تشهد البحرين اليوم افتتاح معرض البحرين الدولي التاسع للحدائق، ويستمر حتى الثاني من مارس المقبل بمركز البحرين الدولي للمؤتمرات والمعارض، تحت رعاية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وبدعم من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة العاهل رئيسة المجلس الأعلى للمرأة ورئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي.
ويحمل المعرض هذا العام رسالة مهمة لتشجيع الاستثمار في القطاع الزراعي بهدف تسليط الضوء على أهمية زيادة الاستثمار فيه، وعرض المردود الاقتصادي، وارتفاع العائد من هذا النوع من الاستثمارات، وتحقيق النمو الاقتصادي للقطاع لتزيد نسبة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي مع المساهمة في تقليص الفجوة الغذائية، وتحقيق أمن غذائي نسبي في مملكة البحرين.
ودعت اللجنة المنظمة للمعرض الجمهور للحضور بدءاً من غد الخميس، والاستمتاع بما يقدمه المعرض من تجارب وطنية وإقليمية وعالمية رائدة في مجال الزراعة والبستنة وإنشاء وتزيين الحدائق.
ويقام المعرض هذا العام على مساحة 7050 متراً مربعاً بمشاركة أكثر من 120 عارضاً من مملكة البحرين، واليابان، والصين، وأستراليا، وفرنسا، وسلوفاكيا، إضافة مجموعة من الدول المشاركة ضمن جناح منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو» ويمثلون السودان، ولبنان، الأردن، وفلسطين، والعراق، وتونس، سيراليون، وأوغندا، وإيطاليا، والصين.
وتخصص القاعة رقم 1 في المعرض لكافة الشركات والمؤسسات التجارية العاملة في أي مجال متعلق بالحدائق من نباتات وأدوات وآلات ومستلزمات وخدمات كمحلات الزهور والمشاتل، ومحلات بيع الأدوات والآلات الزراعية، وأثاث الحدائق والإضاءة، والبذور، والأسمدة وما إلى ذلك، فيما ستتحول القاعة رقم 2 إلى حدائق شاملة لأحدث الابتكارات في مجال تصميم وتنسيق الحدائق، مؤكدةً بأنها فرصة أمام المشاركين من المؤسسات الرسمية والخاصة للإسهام في تطوير القطاع الزراعي، ودعم مهنة تصميم وإنشاء الحدائق، ونشر الوعي، والثقافة الزراعية للجمهور من خلال عروضهم.
يذكر أن معرض البحرين الدولي للحدائق يعد فرصة للترويج عالميّاً والتعريف محليّاً بأهداف ومخرجات المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي التي دشنتها صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة في شهر مارس من العام 2010، وتأتي ضمن اهتمامات سموها بتوحيد الجهود الوطنية، والتنسيق فيما بينها من أجل النهوض بمسيرة التنمية الزراعية المستدامة بمختلف جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتماشياً مع الرؤية الاقتصادية 2030.
ويبرُز معرض البحرين الدولي للحدائق الذي يعتبر أحد أهم المعارض التي تقام في مملكة البحرين، تجارب فريدة وناجحة تعكس قيمة المشاركات المحلية والخارجية في مجالات الزراعة وتجميل الحدائق والاهتمام بالمساحات الخضراء، إذ بات هذا المعرض يشكل ملتقى سنويّاً لجميع المهتمين والمعنيين بالشأن الزراعي.
يحظى معرض البحرين الدولي للحدائق برعاية سامية من لدن عاهل البلاد المفدى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، ومتابعة شخصية من قرينة عاهل البلاد المفدى صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة ورئيسة المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي.
