال الحوار، على الرغم من تنامي مؤشرات تعمل على تقويض عملية استكمال الحوار»، مشيرا إلى أن «جميع الأطراف توافقت على أن يكون الحوار جاداً وبنّاءً ويؤدي إلى نتائج تتبلور على أرض الواقع».
وأشار سلمان إلى أن «أبرز الموضوعات التي شغلت المتحاورين خلال الجلسات الثلاث الماضية للحوار تمثلت في ورقة الجمعيات الست بعنوان تطوير بيئة الحوار ليكون حواراً جاداً، وبيان مقترح بشأن نبذ العنف الذي قدمته ائتلاف الجمعيات السياسية الوطنية».
وحول تناول مواقع التواصل الاجتماعي للحوار، قال سلمان إن «الحوار أخذ حيّزاً كبيراً في هذه المواقع، حيث تفاعل المتابعون مع عدة موضوعات متصلة بالحوار، كان أبرزها سقوط ضحيتين من جراء العنف، وأحداث العنف والأعمال الإرهابية، وتعليق مشاركة المنبر وصف في الحوار».
وفيما يخص تفاعل كتّاب الرأي والأعمدة في الصحافة المحلية، أوضح سلمان أنه «تم رصد ما مجموعه 142 مقالة صحفية محلية تناولت الحوار في كتاباتها، خلال الفترة من 21 يناير ولغاية 23 فبراير 2013، وكان منها 71.8% طرحاً إيجابياً (متفائلاً) و22.5% طرحاً سلبياً (متشائماً) و5.7% طرحاً متطرفاً. وأشار سلمان إلى أن هذه المقالات تم تصنيفها حسب مقياس (التطرف) وفقاً لمؤشر التفاؤل والتشاؤم، والذي يهدف لقياس درجة التعصب والتصلب في الآراء تجاه النتائج المرجوه من حوار التوافق الوطني في المحور السياسي.
وفيما يتعلق بتفاعل وسائل الإعلام الدولية تجاه الحوار، أضاف سلمان أن الحوار تم تغطيته حتى الآن في 224 وسيلة إعلامية خليجية وعربية ودولية متنوعة، حيث قام «مرصد حوار التوافق الوطني» برصد 45 وسيلة إعلامية خليجية و73 وسيلة إعلامية عربية و106 وسيلة إعلامية دولية. وقد بلغت مجموع الأخبار والتغطيات الصحفية في كافة وسائل الإعلام الخليجية والعربية والدولية ما مجموعه 658 خبر أو تغطية، علماً بأن هذه الإحصائية لا تشمل مملكة البحرين.
وقال سلمان: «لقد غلب الطابع الإيجابي في التغطيات الصحفية التي قامت بها وسائل الإعلام الخليجية والعربية والدولية لأخبار الحوار»، وأضاف سلمان أنه لوحظ زيادة التغطيات في الصحافة الخليجية والعربية والدولية خلال الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدتها البحرين خلال الفترة 13 - 19 فبراير 2013، حيث تناولت التغطيات الصحفية لخطورة العنف على مستقبل الحوار.
وأشار سلمان إلى وجود 35 دولة ومنظمة إقليمية ودولية وجهات أخرى رحبت بالحوار ترحيباً رسمياً.
وأوضح سلمان أن «المرصد» وثّق عدد من الملاحظات التي تلقاها من وسائل الإعلام المشاركة في الحوار، أبرزها إشادتهم بالمركز الإعلامي والمتحدث الرسمي للحوار، وحيادية التغطية الإعلامية لتلفزيون البحرين، ورفض المتحاورين عن الجمعيات الست التصريح لوسائل إعلام معيّنة، إلى جانب سطحية ومحدودية المعلومات التي يدلي بها ممثلي ائتلاف الجمعيات الوطنية.
