قبل حسم نتائج الانتفاضة السورية المستمرة منذ عامين، أصدر مجموعة من المثقفين السوريين مجلة «دمشق» وهي أدبية فكرية تلبي أشواق السوريين إلى الحرية، وتقدم ما يشبه الفرز لوجوه ثقافية اختفت ولأصوات جديدة تعبر عن سوريا الحرة.
والمجلة الصادرة عن مؤسسة دمشق للدراسات والنشر في لندن تحمل شعار «أرض الحرية وسماء الخيال»، جاء عددها الأول أقرب إلى بانوراما للحرية والإبداع في سوريا وخارجها، إذ يكتب فيها مفكرون وأدباء ونشطاء من لبنان وفلسطين والعراق واليمن، وتنشر ملفاً خاصاً بالشعر الفارسي المعاصر ترجمته الإيرانية مريم سمرقندي.
وقال رئيس التحرير الشاعر نوري الجراح في افتتاحية المجلة إن «السوريين فتحوا سجونهم وقبورهم وخرجوا إلى الهواء الطليق ينشدون الحرية، ولشدة القتل والفتك لم يبق لهم إلا السلاح دفاعاً عن نسائهم وأطفالهم وأرواحهم».
وأضاف أن المجلة فضاء لتفاعل حر للمفكرين والأدباء والفنانين، والوجه الثقافي للثورة في الشعر والرواية وأفلام الرسوم المتحركة الساخرة والموسيقى والغناء والكاريكاتير والفن التشكيلي، حيث برع فيها فنانون من أمثال علي فرزات ويوسف عبدلكي وعاصم الباشا وموفق قات وثائر هلال وجمال الجراح وبشار العيسى ومنير الشعراني وأحمد عدي أتاسي.
ولفت الجراح إلى أن المجلة تصدر اليوم، وطبعت نصفها في القاهرة فيما طبع الجزء المتبقي منها في الجزء المحرر من سوريا، نظراً لصعوبة طباعتها كاملة في البلاد.
ويعلو اسم المجلة شطر من بيت أحمد شوقي يقول فيها «وعز الشرق أوله دمشق»، ويقع عددها الأول في 400 صفحة من القطع الكبير، ويضم مختارات من القصة الكردية القصيرة ترجمة الشاعر جان دوست ومراجعة الشاعر مروان علي، وملفاً عنوانه «يا حرية» من الشعر الفارسي المعاصر يضم قصائد لشعراء منهم الأفغان قهار عاصي وإلياس علوي وخالدة فروغ وهدية يزدان ولي والإيرانيون آيدا عميدي وشبنم آذر وإلهام إسلامي ومريم حيدري.
وفي ملف فكري حمل عنوان «الثورة السورية.. ينابيع الغضب.. تحديات الأمل وثقافة الحرية»، كتب الفلسطينيون سلامة كيلة وسلام السعدي وماجد كيالي والسوريون صادق جلال العظم وعمار ديوب وعزيز تبسي ومفيد نجم وبشار العيسى وزياد ماجد ونجيب جورج عوض وإبراهيم الجبين وعصام العطار وصبحي حديدي ورفيق شامي.