أعلنت فرنسا أمس عن مقتل عشرات المتشددين في المرحلة الأكثر دموية حتى أمس في النزاع الذي تشهده مالي، وسط غموض حول ما اذا كان القيادي مختار بلمختار من بينهم. وكرر رئيس تشاد ادريس ديبي اتنو اعتقاده أن بلمختار قتل في معارك طاحنة جرت في جبال ايفوقاس في المنطقة الحدودية مع الجزائر. وأكد ديبي أن حكومته امتنعت عن عرض جثته احتراماً للعادات الإسلامية. ونشرت اذاعة فرنسا الدولية «ار اف اي» صورة التقطها جندي تشادي لما يعتقد انه جثة بلمختار وهو العقل المدبر للهجوم على حقل غاز جزائري في يناير الماضي الذي أدى إلى مقتل 37 رهينة اجنبية.
لكن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان ذكر أن مقتل القيادي الجزائري ليس مؤكداً.
وكان مصدر في تنظيم القاعدة في المغرب أكد مقتل قيادي آخر هو عبد الحميد ابو زيد وشدد على أن بلمختار حي وما زال يقاتل.
وما زالت فرنسا تعتبر المعلومات حول مقتل ابو زيد وبلمختار غير مؤكدة.
وكانت عائلات أربعة من الرهائن الذين يعتقد انهم محتجزون في منطقة ايفوقاس دعت الى توقف العمل العسكري لإفساح مجال أمام التفاوض للإفراج عنهم. وأعرب لودريان عن اعتقاده بأن الرهائن الفرنسيين البالغ عددهم 15 ويحتجزون في مختلف انحاء افريقيا ما زالوا أحياء. وقال «بلغتنا مؤشرات بهذا الخصوص لكنني لا أريد افصاح المزيد».
وقدرت تشاد التي خسرت 27 جندياً في المعارك، حصيلة المتشددين القتلى في ايفوقاس بنحو 70 مؤكدة أسر 8. وأكد وزير الخارجية التشادي موسى فاكي ان بلاده تتوقع «خسائر» في تدخلها شمال مالي مؤكداً أن هذه المجازفة ضرورية لتجنب «انتشار خطر الإرهاب». وقتل 3 جنود فرنسيين منذ بدء التدخل العسكري الفرنسي في يناير الماضي رداً على تقدم مئات المقاتلين وغيرهم الى الجنوب بعد استيلائهم على شمال مالي العام الماضي.
وذكر مسؤولون فرنسيون ان عمليتهم في ايفوقاس التي عثرت فيها قواتهم على اكثر من 50 مخبأ للاسلحة أكدت اسوأ مخاوفهم بخصوص المستوى «الصناعي» لنشاط القاعدة في بلاد المغرب وحلفائه في مالي.
على صعيد آخر أعلن المتمردون الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير ازواد أنهم طلبوا من مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في «الجرائم التي قد ارتكبها الجيش المالي».
«فرانس برس»