قالت مديرة إدارة الإشراف التربوي بوزارة التربية والتعليم د.نورة الغتم إن الوزارة واعية بأهمية أن تبنى مدارس الغد على استزراع قيم الإبداع المتنامي والانخراط النشط والتنافس الصحي، مؤكدة أن النظر إلى تجويد مدخلات التعلم وتطوير مخرجاته ينبغي ألا يكون بمعزل عن الثقافة الإبداعية.
وأشارت د.نورة الغتم، على هامش المؤتمر التربوي السادس والعشرين، إلى أننا ننشد مدرسة يفسح فيها المجال لمختلف صنوف الإبداعات في الممارسة التدريسية، ويحتفى فيها بإبداعات الطلبة وإنتاجاتهم الابتكارية، وتصمم أنشطة التعلم فيها على أساس تعزيز المشاركة التفاعلية للطالب وضمان الاستثمار الأمثل لطاقاته وقدراته.
وكانت لنا وقفة مع د.نورة الغتم للاطلاع على المفاهيم الحقيقية التي يركز عليها المؤتمر.
اختار المؤتمر التربوي في دورته الحالية التركيز على ثلاثة مفاهيم أساسية هي الإبداع المتنامي والانخراط النشط والتنافس الصحي، فما الأهمية التي تكتسيها هذه المفاهيم في مجال التعلم والتدريس من وجهة نظركم؟ ولمَ تم التركيز عليها بشكل خاص في هذا المؤتمر؟
من منطلق إيماننا بدور المؤتمر في تطوير الثقافة التربوية للمعلمين وإتاحة الفرصة أمامهم لمواكبة آخر المستجدات في مجال التعلم والتدريس، اخترنا التركيز على هذا المثلث المفاهيمي (الانخراط، الإبداع، التنافس) الذي يشكل كل ضلع من أضلاعه الثلاثة واحدة من أبرز المسائل التربوية المعاصرة التي ينهض عليها التعلم والتدريس في مجتمع ما بعد الحداثة. ولعل الاهتمام الكبير بهذه المفاهيم في الكثير من الدول الموسومة أنظمتها التعليمية بالجودة والتطور يؤكد أهميتها والدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه في وضع اللبنات الأولى للمجتمع المبدع.
ونحن، وإن سرنا في الاحتفاء بهذه المفاهيم على سمت الأنظمة التربوية المتقدمة على الصعيد العالمي، واعون بأهمية أن تبنى مدارس الغد على استزراع قيم الإبداع المتنامي والانخراط النشط والتنافس الصحي.
كيف يمكن من وجهة نظركم أن يؤدي الاهتمام بالإبداع والانخراط والتنافس إلى تطوير الممارسات التعليمية في مدارسنا؟
إن النظر إلى تجويد مدخلات التعلم وتطوير مخرجاته ينبغي ألا يكون بمعزل عن الثقافة الإبداعية. فالمدرسة التي ننشد ونحن نلج العشرية الثانية من القرن الحادي والعشرين هي مدرسة يُفسح فيها المجال لمختلف صنوف الإبداعات في الممارسة التدريسية، ويحتفى فيها بإبداعات الطلبة وإنتاجاتهم الابتكارية، وتصمم أنشطة التعلم فيها على أساس تعزيز المشاركة التفاعلية للطالب وضمان الاستثمار الأمثل لطاقاته وقدراته، وهي مدرسة تتوفر فيها البيئات المناسبة لاحتضان الممارسات الإبداعية وتنميتها داخل ما بات يُعرف بمزارع التدريس الإبداعي. وهي إلى كل ذلك مدرسة تجعل التعلم متمركزاً حول الطالب بما يعزز لديه الانخراط النشط في عملية التعلم، وترسي دعائم تنافس صحي داخل غرف الصف، مما يفضي بنا إلى إذكاء الجينات الإبداعية لجيل الغد، والانتقال من ثقافة التحصيل إلى ثقافة الابتكار والتفكير.
إن مراعاة هذه المفاهيم المعاصرة في عملية التدريس من شأنها أن تطور استراتيجيات التعلم والتعليم في مدارسنا وتجعلها مسايرة لوتيرة التطور العلمي والتقني المتسارعة، مستجيبة لما ينتظره مجتمع ما بعد الحداثة ولما يفرضه من تحديات.