كتبت ـ شيخة العسم:
توارثت الخليجيات ثوب «النشل» جيلاً بعد جيل، باعتباره جزءاً من الزي الشعبي التقليدي، رغم أن قماش الثوب مستورد من الهند، وهو في ألوانه الصارخة وغير المتناغمة أحياناً لا يختلف عن الزي الهندي سوى بطريقة التفصيل.
ربما يعود السبب إلى امتداد الحضارات البشرية وتداخلها، والمأكولات والأزياء ومفردات الحياة البسيطة جزء من تفاصيل التراث القابلة للتداول بين الشعوب والأمم.
جيلاً بعد جيل
أم عبدالله مازالت تحتفظ بثوبها النشل وثوب أمها «اشتراه زوج أمي عندما كنت بسن المراهقة في إحدى سفراته إلى الهند، وإلى اليوم لم يتغير الثوب لجودة صنعه وأصالة قماشه، ولونه أسود في حين أن لون ثوب أمي بنفسجي» . وتملك بنات أم ريانة أثواب نشل منذ كن في أيام المدرسة في المرحلة الابتدائية «اشتريت ثوب نشل لهن من سوق المحرق وكان سعره يقارب 10 دنانير، وحرصن بناتي على ارتدائه في مناسبات العيد الوطني وفي الفعاليات خارج المدرسة» وتقول إن ابنتها الكبرى خبأت ثوبها قائلة «سأورثه لابنتي عندما تكبر».
زينب سلمان 42 سنة تحب ارتداء ثوب النشل ولديها 3 ألوان الأحمر والأسود والأخضر «اشتريتهم من أماكن مختلفة وبأسعار متفاوتة، أما بالنسبة للأخضر كان الأعز لدي.. حيث فصلته بمحل راق بمناسبة زواج ابنتي الكبرى وكلفني 110 دنانير» وتضيف «كل من حضر حفل الزفاف سألني عن مكان تفصيله وسعره».
ثوب لكل الأعمار
تقول الجدة شريفة داوود «لحد الحين عندي ثوب نشل يوم عرسي لونه أحمر مطرز بخيوط ذهبية « وتضيف «أحب أن ألقي عليه نظرة بين الحين والآخر».
وتضيف الجدة شريفة أن ثوب النشل يذكرها بشبابها «لي مع الثوب ذكريات لا تنسى» وتتابع «ثياب قبل أزهى وأحلى من ثياب بناتنا في هالزمن، أحين الوحدة ما تنعرف إذا كانت بنية ولا صبي من هالبنطلونات إلي عمرنا مالبسناها»، وتختم «وصيت بنتي العودة تحتفظ فيه من بعدي».
وتتحسر لولوة سلطان على ثوب أمها «طلبت جارتي منذ فترة قريبة استعارة ثوب نشل والدتي لتلبسه في حفل زواج إحدى قريباتها باعتبار الحفلة تراثية بحرينية».
وتتابع «للأسف أعطيتها الثوب ووصيتها عليه لكنها لحد اليوم ما رجعته.. وكل ما ذكرتها فيه تقول نسيت أييبه معاي» وتقول «أتمنى من جارتي تصدق وترجعه».
وعن تجربتها مع ثوب النشل تقول الجدة كلثوم حمد «مازلت أحتفظ بثوب نشل أهدتني إياه أم زوجي وفصلته بنفسها» وتواصل «كان ثوب النشل يميز المرأة المتزوجة من الفتاة الصغيرة، حيث كانت المتزوجات يتباهين بثوب النشل وألوانه الزاهية وكان القماش يأتينا من الهند على الأغلب، وكان سعره مرتفعاً جداً لأنه يفصل يدوياً ويأخذ مجهوداً كبيراً خاصة لجهة تطريز الثوب بخيوط ذهبية رفيعة».
وتضيف الجدة كلثوم «يلبس مع ثوب النشل ما يسمى بالدراعة خاصة إذا كان ثوب النشل شفافاً، وتفصل الدراعة من القطن أو الحرير بحيث تطرز أطراف الأكمام والرقبة» وتتابع «أما الآن أصبح ثوب النشل يخاط بالماكينة وجودته أقل من السابق إلا في بعض المحال الراقية».