يتنافس 1556 متسابقاً ومتسابقة من مختلف الفئات العمرية، في التصفيات الأولية لمسابقة البحرين الكبرى الثامنة عشرة لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، في الفترة من 2 إلى 14 مارس الحالي، والتي تنظمها وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بالتعاون مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، برعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.
واعتمدت إدارة شؤون القرآن الكريم عدداً من المراكز القرآنية للتصفيات، منها: مركز عبدالله بن مسعود، ومركز شيخان وشريفة الفارسي للذكور، ومركز سارة، ومركز الشفاء للإناث، وذلك تسهيلاً على المشاركين ولاستقطاب أكبر قدر ممكن منهم. وتستمر التصفيات الأولية لينقل الفائزون في هذه التصفيات إلى المرحلة الثانية المزمع عقدها في 2 مايو في حين سيكون الحفل الختامي في شهر رمضان من هذا العام.
ونظمت إدارة شؤون القرآن الكريم مؤخراً دورة متخصصة في مهارات التحكيم في مسابقات القرآن الكريم، أدارها المشرف التربوي بوزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية الشيخ محمد مكي بن هداية الله، بهدف رفع الكفاءة العلمية والتطبيقية لدى المحكمين، واستهدفت الدورة 50 محكماً ومعداً للمسابقات القرآنية إضافة إلى موجهي مراكز التحفيظ.
وقال مدير إدارة شؤون القرآن الكريم الشيخ عبدالله قحطان العمري إن الدورة الأولى من المسابقة أقيمت تحت رعاية المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة -طيب الله ثراه-، والذي أثر عنه رحمه الله قوله «خدمة القرآن الكريم شرف لا يدانيه شرف»، لتصبح مسابقة سنوية كبرى يتنافس فيها أبناؤنا في حفظ القرآن الكريم وتجويده، وظلت هذه الرعاية قائمة، والمسابقة حظيت باهتمام ومتابعة خاصة من الديوان الأميري (آنذاك)، حتى تسلم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة – عاهل البلاد المفدى مقاليد الحكم في البلاد، وحينها أصبحت المسابقة تحت رعاية جلالته، وحظيت بذات الرعاية والدعم الكريم من الديوان الملكي. وفي هذا دلالة واضحة على اهتمام القيادة الحكيمة بالقرآن الكريم، ورعايتهم لشؤونه، ورغبتهم الصادقة في أن ينهل الناشئة والشباب وجميع أفراد المجتمع من معينه الصافي، وأن يتربوا على منهج القرآن الكريم وعلى حقائقه الخالدة وهديه القويم، وأن نأخذ بأيديهم من أجل هذه الغايات النبيلة. وفي هذه الرعاية الكريمة قيمتها المعنوية في استمرار هذه المسابقة وإقبال الجماهير عليها عاماً بعد عام. وأوضح عبدالله العمري أن الدورة الأولى للمسابقة انطلقت عام 1996، ولم يتجاوز عدد المشاركين آنذاك (55) متسابقاً كلهم من الذكور، لأن فروع المسابقة اقتصرت على الذكور بالأساس في البداية. وانطلقت المسابقة في التطور حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم بمشاركة كبيرة من مختلف الفئات والأعمار بلغت 1556 متسابقاً ومتسابقة.
أهداف استراتيجية
وعن أهداف المسابقة قال مدير شؤون القرآن لقد حملت المسابقة منذ انطلاقتها الأولى عدداً من الأهداف بعيدة المدى، يأتي على رأسها الرغبة في خدمة كتاب الله عز وجل والعناية به حفظاً وعلماً وعملاً. وكذلك حث الناشئة على حفظ كتاب الله عز وجل ومدارسته والعناية به. إضافة إلى تربية النشء على حقائق الكتاب العزيز والسنة المطهرة، وعلى مبادئ الإسلام وشرائعه السمحة. كما تهدف المسابقة بشكل مباشر إلى تبني نوعية متميزة من حفظة كتاب الله وإعدادهم ليكونوا دعاة خير وعامل إصلاح في مجتمعهم وأمتهم.
ويضيف العمري قائلاً: وكما هو واضح من أهداف المسابقة فإن المسابقة تسعى لتعزيز حضور مملكة البحرين في المسابقات الإقليمية والعالمية، والسعي لتحقيق مراكز متقدمة فيها. وقد أسهمت مسابقة البحرين الكبرى في تحقيق هذا الهدف بشكل كبير فعدد المراكز المتقدمة التي حققتها مملكة البحرين أكثر من 30 مركزاً متقدماً في مسابقات القرآن الكريم الدولية منذ العام 2002، فكثير ممن شارك في هذه المسابقات قد سبقت له المشاركة والفوز في مسابقة البحرين الكبرى، وبالتالي يمكن القول أن مسابقة البحرين كانت جسراً لهؤلاء المتسابقين للوصول إلى المسابقات العالمية.
