العمق الخليجي للبحرين يتجاوز حقائق التاريخ والجغرافيا، ويدلل على نفسه بوضوح في كل المواقف والأحداث التي أرادت ضرب استقرار المملكة في الخاصرة.
الإمارات قدمت مؤخراً مثالاّ حياً بسيطاً توّج مواقفها الرجولية المشرفة وأسبقيتها الدائمة في دعم البحرين أمنياً واقتصادياً وسياسياً، أمثلته القريبة مازالت حاضرة في الذاكرة والوجدان البحرينيين، من موقفها في أحداث فبراير ومارس ومسارعتها إلى إرسال قواتها لحماية المنشآت الحيوية كجزء من درع الجزيرة إلى سرعة استجابتها لمشروع الدعم الخليجي المقدم للبحرين... وغيرها الكثير والكثير مما يتذكره البحرينيون ويحفظونه بكل القلب.
البحرين هي الإمارات، والإمارات هي البحرين، حقيقة لن يشعر بها من يلعب السياسة بمنطق الورقة والقلم فقط، فالوجدان محرك الرأي العام ومنطلق شعوره الجمعي، ومشاعر البحرينيين تجاه الإمارات لا يعبر عنها إنشاء اللغة بقدر ما يعكسها احتفاؤهم بأبناء الإمارات، ومن تابع دورة الخليج الأخيرة بعيون صافية يفهم جيداً هذا النوع من المشاعر بين الشعبين، وأن علاقات الشعوب ليست مجرد تبادل مصالح، بل أعمق بكثير.
مواقف الإمارات ليست غريبة على «عيال زايد»، وهي رجولة تاريخ لن تنساها البحرين حكومة وشعباً، ودور سياسي رائد سيظل عمق المملكة وضمانها في وجه كل ما يتهدد هذا البلد الوادع، وستبقى البحرين تقول دائماً: شكراً الإمارات، شكراً «عيال زايد».
يوسف البنخليل