كتب ـ حسين التتان:
مع حلول الشهر الأخير من فصل «السياحة الثقافية»، كانت المنامة مساء أمس على موعد مع تاريخها وتراثها العريق، مع إطلاق وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة مشروع إحياء باب البحرين، في احتفالية بهيجة حضرها جمع غفير من المواطنين والمقيمين والسياح العرب والأجانب.
المشاركون في افتتاحية سوق باب البحريني التراثي، عبروا عن أهمية إحياء هذا المعلم الذي يغازل عصوراً من التاريخ مرت من هنا، وتركت بصماتها في الشوارع والأزقة، وأكدت حضورها الدائم في محال تجارية وصناعات ومهن حرفية، طالما ميزت البحرين بمحيطها، وجعلتها محط أنظار السياح من مختلف المشارب والثقافات.
الجهود المبذولة في سبيل وضع البحرين على خارطة السياحة العربية والعالمية كانت ظاهرة، ووجدت تجسيدها في الجمع الغفير الذي حضر إطلاق مشروع إحياء الباب، ووجدت صداها أيضاً لدى أصحاب المهن والمحال التجارية، ممن أجزلوا الشكر لوزارة الثقافة على رعايتها تراث المملكة وسعيها الدؤوب لحفظه من الضياع.
رحاب منصور صاحبة مشروع «Images Dortent» شاركت في فعالية باب البحرين، تقول إنها رغبت في الإسهام بإحياء باب البحرين بمشروعها المتواضع، معتبرة أن إعادة الباب لوضعه الطبيعي، يشجع التجار البحرينيين على العودة إلى السوق ومزاولة مهن وحرف طالما زاولوها جيلاً بعد جيل وكادت تنقرض.
وتضيف رحاب أن معروضاتها بالمحل كلها عصرية لا تخلو من روح التراث البحريني الأصيل.
الشابة سارة يوسف صاحبة محل «Tins+JARS» تصف المشاركة في مهرجان افتتاح باب البحرين، مساهمة حية في إحياء الموقع التراثي، وأن الحضور الكثيف في أول يوم للافتتاح، يعطي انطباعاً إيجابياً أن المواطنين والمقيمين والسياح، مازلوا يرغبون في إعادة الباب لوضعه الطبيعي، ما يساهم في دعم مشروع البحرين عاصمة للسياحة العربية.
وعن مشروعها بموقع باب البحرين تقول «ساهمت في إبراز وإعادة إحياء بعض الأكلات الشعبية الخفيفة (سناكس) في معلبات جاهزة تناسب كافة الأذواق». نورة بوبشيت وصديقتها نورة علي أسستا مشروعاً تجارياً صغيراً أطلقتا عليه «Hand Draun Mugs»، قوامه الرسم اليدوي المباشر على الأكواب، وصنع كل ما يطلبه الزبون، خاصة الرسومات التراثية.
وتنظر نورة لباب البحرين كمعلم تاريخي يميز المملكة، ومصدر جذب للسياح والمواطنين على حد سواء، ولهذا فإنها شاركت وصديقتها نورة في فعالية تدشين وإحياء باب البحرين. ندى عبدالنبي العرادي صاحبة مشروع «Nadooi Creations»، ترى أن باب البحرين أكبر وأعرق شارع تجاري، ويمثل رمزية لكل من يدخل البحرين، وتقول «من يزور البحرين ولا يدخل الباب فكأنه لم يزرها».
واختارت العرادي كفنانة بحرينية ومساهمة منها في إحياء معالم باب البحرين، بعض الأعمال الفنية، مثل الكتابة على الملابس وعمل بطاقات خاصة للمناسبات، والرسم على الدفاتر. وتدعو العرادي التجار البحرينيين كافة إلى العودة لموقعهم الأصلي في سوق المنامة وباب البحرين تحديداً.