كتب ـ أحمد الجناحي:
«لن تصمد أمامي سوى دقيقة» يقول أحد الأطفال لشقيقه ويجيبه هو «سأقضي عليك بضربة واحدة» ويبدأ الشجار، وغالباً ما ينتهي بتدخل الأب أو الأم لفض الاشتباك لاعنين كل برامج «الآكشن» التي عودت أطفالهم على السلوك العنيف.
جابر مراد طفل في الرابعة يجهد والده لمنعه من مشاهدة أفلام الكرتون ويقول «تصرفاته لم تعد تطاق، دائماً يضرب أولاد الجيران»، فيما يظن الطفل سعد التميمي نفسه «سوبر مان» ويهدد والدته دوماً «سأقفز من الدريشة وأطير».
عبدالله الخالدي رمى شقيقته الصغيرة بكأس العصير وكاد يفج رأسها، بينما أخذت نوف الخالدي طفلها إلى طبيب خشية إيذاء نفسه من سلوكه العنيف جراء متابعته أفلام العنف.
«الآكشن» هوس الأطفال
جابر مراد طفل لا يتجاوز الرابعة من عمره، والده يمنعه من مشاهدة أفلام الكرتون والسبب «تصرفات جابر لا تطاق، دائم الحراك والعراك والغلبة، والجيران يشكون دوماً من ضرب جابر لأبنائهم، وكل ذلك بسبب ما يتعلمه من أفلام الكرتون الخرافية».
الطفل سعد التميمي يرى نفسه «سوبر مان» ويهدد والدته بين الحين والآخر «سأقفز من الدريشة وأطير»، ووالدته تخشى أن يفعلها يوماً، ودائماً تنصحه «ماما هذا كارتون.. ماما هذي مو حقيقة».
ينتاب أم سعد نوبات من الفزع كلما رأت ابنها قرب النافذة، وأخيراً حسمت أمرها وضربت موعداً مع طبيب نفسي ليكشف على حال ابنها.
ويهدد أبو عبدالله الخالدي بكسر جهاز التلفزيون، بسبب ما تعرضه أحد قنوات أفلام «الآكشن» من مشاهد عنيفة، العنف الذي أدى لأن يرمي عبدالله كأس العصير على أخته الصغيرة وهو يردد «سأقضي عليك بضربة واحدة!».
بوابة العنف الواسعة
نوف الذوادي تحكي قصة ابن خالها «يونس متعلق بالتلفاز، يتابع القنوات دون ملل ولا يهتم لشيء سوى التلفاز»، وتقول «الغريب أن يونس لا يلتفت لأحد عند مناداته ولا يهتم لأحد، ويضرب من يحاول أن يبعده عن التلفاز».
وتضيف نوف «أخذه والده لطبيب استشاري خوفاً عليه من مرض التوحد، لكن الطبيب بين أن وضع الطفل طبيعي، ويجب أن يبتعد عن شاشة التلفاز».
سارة عبدالرحمن أم لطفلين لا ينامان إلا بعد سماع قصص الآكشن «أطفالي يحبون قصص الآكشن التي تنشرها إحدى مجلات الأطفال ولا ينامون إلا بعد سماعها».
وتقول «المصيبة أن مديرة المدرسة استعدت سارة بسبب ضرب ابنها لأحد زملائه، والتبرير كان ماما أنا ضربته لأن اسمه جاسم مثل الشرير اللي بالقصة»، وبذلك حرم الطفلان من قصص «الآكشن» وأصبحا ينامان على صوت المكيف فقط، وإذا عرف السبب بطل العجب!.