يجمع مهرجان الصور الثالث «أنا وماكرو» الذي انطلقت فعالياته في عمان الجمعة، 25 فناناً تروي أعمالهم هموم الإنسان بدءاً من معاناة البحارة الذين يجوبون البحار متحدين العواصف الهوجاء على متن سفن مكشوفة الظهر، مروراً بالصحراء القاحلة وانتهاء بمآسي الأطفال في مخيمات اللاجئين.
ويقيم المهرجان المعهد الثقافي الفرنسي بالتعاون مع دارة التصوير وأمانة عمان للفترة من الأول وحتى 31 مارس بمشاركة 25 فناناً تعرض أعمالهم في 15 صالة.
ويقدم المصور الفرنسي جون غومي من وكالة التصوير الفوتوغرافي الدولية «ماغنوم فوتوز» في معرضه «أمام البحر» في أمانة عمان الكبرى للفترة من 17 إلى 31 مارس صوراً بالأسود والأبيض التقطت خلال 4 رحلات بين عامي 1984 و1998 عندما أصبح المصور بحاراً لفترة قصيرة من الزمن جاب بها البحار.
ووثق غومي بشكل غير مسبوق العمل اليومي الصعب الذي يتقيد به هؤلاء الرجال متحدين العواصف الهوجاء على متن سفن مكشوفة الظهر، ويظهر عاداتهم وحياتهم اليومية وهم يجوبون البحار لعدة أشهر أحياناً.
وسعى المصور أن يكون شاهد عيان على حقبة كان يواجه فيها هؤلاء الرجال في آن واحد الطبيعة التي كانت تنهكهم بلا رحمة ومدى مقاومتهم لامتدادات المحيطات.
تحضر الطبيعة كذلك في معرض «امتداد» للمصور الأردني فريدون عبيده الذي يتخذ من البحر الميت، نقطة بداية، موجهاً عدسته لإظهار رؤية مؤثرة لبلورات الملح والطين المتصدع المنتشرة على الساحل.
وعلى حديقة المتحف الوطني للفنون الجميلة وللفترة من 1 إلى 31 مارس تعرض مجموعة أعمال لستة أطفال من مخيمات خان يونس وجباليا في غزة تحكي عن «حياتهم اليومية مع كل الصعوبات التي تتخللها وأوقات السعادة أيضاً».
وتحوي هذه المجموعة من الصور في داخلها على خوفهم وأحلامهم وآمالهم في هذه اللحظة الحاسمة من حياتهم والتي لم يستطيعوا إدراك أبعادها بعد.
وفي المعهد الفرنسي وللفترة من 3 إلى 31 مارس وتحت عنوان «أنا هنا» يعرض المصور الفرنسي تييري بويي صوراً تروي قصة «الوحدة المختارة والبحث المتناهي الصغر عن الهوية وكيف أن كل شخص يحلم أن يجد نفسه وحيداً في الصحراء، فيرى أن عليه أن ينسحب وأن ينظر لنفسه في الفضاء الخارجي».
أما ليندا خوري فتكشف في صورها قصة ذلك «السلطعون العائم متناهي الصغر، الذي يبلغ طوله أقل من سنتمتر واحد، واختار أن يعيش على ضفاف البحر الأحمر».
وتعرض المصورة «صوراً صغيرة مستوحاة من الآثار التي تركها السلطعون العائم عند مروره في الرمال حيث يظهر للعيان بعد الجزر ويحفر في الرمال لكي يقتات». ويتناول أحمد محسيري العائد من المنفى من 4 إلى 31 مارس تاريخ فلسطين حيث يدعونا إلى أن «نمشي على خطوات تاريخ فلسطين ليعود إلى مأساة النكبة ليكون شاهداً على جراح الجيل المشتت».
في المقابل يتناول معرض إيمان حرام «ايكونغرافيز» من 18 مارس إلى 17 أبريل «محاولة جمع وطن مشتت رغم الحدود الجغرافية الاعتباطية».
وترجع الفنانة إلى «الأساطير والرموز المرتبطة بتاريخ فلسطين بحيث تثري المعنى وتنتقل من المادية إلى الروحانية لتظهر رؤية جديدة مازالت مجهولة حتى الآن، يشكل استعادة هذا الوطن المتفرق العودة إلى المنشأ حيث تبدأ جميع الأمور وتلتقي جميع القصص».
ويعرض المصور الفرنسي أوليفيه كولمان في معرضه في غاليري نبض من 5 إلى 14 مارس الناس الذين يشاهدون التلفاز، كما يصور تلفزيوناتهم، حيث يشير إلى الواقع المثير للقلق وحالة الكسل والخدران الذهني للمشاهدين في العالم أجمع.
ويعرض معاذ فريج من 10 إلى 31 مارس الأطفال في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، و»هذا الخليط من البؤس والأمل، من النضج المبكر والبراءة النقية وكيف أن هؤلاء الأطفال أصغر من استيعاب كل تلك الأحداث».
ويقدم جون ميشيل دو تاراغون وجون باتيست أمبير في ساحة باريس في جبل اللويبدة في عمان للفترة من 1 إلى 31 مارس مجموعة صور منتقاة تظهر الحج في مكة المكرمة عام 1908.