كتب ـ حسين التتان:أطلقت المنامة مساء أمس تظاهرتها لعام السياحة العربية، اقتفت أثر الرحالة العربي الكبير ابن بطوطة، سارت على خطاه لإعادة اكتشاف العالم، ولكن بالغناء والموسيقى والحركة والإيماءة هذه المرة. في عرض مسرحي مبهر، شارك في صياغته نخبة من ألمع نجوم العرب، مصحوبة بأنغام الموسيقى، كانت المنامة على موعد مع استعراض مسرحي حوّل رحلة ابن بطوطة في العالم إلى حكاية تغنى وتنشد شعراً.أخذنا العرض إلى رحلات مختلفة وأمصار متباعدة مر بها الرحالة الكبير، من مصر حيث استرجع ابن بطوطة التاريخ الفرعوني، مصحوباً برقصات التراث المصري الأصيل، وبكلمات تخرج من عبق التاريخ. بعدها وفي استعراض مليء بالذاكرة وعبق الماضي، سحر العرض المسرحي الحضور، حين تجول ابن بطوطة في بلاد الشام، مع أجمل اللوحات الفنية والغنائية الراقية، وأخيراً استقرت رحلته في ذلك العرض الموسيقي الغنائي في البحرين، حيث البحر والموسيقى الشعبية شكلا لوحة جميلة صفق لها جمهور الحاضرين بحرارة.. كان مساء البحرين بالأمس أشبه برحلة في قلب تاريخ العربي.وقال نائب رئيس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، الذي ناب عن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء راعي الحفل، إن اختيار البحرين عاصمة للسياحة العربية 2013، يأتي تتويجاً لجهود الحكومة ودعمها وتشجيعها المستمر لقطاع السياحة باعتباره مرآة تعكس حضارة شعب البحرين ورقيه ماضياً وحاضراً. وأضاف خلال حفل حضره أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي ووزراء السياحة العرب وممثلو منظمات السياحة العربية والعالمية، أن دعم البحرين لقطاع السياحة ينطلق من الإيمان أن السياحة أحد مرتكزات التنمية الشاملة، مؤكداً أن الحكومة تدرك أهمية السياحة وتعمل على توفير كافة المقومات التي تعزز من قيمة ومكانة البحرين السياحية، ولديها خطط وبرامج تستهدف إثراء النشاط السياحي باختلاف أنواعه من أجل تعزيز مكانة المملكة كمقصد سياحي مميز على خريطة السياحة الإقليمية والدولية.وقال سموه «إن البحرين وجه حضاري بارز يزخر بإرث تاريخي يجسد حضارة إنسانية يتجاوز عمرها 5 آلاف سنة، وتمتاز برقعة جغرافية متفردة في خصائصها وتنوعها ولديها مقومات سياحية متعددة. وأكد أن الحكومة أولت اهتماماً بتنميتها وتطويرها، من أجل إيجاد صناعة سياحية قادرة على رفد الاقتصاد الوطني بمصادر متجددة من الدخل الذي يسهم في تحقيق التنمية والاقتصادية والاجتماعية».ولفت سموه إلى أن رؤية الحكومة للنشاط السياحي تهدف إلى مواصلة الارتقاء بالمقومات السياحية والتوسع في الأنشطة والخدمات السياحية مع الحفاظ على التوازن بين متطلبات الحداثة وأصالة الوجه التراثي للمملكة، عبر تشجيع القطاع الخاص على ارتياد هذا المجال وتقديم مزيد من الحوافز له للمساهمة في تحقيق الاستغلال الأمثل لعناصر الجذب السياحي.وقال سموه إن التوسع الذي شهدته البحرين في هذا القطاع يحتاج لمزيد من خطط وبرامج التسويق والترويج، بما يعزز القدرة التنافسية للمملكة، ويبرز ما تتمتع به من مقومات سياحية وتراثية ضاربة في القدم.وأشاد سموه بجهود وزيرة الثقافة وكافة القائمين على القطاع الثقافي والسياحي في الاهتمام بإحياء وتطوير المناطق التراثية، ودعم التوسع في المشاريع والأنشطة السياحية، التي تستقطب الحركة السياحية وتعزز من عوامل الجذب، وقال «البحرين تفخر بكوادرها الوطنية العاملة في مجال السياحة وإدارة النشاط السياحي».وأكد سموه أهمية تفعيل التعاون العربي المشترك في مجال التنمية السياحية وبناء شراكات فاعلة بين الجهات المختصة بالقطاع السياحي في الدول العربية من أجل تعزيز الاستفادة من تجارب التنمية السياحية الناجحة، مثمناً مبادرة اختيار عاصمة للسياحة العربية سنوياً ودورها في تسليط الضوء على ما تملكه الدول العربية من مقومات حضارية وسياحية متنوعة.