النقاط الرئيسة
وفيما يلي النقاط الرئيسة التي تناولها التقرير الثاني والتي تغطي الفترة من 21 يناير 2013 ولغاية 23 فبراير 2013:
أولاً: توزيع مقاعد الحوار على الأطراف المشاركة:
تم تخصيص 27 مقعداً لشغل مقاعد الحوار، وتم توزيعها على 4 أطراف، تمثل الطرف الأول في الحكومة بعدد 3 مقاعد بنسبة تقديرية بلغت 11.5%، وتمثل الطرف الثاني في السلطة التشريعية (المستقلون) بعدد 8 مقاعد بنسبة تقديرية بلغت 29.5%، وتمثل الطرف الثالث في ائتلاف الجمعيات السياسية الوطنية بعدد 8 مقاعد بنسبة تقديرية بلغت 29.5%، وتمثل الطرف الرابع في تحالف الجمعيات السياسية الست بقيادة الوفاق بعدد 8 مقاعد بنسبة تقديرية بلغت 29.5%.
ثانياً: مواقف الأطراف المشاركة تجاه استكمال الحوار:
(1): الحكومة: أكدت الحكومة على ضرورة استكمال الحوار حتى الانتهاء منه بهدف تقريب وجهات النظر، للوصول إلى مزيد من التوافقات التي تخدم كافة أبناء الشعب البحريني وتحقق المصلحة العليا للوطن. واعتبرت الحكومة أحداث العنف التي شهدتها البحرين مؤخراً بأنها تتعارض مع الحوار الذي عزّز الثقة المتبادلة بين كافة الأطراف المشاركة فيه.
(2): السلــطـــــــــة التشــريعيـــــة (المستقلون): أكدت السلطة التشريعية على أن دولة المؤسسات والقانون، ومبادرة استكمال حوار التوافق الوطني، هي مبادئ راسخة، ونهج أصيل في مملكة البحرين، لن تعطلها أو تعيقها أية أعمال خارجة عن القانون، وهي تستوجب من الجميع توفير كافة الأجواء المناسبة لضمان نجاحها والبناء على نتائجها وتوافقاتها.
(3): ائتلاف الجمعيات السياسية الوطنية: طالب الائتلاف بضرورة وقف أشكال ومصادر وأطراف أحداث العنف والأعمال الإرهابية التي شهدتها البحرين مؤخراً. وأكّد الائتلاف على أن مثل هذه الأعمال لن تؤثر على توجههم الصادق للوصول إلى مخرجات وتوافقات تخدم المصلحة العليا، معتبراً أن استمرار مثل هذه الأعمال من شأنها أن تؤثر سلبياً على نجاح الحوار.
(4): تحالف الجمعيات السياسية الست: أشار التحالف إلى أنه متمسك بحوار وطني جاد من شانه إخراج البحرين من أزمتها السياسية. ورفض التحالف ربط أحداث الشارع بمجريات الحوار، معتبراً أن ما يحدث في الشارع لا يجب أن يؤثر على ما يدور في جلسات الحوار.
ثالثاً: التوافقات التي تم الاتفاق عليها حتى الآن:
عقدت حتى الآن 3 جلسات لحوار التوافق الوطني 2013 بتواريخ 10 و13 و20 فبراير 2013، وجاءت التوافقات التي تمت في الجلسات المشار إليها أعلاه على النحو التالي:
-1 اعتماد مصطلح الحوار وليس التفاوض.
-2 الحكومة طرف أساسي في حوار التوافق الوطني.
-3 وزير العدل مكلف برفع مخرجات الحوار إلى جلالة الملك المفدى.
-4 مخرجات الحوار هي اتفاق نهائي.
إلى جانب ما سبق فقد توافق المشاركون على عدة موضوعات أخرى متصلة بالإجراءات المتبعة لجلسات الحوار على النحو التالي:
-1 مواعيد عقد الجلسات موزعة على يومين في الأسبوع من الساعة الرابعة مساء حتى الساعة الثامنة مساء.
-2 تحديد وقت المتحاورين بالتوافق داخل القاعة.
-3 حق كل طرف أن يستبدل ممثليه متى ما شاء وحسب الجلسات والموضوعات التي ستناقش فيها.
