إن النظر إلى العمل التربوي على أنه عملية دينامية تنمو وتطور وتتفاعل مع ما يحيط بها تأثراً وتأثيراً يجعل المدرسة مدعوة إلى التفكير بشكل دائم في سبل تطوير أساليب التدريس وآليات اكتساب المعرفة بما يمكنها من الاستجابة لانتظارات المجتمع المتغيرة من عصر إلى آخر ومسايرة إيقاع التحولات المتسارعة التي يمر بها العالم .
ولعل الارتقاء بأداء المدرسة إلى الأفضل يمر بالضرورة عبر تطوير كفايات جميع العاملين في المجال التربوي والعمل على توفير الموارد البشرية رفيعة الأداء مؤمنة بجدول تعلم مدى الحياة منخرطة في مجتمع المعرفة.
ولعل ما دأبنا علية في وزارة التربية والتعليم من تنظيم مؤتمر سنوي يعنى بالقضايا التربوية ليعكس حرص الوزارة الدائم، ضمن رسم ملامح مدرسة المستقبل، على المضي قدماً في مسالك التطوير والتحديث، بما توفره فعاليات المؤتمر من مناخات جدية للنقاش والحوار وتبادل الأفكار والرؤى ووجهات النظر، بما تتيحه من فرصة ثمينة لمواكبة ما يستجد في مجال التعلم والتدريس من مقاربات إبداعية وممارسات تجديدية ناجحة وتجارب متميزة، من شأنها أن تعزز انخراط معلمينا في ثقافة المنافسة والإبداع وتنمي لديهم المبادرات الإيجابية ومهارات الابتكار اللامحدودة .
وإنا على يقين أن المؤتمر التربوي السادس والعشرين، باختياره تسليط الضوء على قضايا التعلم والتدريس، سيسهم في تعميق أفق النظر إلى العملية التعليمية في ضوء ما تقتضيه المدرسة الحديثة من هوية مهنية جديدة، قوامها تعزيز انخراط المتعلمين النشط في عملية التعلم ، وتشجيع قيم المنافسة الصحية داخل المجتمع المدرسي، واستحداث بيئات مستدامة تحتضن الممارسات الإبداعية للمتعلمين وتدعم التدريس الإبداعي.
وإنا، إذ نتطلع إلى ما يمكن أن يعرض هذا المؤتمر من أفكار وتصورات، ويفتح من آفاق، لا يسعنا إلا أن نقدم الشكر الخالص إلى جميع القائمين على إعداده وهندسة محاوره وفقراته، والمشاركين في تصميم مضامينه، على جهدهم الكبير ومساعيهم الحميدة التي بذلوها لإنجاحه.
* وزير التربية والتعليم