من جانبها هنأت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة جلالة الملك المفدى بهذه المناسبة وقالت «نعيش ثمار نهضة البحرين انفتاحاً وعمراناً، باختيار المنامة عاصمة للسياحة العربية».وتوجهت بخالص الشكر والتقدير لسمو رئيس الوزراء على رعايته حفل تدشين المنامة عاصمة السياحة العربية 2013، ودعمه اللامحدود للثقافة وروافدها واهتمامه الدائم بالقطاع السياحي والثقافي، ما يؤكد إيمانه بأهمية الثقافة والسياحة كعنصر أساس في تطوير وعي الشعوب وتحقيق التقارب بينها، وتوجهت بخالص التقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد حامل مسيرة التنمية الاقتصادية.وأكدت أن اختيار المنامة عاصمة للسياحة العربية، يعزز من مكانة البحرين كملتقى للحضارات والثقافات في المنطقة، وهي مناسبة طيبة لالتقاء المثقفين والمهمين العرب على أرض دلمون مهد الحضارة والتاريخ العريق.وأوضحت أن منجز المنامة عاصمة السياحة العربية ينطلق تحت شعار «السياحة تثري»، ويلتفت للإنسان والحضارات والثقافات والشعوب و»يحاول أن يصنع شيئاً نتشارك فيه».وأشارت إلى أن المنامة تحتفل هذا العام بباقة متنوعة من المشاريع السياحية والثقافة ترسخ مكانتها كوجهة سياحية، وتعيد الروح للعديد من الأماكن التراثية الشهيرة كافتتاح مسرح البحرين الوطني ومشروع تطوير منطقة باب البحرين. بعدها هنأ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية، البحرين على اختيارها عاصمة للسياحة العربية. وأشاد بما تزخر به من إرث تاريخي وحضاري وبما يوليه جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد من حرص واهتمام كبير ومميز تجاه تنمية وتطوير المناحي الثقافية والسياحية والتراثية في البحرين، إلى أن أصبح لها جسر ممتد للعالم يعكس لشعوبه رقيها الحضاري والإنساني المميز.على هامش الحفلمن جهته أكد السفير السوداني لدى البحرين عبدالله عثمان، أن عاصمة السياحة العربية هي امتداد لعاصمة الثقافة العربية، وقال «السياحة والثقافة وجهان لعملة واحدة، وتاريخ البحرين قائم على مجموعة من الحضارات القديمة، وها هو الإنسان البحريني يعتبر امتداداً أصيلاً لتلك الحضارات الكبرى، كحضارة دلمون».وقالت رئيسة جامعة الخليج العربي سابقاً رفيعة غباش، إن المنامة دائماً ما تجدد نفسها في كل يوم وليس فقط في كل مناسبة، وتطرح ما يمتع العين والقلب معاً، رغم كل التحديات التي تواجهها، إلا أن إرادة شعبها وقيادتها تشع دوماً جمالاً وصلابة.ولفتت غباش إلى أن المنامة عاصمة للسياحة والثقافة منذ القدم، وليس من الآن فقط، وهي على أهمية رحلاتها عبر العالم من لندن ومصر، إلا أنها مازالت تعتبر البحرين التي عاشت فيها لمدة تزيد عن 8 أعوام مركز إشعاع حضاري وثقافي. وأكدت ضرورة أن تتعاون كافة مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني والشعب البحريني لإنجاح هذه المناسبة الكبيرة، ورفع اسم البحرين عالياً في كل المحافل.من جانبه أشار الناقد والباحث العربي د.صلاح فضل، إلى أن المنامة هي عاصمة الثقافة والسياحة العربية في كل الأوقات، لأنها استطاعت أن تحول الأنظار العربية إليها عبر كل اللوحات الجمالية التي رسمتها لنا عبر التاريخ، مؤكداً أن المنامة استطاعت أن تحول كل توترات الربيع العربي إلى ثقافة مثلى تبحث عن مستقبل مشرق تحكمه الديمقراطية والإبداع الإنساني والازدهار العلمي، فيخرج من رحم الشارع البحريني إلى كل العواصم العربية، فالطفرات الحضارية التي حققتها البحرين، أعادت للعرب الوهج الإنساني الرائد في كافة المجالات، وليس السياحة فقط.
970x90
970x90