4- إصدار البيانات داخل جلسات الحوار لا تعبّر عن موقف كل الأطراف إلا إذا توافقوا جميعاً عليها.
رابعاً: الموضوعات التي لاقت تفاعلاً لدى متابعي الحوار:
قام «المرصد» بمتابعة الرأي العام المحلي المتمثل في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والمجالس الأهلية والمدونات الشخصية للمتابعين لحوار التوافق الوطني، حيث خلص «المرصد» إلى وجود عدد من الموضوعات التي لاقت اهتماماً وتفاعلاً شديداً لدى المتابعين لحوار التوافق الوطني.
وتركزت أبرز الموضوعات في استشهاد أحد قوات حفظ النظام، وسقوط قتيل من المتظاهرين، واكتشاف خلية إرهابية، ووصف قوات حفظ النظام بالمرتزقة في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ومنها موقع جمعية الوفاق الإسلامية، والتفجير الإرهابي في أحد البنوك التجارية، وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، ووصف التجمع بـ «سياسة الاستحمار» في مقال رأي منشور في أحد الصحف المحلية، وتمثيل مجلس النواب في الحوار والآلية المتبعة في اختيار الشخصيات الممثلة عن السلطة التشريعية في جلسات الحوار، والحسابات المتطرفة في «تويتر» والتي تحتوي تغريداتها على شعارات وأفكار وآراء متصلبة (متطرفة) تجاه الحوار، وتباين آراء بعض الكتّاب في الصحافة عن آرائهم في المواقع الإلكترونية، وتعليق مشاركة «المنبر» و»الصف» في الحوار بسبب تصاعد وتيرة العنف في الشارع.
خامساً: تفاعل كتّاب الرأي والأعمدة في الصحافة المحلية:
قام «المرصد» بتصنيف الموضوعات حسب مقياس (التطرف) وفقاً لمؤشر التفاؤل والتشاؤم، والذي يهدف لقياس درجة التعصب والتصلب في الآراء تجاه النتائج المرجوه من حوار التوافق الوطني في المحور السياسي. وفي سبيل ذلك قام المرصد بتصنيف 3 فئات للموضوعات، حيث اعتبرت الموضوعات التي لا تحتوي على تعصب أو تصلب في آرائها تجاه نتائج الحوار بأنها موضوعات «متفائلة. كما اعتبرت الموضوعات التي تحتوي على درجة متوسطة من تعصب أو تصلب في آرائها تجاه نتائج الحوار بأنها موضوعات «متشائمة». واعتبرت الموضوعات التي احتوت على درجة مطلقة من تعصب أو تصلب في آرائها تجاه نتائج الحوار بأنها موضوعات «متطرفة».
وبناءً على ما سبق فإنه تم رصد عدد 142 مقالة صحفية تعبر عن آراء أصحابها وهم كتّاب الرأي والأعمدة في الصحافة المحلية (البحرينية) خلال الفترة من 21 يناير ولغاية 23 فبراير 2013، تناول كتابهم في 102 مقالة أي ما نسبته 71.8% آراءً متفائلة بشأن الحوار، فيما تناول الكتّاب في 32 مقالة أي ما نسبته 22.5% آراءً متشائمة بشأن الحوار، أما باقي المقالات وعددها 8 مقالات أي ما نسبته 5.7% فقد تناول كتابها آراءً متطرفة.
سادساً: تفاعل وسائل الإعلام الخليجية والعربية والدولية تجاه الحوار:
قام «المرصد» بحصر كافة وسائل الإعلام الخليجية والعربية والدولية باللغتين العربية والإنجليزية التي تناولت أخبار حوار التوافق الوطني 2013، حيث استطاع «المرصد» أن يرصد ما مجموعة 224 وسيلة إعلامية خليجية وعربية ودولية قامت بتغطية ما مجموعه 658 خبراً عن الحوار، منها 45 وسيلة إعلامية خليجية قامت بتغطية 250 خبر، و73 وسيلة إعلامية عربية قامت بتغطية 196 خبر، و106 وسيلة إعلامية دولية قامت بتغطية 212 خبر. علماً بأن هذه الإحصائية لا تشمل وسائل الإعلام في مملكة البحرين.
