«ما هو أخبل شيء عند السعوديين»؟ سؤال اختاره علي المشعل، وهو طالب سعودي مُبتعث إلى الولايات المتحدة للتخصص في المعلوماتية، وجّهه إلى مجموعة من زملائه وأساتذته، ثم حوّل الإجابات إلى فيلم قصير (حوالى 8 دقائق)، بثه عبر «يوتيوب» فاستقطب حتى الآن 400 ألف مشاهد.
وتفاوتت إجابات الطلاب والأساتذة، ومعظمهم أميركيون، في شأن العادات والتقاليد السعودية. فتقول طالبة كورية إن «أخبل شيء» شاهدته لدى السعوديين هو طريقة الكتابة العربية من اليمين إلى اليسار. فيما قال أميركي إن «الشعب السعودي ثري جداً، لكنه يستثمر هذا الثراء في تربية الجِمال، وكل سعودي لديه جمل في مرأب منزله».
ويشبّه أميركي آخر، يعمل في مقهي، تعامل السعوديين مع من سيدفع حساب المقهى بـ «الحفلة التي لا تخرج عن كونها استعراضاً». وركّزت إجابات على اهتمام السعوديين بهواية «التفحيط»، إذ يشير أحدهم إلى أن الطلاب السعوديين «نقلوا هذه الهواية إلى أميركا، ورأيتهم في شوارع مونتانا يقومون بتلك الرياضة الغريبة، فيسيرون بعجلتين فقط، إنهم مميزون في ذلك». فيما يرى آخر أن السعوديين «غريبون بالفعل، يمارسون التفحيط ويقودون السيارة بسرعة، لكنهم ينزلون من مركباتهم للتزحلق». وترى طالبة هندية أن «الرقص بالطريقة السعودية مثير، ولا أستطيع أن أرقص مثلهم»، مضيفة أن «طهو الكبسة السعودية مميز»، في حين يستغرب طالب مغربي تناول السعوديين الكبسة «في الصباح، وللغداء والعشاء والسحور»، وتستغرب فتاة ألمانية «السروال والفانيلة» اللذين «يرتديهما السعوديون في كل الأوقات».
ويقول شاب تركي زامل سعوديين طول أربع سنوات إن «هؤلاء يتميزون بوضع النظارات الشمسية داخل المباني، فيما يخلعونها خارجها، إنه أمر غريب حقاً. وأكاد أجزم بأنني أعرف السعودي ما إن ألاحظه بالنظارة الشمسية داخل المبنى». فيما قالت طالبة أميركية إن «السعوديات لا يخرجن من منازلهن كثيراً، خرجت للتسوّق مع زميلي السعودي لمساعدته في شراء حاجيات لشقيقته، إلا أنه نصحني بعدم الاهتمام بشراء الملابس كثيراً، في إشارة إلى عدم الاهتمام بكثرة الخروج من المنزل». وقال آخرون إن «السعوديين يعشقون النساء، ظريفون، يتكلمون بسرعة إلى درجة أنك قد لا تفهمهم، وهم مرحون والحديث معهم لا ينتهي إلا بعد ساعتين».
ويعزو الطالب علي المشعل فكرة الفيلم، الذي وضع له ترجمة مكتوبة باللهجة الدارجة في مسقط رأسه الأحساء، إلى أنه «قبل أكثر من عقد، وتحديداًً بعد هجمات 11/ 9، تغيرت مفاهيم وانقلبت موازين سياسية دولية، فساهمت في تغيّرات نوعية في طريقة التعامل الغربي».
ونقلت صحيفة «الحياة» اللندنية عن الطالب اليوم الأربعاء: «شكل ذلك الحادث منعطفاً مهماً في السياسة الغربية تجاه العرب والمسلمين، وتحديداً السعوديين، فانعكس على المسلمين في أميركا وأوروبا، ونتجت منه مفاهيم جديدة». ولعل مشروع المنح الدراسية للخارج (الابتعاث) الذي يضم 70 ألف مُبتعث، يساهم في تعديل الصورة التي رسمها الإرهاب.
ويقول المشعل إنه أراد «عرض الجوانب السلبية والإيجابية للنظرة الأميركية»، مؤكداً أن «الشعب السعودي عاطفي، واعتدنا شيئين: البكاء والضحك»، موضحاً أنه اختار تنفيذ الفيلم بأسلوب هزلي، «لمعرفة أبرز التصرفات السلبية عند السعوديين، وحمل الفيديو إجابات مضحكة ومبكية». ولفت إلى أنه اتّهم «بالإساءة إلى الشعب السعودي، وهذا غير صحيح، بل قدّمتُ رسالة صغيرة، بطريقة مختلفة، عن نظرة المجتمعات الغربية إلى السعوديين عموماً».
ويلفت إلى أن «تعامل الأميركيين يتغيّر باختلاف المدن والولايات، فحيث تداخل الطلاب السعوديون مع المجتمع الأميركي، انعكس الأمر صورة طيبة للشعبين الأميركي والسعودي». ويقرّ بأن هناك «جانباً سيئاً يبرز في بعض المدن، بسبب تصرفات بعض الطلاب، ما يكرّس المثل الشعبي المعروف: الشرّ يعمّ والخير يخصّ، فثمة تصرفات تسيء إلى الوطن».