عواصم - (وكالات): قتل 5 أشخاص بينهم شرطيان وأصيب المئات في اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين في بورسعيد شمال شرق القاهرة.
وشارك الآلاف في تشييع المدنيين الثلاثة ضحايا الاشتباكات مع الشرطة التي وقعت أمس الأول مرددين هتافات تطالب برحيل الرئيس المصري محمد مرسي وتندد بوزارة الداخلية.
وكان 3 مدنيين وشرطيان قتلا في ساعة متأخرة من مساء امس الأول في اشتباكات ببورسعيد التي تشهد اضطرابات منذ نهاية يناير الماضي.
وفي هذه الأثناء تواصلت الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين أمام مديرية أمن بورسعيد التي تقع في منطقة بعيدة عن تلك التي تجري بها مراسم التشييع. وقال مسؤول أمني أن المتظاهرين ألقوا المولوتوف والحجارة على مقر مديرية الأمن، وهو ما ردت عليه الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع.
واشتعلت النيران في جزء من مبنى مديرية الأمن.
وبدأت الاشتباكات بعدما نقلت وزارة الداخلية من سجن بورسعيد إلى سجن آخر بعيد عن المدينة 39 من المتهمين في ما يعرف في مصر بـ»قضية مجزرة بورسعيد» وهو الهجوم على مشجعي النادي الأهلي مطلع فبراير 2012 في إستاد المدينة عقب مباراة لكرة القدم أمام النادي المصري البورسعيدي الذي أدى إلى مقتل 74 شخصاً من بينهم 72 تؤكد رابطة مشجعي الأهلي المعروفة بـ»التراس أهلاوي» أنهم ينتمون إليها.
وتصدر محكمة جنايات بورسعيد السبت المقبل حكمها في القضية بعد أن قررت في 26 يناير الماضي الحكم على 21 متهماً بالإعدام وأحالت أوراقهم إلى مفتى الجمهورية للتصديق على قرارها وفقاً لما يقضي به القانون المصري. وجرى العرف أن يؤيد المفتي قرارات الإعدام التي يتخذها القضاء.
وكانت مدينة بورسعيد شهدت عقب صدور هذه الأحكام تظاهرات واشتباكات مع الشرطة أدت إلى مقتل أكثر من 40 من أهالي المدينة التي تتواصل فيها حركة عصيان مدني بدأت قبل أكثر من أسبوعين احتجاجاً على سياسات الرئيس محمد مرسي.
وفيما قال مسؤول في وزارة الداخلية إن «الشرطيين قتلا جراء طلقات نارية في الرأس والعنق»، صرح رئيس هيئة الإسعاف المصرية محمد سلطان إنه من ضمن 586 أصيبوا في المواجهات العنيفة، أصيب 16 بالرصاص الحي، و27 آخرين بطلقات الخرطوش.
ومع تجدد الاشتباكات في بورسعيد أصدر الجيش المصري بيانا تعهد فيه الحفاظ على أرواح وممتلكات أهالي المدينة.
واتهمت وزارة الداخلية المصرية «عناصر مجهولة» بإطلاق النار على قوات الجيش والشرطة في بورسعيد بغرض أحداث وقيعة بين المؤسستين، بعد تقارير صحافية غير مؤكدة عن اشتباكات بين الطرفين . ولم تتأثر حركة الملاحة في قناة السويس، الممر المائي الحيوي للتجارة العالمية بالأحداث، حسبما قالت هيئة القناة.
واندلعت أيضاً اشتباكات في القاهرة بين الشرطة ومتظاهرين قرب ميدان التحرير. وأحرق متظاهرون غاضبون سيارة للشرطة قرب أحد مداخل الميدان الذي فتحته الشرطة للمرور لبضع ساعات قبل أن يغلق مجدداً، فيما عاد الهدوء إلى التحرير أمس.
كما أشعل محتجون مجهولون يرتدون أقنعة سوداء أمس سيارة شرطة فوق جسر 6 أكتوبر بالقرب من ميدان التحرير. وتشهد مصر اضطرابات منذ نهاية العام الماضي.
ووقعت اضطرابات كذلك في دلتا النيل حيث شهدت مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية نهاية الأسبوع الماضي اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين أسفرت عن مقتل شخص وإصابة العشرات.
من جهته، دعا عضو جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة عمرو موسى إلى تأجيل الانتخابات التشريعية في مصر حيث «الأمن مهدد في ربوع البلاد والدماء تسيل والوضع الاقتصادي ينهار».
وتساءل موسى، المرشح الرئاسي السابق، في حسابه على موقع توتير «كيف تجرى الانتخابات والدماء تسيل والنظام لا يتعامل مع طلبات المعارضة المستندة إلى مطالب الشعب، كيف تجرى الانتخابات والأمن مهدد في ربوع الوطن كيف تجرى الانتخابات والموقف في بورسعيد مأساوي والشهداء يتساقطون في شوارعها وفى أكثر من محافظة من المحلة الكبرى للمنصورة وغيرها، كيف تجرى الانتخابات والوضع الاقتصادي ينهار والخدمات تتهاوى».
من جهة أخرى، بحث رئيس الوزراء المصري هشام قنديل مع نظيره العراقي نوري المالكي في بغداد تزويد المصافي المصرية بالنفط العراقي، وسط تأكيد الجانبين على دعم «الحل السياسي» للازمة السورية.