كتب- محرر الشؤون المحلية:
احتفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية بتصريحات ندى ضيف الصحافية التي وصفت من خلالها أحداث البحرين بما أسمته «هولوكوست الشيعة»، كما احتفت ضيف هي الأخرى بنشر «أكبر صحيفة إسرائيلية» لتصريحاتها، حيث رفعت صورة عن التصريح على تويتر، مفتخرة.
وفي خطوة تطبيعية صريحة مع الكيان الصهيوني نشرت ضيف تغريدة على حسابها في «تويتر» روجت فيها لحديثها مع الصحيفة الإسرائيلية، حيث قالت (تغطية أشهر صحيفة في إسرائيل»يدعوت احرنوت» أخبار هولوكوست الشيعة في البحرين، ويظل الإعلام العربي بغية (بغيه) وعاره).
وأكدت ضيف تطبيعها مع الإعلام الإسرائيلي من خلال تغريدة أخرى جاء فيها «كنت بمؤتمر بأوروبا وتحدثت عما يجري بالبحرين وبحضور صحافيين كبار حول العالم وطلبت الصحفية الإسرائيلية تغطية ما قلت فوافقت».
وأثارت حديث ضيف للصحيفة إسرائيلية والصورة المرفقة مع التغريدات استياء وغضب شديدين على المستويين العربي والمحلي.
وقالت مواقع صحف وقنوات عربية إن ضيف اتهمت الإعلام العربي بعدم المهنية مقارنة بالإعلام الإسرائيلي، فيما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً، حيث حاولت أطراف مقربة من ندى ضيف التنصل من تصريحاتها، بينما وصفت أطراف أخرى ضيف، بمحاولة التطبيع مع إسرائيل، الأمر الذي يرفضه الشعب البحريني. وأثار نشر ندى ضيف هذه الصورة ردود فعل مستاءة من هذا التصرف الذي اعتبره مغردون «تطبيعاً من المعارضة البحرينية مع إسرائيل». وأضافوا «إن التشوية المتعمد لسمعة البحرين وصل حد التطبيع مع إسرائيل».
وفي محاولة خرقاء يائسة عقب ردود الفعل المستنكرة والمستاءة، نشرت ضيف بيان اعتذار ادعت فيه أنها فعلت هذا من أجل «شعب البحرين»، غير أنها أكدت في البيان تغريدتها بالموافقة على النشر في الصحيفة الإسرائيلية «وبعد الانتهاء من كلمتي التف حولي مجموعة من النشطاء والصحافيين ووجهوا لي أسئلة عديدة قمت بالرد عليها ومن ضمنهم الصحفية التي تعمل ليديعوت أحرونوت». وعن إساءتها للإعلام العربي ادعت ضيف في بيانها «ما أردته من التعبير الذي كتبته مع نشر الخبر هو إيصال الفكرة التالية: أن العدو تحدث عن قضيتنا في الوقت الذي يتكتم الأشقاء العرب عليها وليس أكثر».
من جانب آخر قال النائب عبدالحكيم الشمري الموضوع في تصريح لـ «العربية نت» إن حديث ضيف «تطبيع واضح مع إسرائيل». وأضاف: «لا يليق بمن يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان أن يتواصل مع إعلام يعود لكيان غاصب لا يراعي حقوق الإنسان». واعتبر الشمري الموضوع «وصمة العار في جبين كل مَنْ يرتضي أن يظهر في صحيفة تبرر لإسرائيل قتل أطفال فلسطين». فيما رفض النائب عبدالله بن حويل «تشبيه الحكومة البحرينية المسلمة بالنازية من خلال الهولوكوست»، معتبراً «أن ضيف تحاول اللعب بمشاعر الإسرائيليين وتشوّه صورة البحرين». وشدد بن حويل على أن «التواصل مع إعلام معادٍ للعرب وللمسلمين هو في حد ذاته جريمة تستحق العقاب». وأكد أنها ليست المرة الأولى التي يتطرق فيها الإعلام الإسرائيلي للشؤون البحرينية، متسائلاً: «هل هناك علاقة بين قوى التأزيم والإعلام الإسرائيلي والإيراني؟».
يشار إلى أن المحكمة ألغت في منتصف يونيو الماضي حكماً مستأنفاً بحق 9 مستأنفين بينهم ندى ضيف، وبرأتهم من التهم المنسوبة إليهم وهي الترويج لقلب النظام السياسي في البلاد بالقوة وبوسائل غير مشروعة، والاستيلاء على الأدوية والمعدات الطبية لغرض إرهابي القصد منه ترويع الآمنين، والاشتراك في تجمهرات مؤلفة من أكثر من خمسة أشخاص الغرض منها الإخلال بالأمن العام، وتحريض العاملين بمجمع السلمانية الطبي علانية على عدم الانقياد للقوانين وتحسين جريمة الامتناع عن العمل إليهم خلافاً للقانون، علماً أن المبرئين أدينوا أمام السلامة الوطنية بعقوبات تتفاوت بين السجن 15 سنة و10 وكذلك 5 سنوات.
وكانت مطالبات أهلية وشعبية تصاعدت سابقا بضرورة محاسبة الذين ساهموا في تشويه سمعة البحرين بالخارج بعد انتهاء جلسة مجلس حقوق الإنسان بجنيف والتي شارك فيها أكثر 38 شخصاً من بينهم ندى ضيف عما تسمى (منظمة برافو) من داخل وخارج المملكة يمثلون مجموعة من المنظمات المدنية المرخصة، وبعضها غير مرخص.