تطوير مهارات المحكّمين
وعن مهام لجنة التحكيم ودور الوزارة في الارتقاء بمهارات المحكمين أشار الشيخ عبدالله قحطان العمري إلى أن لجان التحكيم تتولى مهمة إعداد أسئلة المسابقة لجميع الفروع، وتقييم المرشحين في التصفيات الأولى والنهائية، ومراجعة هذه النتائج قبل اعتمادها. ويشترط في عضو لجنة التحكيم عدد من الاشتراطات أهمها أن يكون حاصلاً على أحد المؤهلات المعتمدة في مجال القرآن الكريم مثل بكالوريوس علوم القرآن، أو الإجازة أو شهادة التلاوة أو شهادة حفظ القرآن الكريم. وألا تقل خبرته في تدريس القرآن الكريم عن 5 سنوات، وألا تزيد عدد مشاركاته السابقة في عضوية لجنة التحكيم في هذه المسابقة عن 5 مرات.
من جانب آخر، قال عضو لجنة التحكيم في فرع حفظ القرآن الكريم كاملاً الشيخ وليد جناحي: جاءت المسابقة هذا العام بشكل عام بمستوى جيد جداً، ولم ترتق إلى درجة الامتياز وإن كنا نطمح لذلك، وربما يعود السبب إلى بعض الانسحابات من قبل بعض الطلاب بعد تسجيلهم، أما بخصوص المستويات فالتقارب شديد ومستوى المشاركين ممتاز في معيار الحفظ والأداء.
وأشار جناحي إلى أن مسابقة هذا العام جاءت بأفكار ممتازة جداً، بحيث نظمت إدارة شؤون القرآن الكريم بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف دورات تدريبية للمحكمين قبيل انطلاق المسابقة، والتي من شأنها أن ترفع مستوى التحكيم وتوحد المعايير وأداء جميع اللجان، فساهم هذا الاهتمام بلجان التحكيم في ارتقائهم وحرصهم على جودة الأداء.
وعن الرعاية الملكية السامية، قال: من الطبيعي جداً وجود هذا الاهتمام من قبل القيادة الرشيدة لكل ما يدعم مسيرة نهضة أبناء هذا الوطن الغالي، فحين تحظى هذه المسابقة برعاية واهتمام حضرة صاحب الجلالة لاشك أنها تحفز وتشجع على زيادة في التنافس الإيجابي والمشاركة، وإن كنا نطمع بزيادة الحوافز والجوائز التي تُرصد للمسابقة، إلا أن وجود هذه المتابعة والحرص بحد ذاته يضيف الشيء الكبير على المسابقة.
إلى ذلك أكد الشيخ خالد القحطاني عضو لجنة التنظيم أن زيادة عدد الفروع وتنوعها يضيف قيمة نوعية للمسابقة، ويساعد بشكل كبير على زيادة التحفز والتنافس بين المشاركين.
وبشأن المشاركة والإقبال على المسابقة، يقول القحطاني: التسجيل المبدئي ممتاز جداً، لكن بعد ذلك ترى الانسحابات تزداد بشكل مفاجئ، وأرجح سبب ازدياد الانسحابات إلى قلة الثقة بالنفس لدى المشاركين وعدم تهيئتهم نفسياً، مشيداً في ذات الوقت بالتزام غالبية المشاركين بجولات المسابقة.
وعن رضا أولياء الأمور وانطباعاتهم بشأن الدورة الثامنة عشرة من المسابقة، يقول السيد جابر محمد عبدالله، ولي أمر أحد المشاركين: إن وجود مقار للتصفيات في عدد من المناطق يعد أحد النقلات النوعية للمسابقة فبالنسبة لنا أولياء الأمور يهمنا كثيراً قرب لجان التحكيم من مناطقنا السكنية، بعكس ما كانت عليه في مسابقة العام الماضي واقتصارها على مركز أحمد الفاتح الإسلامي.
ووجه السيد جابر شكره إلى وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف ممثلةً في إدارة شؤون القرآن الكريم على حرصها ورعايتها لكتاب الله عز وجل، وسعيها لغرس محبة كتاب الله في نفوس أبنائنا من خلال إقامة مثل هذه البرامج والمحافل التنافسية، أما بخصوص المسابقة فقد ارتقى أداؤها هذا العام مقارنة بالعام الماضي، وذلك من خلال اهتمام القائمين عليها وحرصهم على الظهور بمستوى يليق باسم المسابقة التي تحظى باهتمام ورعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بشكل مباشر.
ويقول الطالب بدر ناجي الحسين الذي شارك في فرع حفظ القرآن الكريم كاملاً: كانت أسئلة لجنة التحكيم متنوعة ومستواها كان متوسطاً، وقد شاركت في فرع حفظ العشرين جزءاً وأجد المسابقة هذه السنة أفضل من حيث التنظيم والاهتمام بالمتسابقين، حيث تم إضافة مراكز اختبار في مساجد غير مركز أحمد الفاتح مقارنةً بالعام الماضي، كما تم نقل فترة الاختبار من الصباحية إلى الفترة المسائية، وهذا يسهل علينا عملية المشاركة.