عواصم - (وكالات): أكد وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل، أن الرئيس السوري، بشار الأسد، فقد السيطرة على البلاد، في حين تعهد نظيره الأمريكي، جون كيري، بمواصلة الضغط على دمشق.
وأكد الفيصل، في مؤتمر صحفي عقده مع كيري عقب انتهاء اجتماعهما في الرياض أمس، على موقف السعودية الداعم لـ «حق الشعب السوري بالدفاع عن نفسه» مطالباً بحظر بيع الأسلحة للنظام السوري الذي قال إنه «يقتل شعبه»، كما أشار إلى أن المباحثات شملت الملفات الإيرانية واليمنية، إلى جانب عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. أما كيري فأشار إلى أنه قابل أيضا وزير الدفاع السعودي وناقش معه التعاون المشترك، وأشاد بقرار خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تعيين نساء بمجلس الشورى، مشجعا على المزيد من الإصلاحات.
كما شدد الوزير الأمريكي على مواصلة دعم المعارضة السعودية والضغط على الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي رده على أسئلة حول طبيعة المساعدات الدولية للمعارضة السورية قال الفيصل إن بلاده تبذل قصارى جهدها لتوفير مساعدات إنسانية للسوريين قبل أن يستطرد بالقول «نعتبر ما يجري في سوريا مجزرة، وقتل لا بد أن يتوقف، ولا يمكن الصمت إزاء ما يحدث وعلينا واجب حماية هذا الشعب».
وتابع «لم أر في التاريخ ما يشبه قيام نظام باستخدام أسلحة إستراتيجية وصواريخ لضرب شعبه، ونحن لا يمكننا مواصلة الحديث فقط عن المساعدات الطبية والغذائية، لا يمكن لأحد التصرف بهذه الطريقة وأن يظل قائدا لبلاده، الأسد فقد السلطة على كل سوريا».
أما كيري، فرد على السؤال نفسه بالقول إن الأسد «يدمر بلده وشعبه»، ولكنه شدد على ضرورة ضمان وصول السلاح في سوريا إلى من وصفها بـ «جهات معتدلة» في المعارضة السورية.
وحول الملف الإيراني شدد كيري على أن المباحثات مع إيران «لن تكون دون نهاية»، محذرا من أن السباق النووي في المنطقة - في حال حصوله - قد يسمح للمتطرفين بتطوير ما وصفها بـ «قنبلة قذرة».
وفي السياق ذاته، قال الفيصل، معلقاً على المباحثات الدولية مع إيران حول ملفها النووي «لا بد أن يكون لأي مفاوضات نهاية ووقت محدد، لا يمكن أن تكون مجرد تبادل للحديث دون توقف، يجب علينا التباحث بجدية ووضع التزامات واضحة أمام الجميع، الموضوع ليس وجود جهة لتخادعنا بل يجب أن يكون هناك جدية وإبداء للنوايا لحل المسألة وهذه العوامل ليست موجودة مع الإيرانيين الذين لم يثبتوا لأي طرف جديتهم بالمفاوضات».
وأعرب الفيصل عن رفضه لـ «التفاوض لمجرد التفاوض»، وأضاف محذرا «إذا استمر الوضع على ما هو عليه سنجد أنفسنا أمام سلاح نووي.. يجب أن تفهم إيران وجود تفاوض محدود من الناحية الزمنية».
وقد اجرى كيري محادثات حول ايران وسوريا وقضايا اخرى مع نظرائه الخليجيين الذين اعلنوا تاييدهم تسوية النزاع السوري عبر الحوار مطالبين في الوقت ذاته بحماية دولية للمدنيين. والتقى كيري بشكل منفصل عددا من نظرائه الخليجيين . من جهة اخرى، التقى كيري الرئيس الفلسطيني محمود عباس على «الغداء» امس. وفي سياق دبلوماسي متصل، اجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند اتصالا هاتفيا تطرقا فيه الى «مواصلة التعاون لتطبيع الوضع في سوريا».
ميدانيا، تشن القوات النظامية السورية حملة عسكرية واسعة لاستعادة احياء خارج سيطرتها في مدينة حمص وسط سوريا، في حين يحقق المقاتلون المعارضون تقدماً في مدينة الرقة شمال البلاد.
وأدت أعمال العنف أمس الى مقتل 37 شخصاً بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي العراق، قال الرائد في قيادة عمليات الأنبار علي جوير ان «48 جندياً سوريا و7 جنود عراقيين قتلوا في كمين» قرب الرطبة غرب بغداد.
وأوضح مصدر آخر أن الكمين وقع «اثناء محاولة قوة عراقية اعادة الجنود السوريين الى بلادهم»، بعد ايام من اشتباكات مع المقاتلين المعارضين في مدينة اليعربية بمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا.
من جانب آخر، قال وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني نقولا نحاس إن من غير المتوقع أن يحقق اقتصاد بلاده نمواً كبيراً في 2013 بسبب انعدام اليقين الذي يسببه العنف الطائفي في سوريا.
من جانبه، قال وزير الصحة الأردني عبد اللطيف وريكات أن وزارته ستفتتح مركزاً صحياً شاملاً في مخيم الزعتري للاجئين السوريين خلال الأيام المقبلة لتخفيف العبء على المستشفيات الميدانية ومستشفيات المنطقة.