ولقد ارتأت سموها حفظها الله تطوير المسابقة السنوية التي دأب معرض البحرين للحدائق على تنظيمها منذ انطلاقته برعاية كريمة من الأمير الراحل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وأن تبني سموها على الإرث التاريخي للمعارض الزراعية التي كانت تقيمها الدولة في الحدائق العامة منذ خمسينات القرن الماضي، غايتها من ذلك أن يتحول معرض البحرين الدولي للحدائق إلى علامة بارزة في أجندة المعارض المختصة التي تقام في البحرين، ويسهم بشكل جلي وواضح في نشر الوعي المجتمعي بالشؤون البيئية، وأن يمثل المعرض في الوقت نفسه انطلاقة قوية للدفع قدماً باتجاه تأسيس المزيد من الحدائق العامة بالشراكة مع القطاع الخاص، ونشرها في جميع أرجاء مملكة البحرين بما في ذلك مقار الأعمال والمنشآت الصناعية والأحياء السكنية حتى ينعم بها المواطنون والأجيال المقبلة. وتطور مفهوم إقامة معرض البحرين الدولي للحدائق عبر سنوات انعقاده ليصبح من التظاهرات السنوية المعنية بفكر ومفهوم البيئة المستدامة، وإتاحة الفرصة للشباب البحريني لإثبات نفسه وإبراز قدراته وتنمية مواهبه الإبداعية. لقد بات هذا الفصل الربيعي الجميل الذي يحتفل به في حديقة زاهية الألوان تقليداً سنويّاً، وليصل إلى تسع سنوات مفعمة بالإنجاز والإبداع، ومما يميز معرض هذا العام ارتباطه بالمبادرة الوطنية الزراعية التي دشنتها صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة في شهر مارس 2010م إذ يعتبر حدثاً سنويّاً تحتضنه المبادرة الزراعية التي قصد من إطلاقها توحيد ودعم جميع الجهود المهتمة بتطوير الوضع الزراعي في مملكة البحرين والأخذ بالقطاع الزراعي إلى مستويات جديدة تجعل منه خياراً مناسباً للراغبين في العمل فيه.
ونظراً لما يتمتع به المعرض من إقبال كبير من الجمهور يتطلع عادة الزوار لمشاهدة الجديد والمتميز من النباتات والأساليب الحديثة في تنسيق الزهور، وأثاث الحدائق، والأدوات والإكسسوارات المكملة لتطوير المساحات الخارجية في منازلهم.
ومن أجل استقطاب أكبر قدر ممكن من العارضين سيعمل معرض البحرين الدولي للحدائق على توفير توزيع جديد ومختلف لمساحات العرض، كما يقدم أفضل الخبرات الزراعية التي يحرص المعرض على توفيرها لجمهور المعرض بالإضافة إلى رعاية المواهب الجديدة في مجال تصميم وتنسيق الحدائق. وتحقيقاً لرغبة قرينة عاهل البلاد المفدى بأن يصل معرض البحرين الدولي للحدائق إلى العالمية سيواصل هذا المعرض إنجازاته وتميزه عاماً بعد عام، مستلهماً تاريخ البحرين في مجال الزراعة لما عرف عن تمتع البحرين بالعراقة في هذا المجال، إذ كانت النخلة شعاراً حاضراً حتى في الآثار الدلمونية، وسيواصل اهتمامه بحرفة الزراعة التي لاتزال موجودة، والحفاظ عليها من الاندثار، والعمل على تشجيع الشباب البحريني لمواصلة هذه المسيرة الخضراء في الجانب الزراعي لأن مسؤولية ذلك أمانة تقع على عاتق الجميع لأن البحرين هي أم الجميع.
قدم معرض البحرين للحدائق لعام 2012م جانبًا مهمًا من جوانب التوعية بمبادئ وأهداف الزراعة المستدامة في ضوء المبادرة الوطنية، ويأتي الاهتمام البحريني بتعزيز التنمية الزراعية المستدامة متطابقًا مع أحكام الدستور الذي ينص في مادتيه (9) و(11) على التزام الدولة باتخاذ التدابير اللازمة من أجل استغلال الأراضي الصالحة للزراعة بصورة مثمرة، والعمل على رفع مستوى المزارعين ومساعدتهم، في إطار حماية البيئة والحفاظ على الثروات والموارد الطبيعية وحُسن استثمارها، لاسيما في ظل معاناة المملكة من محدودية الأراضي القابلة للزراعة والمقدرة بنحو 6400 هكتار نسبة المستغل منها 69%، وندرة مواردها المائية.
ركز المعرض في عام 2010 على شعار «بذور لمستقبلنا» لنشر الوعي بشأن الأمن الغذائي وما يشكله من تحدٍ لجميع أنحاء العالم، وشمل المعرض عدداً من أجنحة العرض التي تحتوي على أشجار ونباتات مثمرة صالحة للزراعة في مملكة البحرين، وطرق إنشاء حدائق منتجة في المنازل باستخدام أي مساحة متاحة، كما تم الإعلان عن تدشين محفظة دعم القطاع الزراعي الذي تموله مؤسسة تمكين ويشرف على إدارته بنك الإبداع، كما تم التوقيع على اتفاقية محفظة دعم المزارعين بين «تمكين» وبنك الإبداع، تنص على أن تعمل تمكين بالتعاون مع البنك، المتخصص بتمويل المشاريع متناهية الصغر، لدعم ومساندة المزارع البحريني.