وقد غلب الطابع الإيجابي في الطرح المقدم من معظم التغطيات الصحفية التي قامت بها وسائل الإعلام الخليجية والعربية والدولية لأخبار الحوار، وتركزت هذه التغطيات في تناول الحوار من عدة جوانب تركزت في دعوة الأطراف المختلفة للمشاركة في الحوار، ومنع العنف، والعمل على إيجاد بيئة ناجحة للحوار. وقد لوحظ زيادة التغطيات في الصحافة الخليجية والعربية والدولية خلال فترة الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدتها البحرين خلال الفترة 13 – 19 فبراير 2013، حيث تناولت التغطيات الصحفية لخطورة العنف على مستقبل الحوار.
سابعاً: تفاعل الدول والمنظمات وجهات أخرى تجاه الحوار
يشير «المرصد» إلى أن دعوة استكمال حوار التوافق الوطني في محوره السياسي لاقت تأييداً وترحيباً دولياً كبيراً قبل انطلاقته، وقد زاد الترحيب الدولي بعد بدء جلسات الحوار، وأخذت البيانات الداعمة للحوار بعد أحداث العنف الأخيرة جانباً إيجابياً في طرحها لضرورة مشاركة جميع القوى السياسية الفاعلة واستكمال جلسات الحوار حتى نهايته مع تحقيق النتائج المرجوة منها على أرض الواقع.
وقد بلغت مجموع الدول التي رحبت رسمياً بمبادرة استكمال الحوار ما مجموعه 18 دولة، وقد قامت هذه الدول عبر المتحدثين الرسميين لها أو وزاراتها الخارجية بإصدار بيانات تأييد للحوار، إلى جانب ما مجموعه 8 منظمات إقليمية ودولية، و9 جهات أخرى. أي بمجموع 35 دولة ومنظمة إقليمية ودولية وجهات أخرى.
ثامناً: ملاحظات تم رصدها من خلال وسائل الإعلام المشاركة في الحوار:
قام «المرصد» بأخذ ملاحظات عدد من وسائل الإعلام المشاركة في الحوار تجاه التفاعل الإعلامي مع حوار التوافق الوطني 2013، حيث تم رصد الملاحظات التالية:
-1 أشادت وسائل الإعلام بالخدمات التي يقدمها المركز الإعلامي للحوار، وذكروا مهنية أعضاء المركز وتسهيل مهمتهم الإعلامية من خلال التنظيم الجيّد لإجراء اللقاءات والمقابلات مع المشاركين في الحوار.
-2 أشادت وسائل الإعلام بحيادية وشفافية المتحدث الرسمي للحوار عيسى عبدالرحمن فيما ينقله من التوافقات التي تمت داخل جلسات الحوار، مشيدين في الوقت نفسه بسعة صدر المتحدث وتقبله للنقد والرأي الآخر والإجابة عن كافة تساؤلاتهم.
-3 أشادت وسائل الإعلام بحيادية التغطية الإعلامية التي أجراها تلفزيون البحرين مع كافة المشاركين في الحوار.
-4 استنكر عدد من الإعلاميين رفض عدد من المشاركين في الحوار من طرف تحالف الجمعيات السياسية الست لإجراء مقابلات أو الإدلاء بتصريحات صحفية لعدد من وسائل الإعلام واقتصار تصريحاتهم لوسائل إعلامية محددة، وأشاروا إلى رفض ممثل عن الجمعيات الست إجراء مقابلة مصورة مع تلفزيون البحرين في الوقت الذي وافق على إجراء المقابلة مع محطة تلفزيونية أجنبية.
-5 أشار عدد من الإعلاميين إلى انزعاجهم من محدودية وسطحية المعلومات التي يدلي بها بعض المشاركين في الحوار عن طرف ائتلاف الجمعيات السياسية الوطنية.