بدأ القائمون على مهرجان ربيع الثقافة هذا الأسبوع سلسلة من الورش العملية والتعليمية التي ترفد هذا المهرجان الثقافي الرائد ببرامج عمل وتدريب الشباب البحريني المبدع وتسهم في تشجيع المواهب الثقافية والفنية المحلية وخلق الفرصة أمامها للاستفادة من الخبرات الفنية العالمية وتطبيقها في مدارس المملكة ومسارحها ومراكزها الفنية.
وشارك 20 طالباً في ورشة تصوير فوتوغرافي مدتها 5 أيام تقدمها المصورة الفوتوغرافية غادة خنجي، في قلعة البحرين وبعض المواقع الأخرى المختارة في المملكة.
وخصصــــت الـــدورة للمرحلتيـــــن الإعدادية والثانوية تعلم فيها الطلبة مهارات استخدام الكاميرا الفوتوغرافيــــة، واختيـــار المــــادة المصورة، وخلق «قصة» من الصور.
وعكفت خنجي على إعطاء الفرصة أمام الطلبة لاستخدام كاميراتهم الخاصة للخروج بأفضل صورة أمام تحد أقل عدد من اللقطات، فيما أبدى عدد من المشاركين استفادتهم من الورشة التدريبية سيما عن طريق المناقشة الجماعية.
من جانب آخر بدأت ورشتا التمثيل والإخراج التي يقدمها المسرحي محمد الغاوي لتدريب 20 طالباً على التمثيل و20 مدرساً على الإخراج، انخرطـوا جميعهـــم فـــي العمليـــة التعليمية والتدريبية التي عززت فيهم الرغبة في المشاركة بالأعمال الفنية وأخذ أدوارهم على المسارح الوطنية في البحرين.
وعلق الأستاذ سعيد خالد من مدرسة حوار الدولية «هذه كانت بالنسبة لي أول ورشة تدريبيــة حقيقية لأنها ركزت على الجانب العملي، سأستمر في أخذ المزيد من التدريب، وأدرس الإخراج المسرحي بشكل أكبر، وأشتري أيضاً كتباً عن المسرح وأدرب المدرسين الآخرين في مدرستي كي يستفيدوا مما تعلمت».
ومن بين المستفيدين من الورشة الطالب محمود الحايكي وهو مخرج مبتدئ وقال «سأطبق ما تعلمته في عملي حيث إني أتعامل مع ذوي الاحتياجــات الخاصــة، وأنا منهم، وأحاول قدر الإمكان إخراج ما يكبت في الشخص ذوي الإعاقة ومحاولة التركيز على نقاط قوته، لأني أريد أن أثبت أن المعوقين يستطيعون أن يساهموا في العمل الفني ولهم الجراءة اللازمة وهم يحتاجون فقط للتشجيع».
المدرب المصري محمد الغاوي علق على الورشة «دربت خلال الأيام الماضية مدرسين وطلبة ولاحظت أنه رغم عدم معرفتهم استخدام أساليب الجسد والوجه وكيفية التعبير عن الإحساس إلا أنهم لديهم الاستعداد الشخصي والإنساني الهائل وينقصهم التدريب فقط، وكان لديهم الفضول لمعرفة كيفية تطبيق هذه الأشياء في المدارس.. دربتهم على الجانب التقني كالإضاءة والصوت وخشبة المسرح والديكور والجانب الإداري كالتخطيط للمسرح والميزانية وأيضاً الجانب الفني كقراءة النص واختيار العرض، أما بالنسبة إلى الطلبة فتعلموا عبر إعطائهم الفرصة لإخراج وتمثيل عروض بأنفسهم وهم الآن لديهم ثقة ووعي أكبر في المسرح».
ومن بين الورش العملية الأخرى القادمة ضمن البرنامج التعليمي الحافل للمهرجان التي يتم عقدها لإتاحة الفرصة للراغبين في تعلم واكتساب مهارات فنية وإبداعية جديدة، فإنها تشمل أيضاً حديقة «إيرث» للديناصــــورات، «بيبربــــل» و«باليه ريفولوسيون»، وذلك من خلال التسجيل المسبق فيها.
وضمن برنامج المواهب، يستمر ربيع الثقافة في استثمار وتطوير المواهب الفتية البحرينية للعام الرابع على التوالي من خلال تقديم ورش عمل متخصصة مقدمة من خبراء عالميين، إحداها برفقة الخطاط الأردني حسين الأزعط بالتعاون مع البارح للفنون التشكيلية، والأخرى في مجال الموسيقى العزف على العود مع العازف التركي الشهير يوردال توكان بالتعاون مع معهد البحرين للموسيقى.
ويعتبر برنامج المجتمع هذا العام من أثرى البرامج التي قدمها ربيع الثقافة منذ نشأته، فقد تمت دعوة 1200 طالب وطالبة من المرحلة الابتدائية من طلبة المدارس الحكومية لحضور عرض مجاني لفرقة حديقة إيرث للديناصورات، ودعوة أطفال من جمعية السنابل لرعاية الأيتام وبيت بتلكو لرعاية الطفولة وأطفال من جمعيات خيرية أخرى لحضور عرض فرقة بيبربل للشخصيات الورقية ثنائية الأبعاد ومشاهدة مسرحية فراس العطاس.
وتم تخصيص أحد عروض فرقة «تي بي أو» الإيطالية بعنوان «فراشات» ليقدم حصرياً لأطفال هذه الجمعيات.
ينظـــــم المهرجــــان وزارة الثقافــــة بالاشتـــراك مـــع مجلـــس التنميـــة الاقتصادية ومسرح البحرين الوطني ومركـــز الشيـــخ إبراهيـــم للثقافـــة والبحوث، والبارح للفنون التشكيلية، ومساحة الرواق للفنون، ومركـــز لافونتين.