كتب ـ جعفر الديري:
تشكو كثيرات أنهن لا يملكن ترف الخيار بين العمل أو تركه، وحتى لو فضلن الاكتفاء بدور ربات البيوت، فإن ظروف الحياة الصعبة تجبرهن على العمل، ومتطلبات البيت والأبناء أكبر من أن يوفيها راتب الزوج وحده.
الشباب ورغم تلمسهم تعب المرأة، وصعوبة توفيقها بين الوظيفة والبيت، يبدو أكثرهم مفضلين للمرأة العاملة، بعكس آبائهم، ممن كانوا يعتبرون وظيفة المرأة الأولى هي البيت، ولا يقبلون أن يزاحم هذه الوظيفة عمل آخر.
ويؤكد شباب تقدموا لخطبة فتيات، أنهن اشترطن ألا يمارسن أية وظيفة سوى رعاية الزوج والأبناء، فهل يتقبل جميع الشباب هذا الشرط برحابة صدر؟!.
لا خيار
يقول سمير أحمد إن شباب اليوم لا يملكون خيار إعفاء الزوجة من الوظيفة «كيف ومتطلبات الحياة تتضاعف يوماً بعد يوم؟!»، لكنه أيضاً لا يعتبر هذا الأمر قدسياً، وبسببه يتراجع حظ الفتاة في الزواج «أمر مخجل أن يتقدم إنسان لخطبة فتاة ويتراجع عندما تشترط عليه عدم العمل».
غير أن أحمد يستدرك «لكن على فتيات اليوم أن يدركن هذه الحقيقة، وهي أن الشباب يفضلون المرأة العاملة، فلا خيار أمام الفتاة للزواج سوى المسارعة لاكتساب العلم والانخراط في وظيفة محترمة».
ولا يجد حسن علي مبرراً للزوج لكي يرغم زوجه على العمل «لا الشرع ولا العرف يجبرانها على العمل، إلا عن طيب خاطر» ويضيف «هذه أنانية مفرطة لا يمكن القبول بها، وأحرى بفتاة يتقدم لها شاب يشترط عليها العمل أن ترفضه، قبل أن يملأ حياتها شقاءً، لأنه ببساطة ينظر إليها على أنها مصدر دخل وكيس مال، وهناك قصص كثيرة تتحدث عن مآسٍ تسبب بها جشع الزوج، وعلى الفتاة الحذر».
المرأة كالطفل
إبراهيم عيسى له رأي آخر، ولا يقبل من الزوجة أن تكتفي بوظيفة البيت، لكنه أيضاً لا يرحب بإجبارها على العمل، بل إقناعها بأهمية العمل.
يقول عيسى إن عمل المرأة هو من أجلها وليس لزوجها وأبنائها «بالعمل تحقق المرأة كيانها وتضمن استقلالها، لا أحد حتى الزوج قادر على أن يجرحها بكلمة طالما أنها تنفق على نفسها، ولا تنتظر أن يقدم لها زوجها المال».
ويتساءل عيسى «إذا رفضت المرأة العمل، هل تقبل بما يقدمه لها زوجها بما يوافق إمكاناته؟! إذا كانت مستعدة لا بأس، لكن الواقع يؤكد أن الزوجة تطلب الكثير، وكما قال المثل (المرأة والطفل الصغير يحسبون الرجل قادراً على كل شيء)».
ويضيف «المرأة تطالب زوجها بالإنفاق عليها وتعيره إن قصر، وتحرق دمه حين تقارنه مع أزواج صديقاتها، ما الحل؟! أليس امتهانها مهنة تدر عليها مالاً أفضل للطرفين؟!».
من جهته يؤكد سعيد إبراهيم أن الرجل هو الخاسر الأكبر عندما يرفض رجاء زوجته بعدم امتهان وظيفة «مثل هذه الفتيات حجر كريم لا تجده بسهولة، مؤكداً أن الزوجة العاملة تريح الزوج قليلاً من المصاريف، لكنه أيضاً يسرق منه الكثير، حيوية المرأة العاملة ليست مثل حيوية من تنصرف لزوجها وأبنائها، لو فكرنا قليلاً لوجدنا أن عمل زوجاتنا يسرق منا كثيراً من لحظات السعادة وأولها راحة البال».