قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إن الانسحاب من حوار التوافق الوطني لا فائدة منه ولن يكون ذا جدوى، وأن الجميع يرفض العنف في النهاية، وما نريده الآن هو أن نصل إلى تفاهم طويل المدى، تفاهم واضح يأخذ في الاعتبار ظروف البلد والمنطقة.
وأكد الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، في مقابلة مع صحيفة «العرب» القطرية نُشرت أمس، أن العلاقة التي تربط بين مملكة البحرين ودولة قطر أكبر من أي حدث عابر وأن بلاده تفخر بهذه العلاقة، مشيراً إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد التوقيع على اتفاقية إطارية فيما يتعلق ببرنامج التنمية الخليجي.
وأوضح أن اللقاءات التي أجراها في الدوحة أكدت له عمق العلاقة التي تربط بين البلدين، مشدداً على أن جسر المحبة الذي من المقرر أن يربط البلدين سيبنى، ووصفه بأنه «مشروع استراتيجي للبحرين وقطر، ننظر إليه بكل أهمية، نحن لا نحتاج إلى جسر واحد، نحتاج إلى عدة جسور، الناس اليوم لا يتكلمون عن جسر مع قطر فقط، وإنما عن جسر آخر مع السعودية».
وأكد أن للجسر مع قطر أهمية كبيرة، فهو سيسهل التواصل بين الشعبين، ويسهل الفرص الاقتصادية للمواطنين بين الجانبين خاصة البحرين، نظراً لأن المسافة بين البلدين لا تتجاوز أربعين كيلومتراً، وننظر إليه كمصلحة استراتيجية، مشيراً إلى أنه بعد أن فازت قطر بتنظيم مونديال 2022، كان الجسر ضمن الملف القطري، «ونتطلع إلى أن يتم تفعيل هذا المشروع الحيوي والاستراتيجي بين البلدين».
وحول إلغاء الحدود بين البحرين وقطر أعرب وزير الخارجية عن أمله في ذلك، وقال «نحن في يوم من الأيام فكرنا بفيزا واحدة، نحن نطمح لذلك، حرية انتقال المواطن والسلع من أولى مقومات التكامل، نريد أن يشعر المواطن الخليجي بأنه يتنقل بين مدن في بلد واحد».
وأشاد الوزير بالعلاقة التي تربط بين قطر والسعودية، مؤكداً أنها تتصف بالعمق والتنسيق وتخدم المنطقة وتوقع أن يكون العام الحالي والمقبل حاسمين بالنسبة لموضوع الاتحاد الخليجي، مجدداً التأكيد على تطوير منظومة مجلس التعاون الخليجي الحالي لتصل إلى الاتحاد بين أعضائه الستة.
وحول تحفظات البعض على الحوار الوطني في المملكة قال الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إن الأزمة تركت رواسب كثيرة ولكن «الحمد لله لم يحصل عندنا حرب أهلية أو اقتتال طائفي، ولكن حصل عندنا خلاف، البعض تخندق في الدوار وبخط طائفي معين، وهناك من تخوف منهم وذهب للاجتماع في ساحة الفاتح، وكان اجتماعاً كبيراً وتاريخياً، نحن ما نريده أولاً إدانة هذا العنف ضد رجال الأمن، لأنه إذا استمر سيصل إلى المدنيين، فأي حادثة جراء غضب شعوري أو عاطفي يمكن أن تقود إلى ما لا تحمد عقباه».
وأكد أنه لم يحصل أي انسحاب حتى الآن من جلسات الحوار وقال «نحن نقول دائماً وللجميع إن الانسحاب لا فائدة منه ولن يكون ذا جدوى، اجلس على الكرسي وتحدث، ليسمعك الآخر، آخر جلسة تم الحديث عن رفض العنف وتجد أن الجميع يرفض العنف في النهاية، ولكن تفسير الطرفين لرفض العنف يختلف .. ونحن نتطلع أن نصل إلى تفاهم، وهذه ليست المرة الأولى، لقد مررنا بمشاكل سابقاً، وكانت دائماً الأمور تحل بالحوار والتفاهم، لم يكن في تاريخنا الحل من جانب واحد .. دائماً يأتي الحل بتفاهم حواري ما بين الحاكم والمحكوم، وتاريخنا شاهد على ذلك، ما نريده الآن هو أن نصل إلى تفاهم طويل المدى، تفاهم واضح يأخذ في الاعتبار ظروف البلد والمنطقة».
وشدد وزير الخارجية على أن أخطر الأخطار على المنطقة هو الاستقطاب الطائفي، لأنه يقسمها ويضرها، ويفتتها، « ليس من خطر ثان على المنطقة أخطر من حالة الاستقطاب الطائفي».. و»عندما يكون لديك تمزق مجتمعي، فإنه يمكن لكل شيء الدخول والتغلغل، لذلك فعلينا أن ننتبه لهذا الشأن، ولا يمكن حله بين يوم وليلة، فهذه قضية تاريخية معقدة، هذه الأمور التاريخية مازالت تؤثر على واقعنا للأسف».
ورداً على سؤال عما إذا كان هناك انقسام خليجي الآن حيال الأزمة السورية أكد وزير الخارجية أنه ليس هناك أي انقسام، وأن الموقف الخليجي بأكمله ضمن مبادرة الجامعة العربية، وقال «نحن لا نطرح مبادرة أخرى طالما أن الجامعة العربية تبنت الموضوع، نحن لم نختلف على أي بيان صدر في الجامعة العربية... بعض دول الخليج أخذت أدواراً أكبر من شقيقاتها وهذا لا يعني اختلافاً... هناك نوع من التفاهم، وليس هناك أي خلاف حيال الأزمة السورية، قد تختلف اللغة من دولة إلى أخرى، ولكن بالنهاية كلها تهدف لمساعدة الشعب السوري».