الخطر الإيراني ليس تجاه البحرين فحسب، وإنما تجاه دول مجلس التعاون الخليجي ليس بجديد، فهو قديم ويمتد إلى السبعينات من القرن العشرين، مروراً بالثمانينات والتسعينات وإلى العقد الأخير ووقتنا الحاضر.
في السبعينات واجهنا مطالبات إيران بأرخبيل البحرين، ثم اندلعت الثورة الثيوقراطية في طهران ليتبنى الخميني مبدأ تصدير ثورة ولاية الفقيه إلى دول الجوار الخليجي، وكان من نتاج هذا المبدأ المحاولة الانقلابية الأولى في العام 1981، وكذلك محاولات أخرى لزعزعة أمن واستقرار دول مجلس التعاون الأخرى. لاحقاً في التسعينات اكتشفت خلايا حزب الله في البحرين، وكانت طهران مسؤولة عن أعمال الإرهاب والعنف السياسي التي شهدتها البلاد آنذاك. وحتى عندما بدأ المشروع الإصلاحي في العام 2001 لم تقف إيران مكتوفة الأيدي بل كانت لها العديد من محاولات الفتنة منها خلية الحجيرة الإرهابية، ومحاولة إسقاط النظام وإعلان الجمهورية الإيرانية في البلاد عام 2011.
الآن تعود طهران بوجه آخر بتأسيس ما يسمى بـ (جيش الإمام) التي تمكنت السلطات الأمنية من القبض على الخلية التي عملت على تشكيله بتدريب وتمويل إيراني.
الوجوه نفسها تتكرر، والمحاولات تستمر، والمصدر واحد لا غير، طهران دائماً موجودة!
بعد أن أعلن شعب البحرين وأكد عروبته في العام 1971 من خلال لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة شرعت إيران وزرعت أتباع ولاية الفقيه في المنامة وبيروت، لا لشيء سوى استغلال هذه الجماعات لتحقيق تطلعاتها التوسعية بتكرار الفتنة تلو الأخرى التي يقودها اليوم عيسى قاسم.
واليوم فإن أتباع ولاية الفقيه وتنظيماتهم الراديكالية هم الذين يقفون وراء أحداث الإرهاب والعنف السياسي التي لم تفرق بين طفل أو امرأة، أو مواطن ومقيم، أو مسلم وغير مسلم، ويبقى المصدر طهران بأيادٍ بحرينية للأسف الشديد.
المطلوب من عيسى قاسم وتنظيماته الراديكالية إدانة التدخلات الإيرانية في البحرين، وإلا فالصمت المطبق عليها لا يعني سوى الدعم والتأييد لها لمزيد من الفتنة، ولا مكان في البحرين لمن يسعى للفتنة، أو يسمح بالتدخل الإيراني.
شكر وتقدير شعب البحرين لرجال الأمن وفي مقدمتهم وزير الداخلية على اكتشاف الخلية الإرهابية أبلغ من الوصف فهم حماة الوطن وسياجه. فالاكتشاف المبكر للخلية منع خطراً أسود لا نعلم عواقبه. ومواقف كافة مكونات المجتمع من التدخلات الإيرانية يستحق كل الإشادة على هذا الحس الوطني الرائع.
حمى الله الوطن بقيادته وشعبه ومقدراته.
يوسف البنخليل