فاطمة عبدالله خليل
تحدثت الكاتبة فاطمة خليل في مقالها يوم أمس بعنوان «قراءة في ثقافة الحوار.. بحرين الأمان إلى مرسى الأمان» عن أجواء الحوار الوطني الذي تشهده البحرين، والفرق بين الحوار والمناظرة، وأن ليس الغرض منه الصعود على ركام المتساقطين من البشر.
وأشارت إلى أنه في الحوار، لا بد من التوافق على أهداف مشتركة منذ البداية، وأن تكون حيادية وجادة وواضحة لكل الأطراف، ومن ثم محاولة التوصل لأفضل الطرق من أجل الاتفاق على الأسس المشتركة والمتفق عليها وصولاً لإرساء قواعد توافق أكبر، لا تقف على الحيثيات والتفصيلات إلا فيما ندر. بما يتضمن تعزيز ثقافة الاختلاف وعدم جرها إلى دهاليز الخلاف الذي لا يؤدي لنتيجة إيجابية ناجعة، أو لا يحقق النتائج المرجوة.
وأكدت أن الحوار ليس للاستماتة من أجل طرح الأفكار وخوض الحروب دفاعاً عنها، لتحقيق الهدف الخاص – أو غير المعلن، وترقى على النبش في الثغرات للبدء بضرب الحلقة الأضعف من حديث الآخر والانتصار عليه.
وتابعت قائلة: دعونا نتفق سلفاً ويقيناً أن هناك فارقاً شاسعاً وبيناً بين المناظرة والحوار، فالغرض ليس إفحام الطرف الآخر ولا الصعود على ركام المتساقطين من البشر في ثمة أزمة أو ظرف طارئ، بقدر ما هو التوصل لاتفاقيات مشتركة عادلة مرضية لكل الأطراف التي يفترض منها الحيادية، اتفاقيات حقيقية بلا ترضيات. والحديث عن الحوار يترتب عليه فهم الآخر عند الاستماع إليه وليس التحضير لردود الإفحام باعتبار الآخر المحاور خصماً، فعندما تدار جلسات الحوار لا بد من الكف عن التفكير في اللحظات المناسبة للانقضاض على الآخر والارتقاء إلى استشفاف السبل الأفضل للفهم والتفكير الحيادي بمعزل عن الأهواء، تحقيقاً لأهداف أسمى تنضوي تحت المصلحة العامة والتي تفعل بمقتضاها لغة العقل أكثر من لغة الهوى.
شمام:
أختي الكريمة: أعطى الله لكل من أرسله من الرسل معجزة تتفق وتضاهي في قدرة الحجية والإقناع ما لدى القوم المرسل إليهم، ولذا كانت معجزة محمد صلى الله عليه وسلم هي القرآن بإعجاز لفظه وبيانه، وجاء تحدي الإنس والجن مجتمعين من أمة ملكت ناصية سحر البيان أن يأتوا بمثله (قل لئن اجتمعت الأنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً).
(قل لوكان البحر مداداً لكلمت ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي).
لكن واقع الحال حول الميزة اللغوية السحرية للبيان التي امتاز بها العرب إلى كونهم مجرد ظاهرة صوتية والاكتفاء بأن ( إن من البيان لسحراً).
هذا استطراد استدعته مقدمة طرحك وجرت إلى الخوض فيه استطراداً ليس إلا!. ما أوردته سيدتي عن الحوار ومفهومه ومعانيه ومعناه وطريقة ممارسته وما ينبغي أن يقود إليه يصب في منحى التنظير النظري الناهج لنهج المثالية اللا خالية من مسحة الرومانسية التأملية الآملة.
ورغم أننا وكل من يهمه أمر البحرين الأثيرة إلى قلب كل خليجي عربي نصلي معك أن يستلهم المتحاورون روح طرحك حول مفهوم الحوار ويعوه؛. إلا أننا نرى أن ذهنية كتلك الذهنية المحاورة كطرف من الأطراف الرئيسية على طاولة الحوار تطرح متحذلقة ومتفذلكة وباستعراض غوغائي لا يخلو من استهزاء بعقل المتابع وكرامة وعيه بوجوب أن يكون على طاولة التحاور ممثل عن (الحكم) إضافة إلى ممثل ( الحكومة.)!!. مؤشراً على نوعية المحاور ومراميه !.لعلنا، كي لا ننجر إلى الانحدار في مستوى القول أن نكتفي بالقول:( اللهم حوالينا ولا علينا).
06.:
إذا وزنا الأمور بموازينها وكان ممثل الوفاق في الحوار هو أكفأ ما في جعبتها، وقد نضح بما يشي بمعينه حين أشغل المتحاورون وتمخض ذهنه وتفتقت عبقريته عن سفسطة التنطع حول هراء تمثيل الحكم وتمثيل الحكومة في الحوار، وكان في قول العرب أن(البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير). مؤشر له دلالته، فقد دلتنا نوعية الممثل على أي نوع من أنواع المقدرة الذهنية التحاورية نتحاور!!
عبدالله
مقال جميل .. أبدعتي فيه أختي فاطمة
الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق المزيد من الإصلاحات والنهوض بالمملكة والدفع بها أكثر باتجاه المسيرة التنموية التي يعتليها جلالة الملك.
نتمنى أن يثمر هذا الحوار عما فيه الخير للبحرين وشعبها الطيب، وأن يعود الشمل كما كان في السابق.
كما أن ما أثمرت عنه الجلسة الماضية من توافقات حولت دفة الحوار إلى البدء بالاجندة هو بارقة أمل، وكلنا أمل بتوافق الجميع.