قال شيوخ وعلماء دين إن «حفظ القرآن سنّة متبعة، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد حفظ القرآن الكريم بل وكان يراجعه جبريل عليه السلام في كل سنة»، مشيرين إلى أن «حفظ كتاب الله ينجي صاحبه من النار، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق»». وأشاروا إلى أن «القرآن يأتي يوم القيامة شفيعاً لأهله وحفّاظه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه»، كما إن القرآن يرفع صاحبه في الجنة درجات كما في الحديث: «يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقَ، ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها»». وأضافوا أن «حافظ القرآن يستحق التوقير والتكريم لما جاء في الحديث: «إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه»، كما إن «حفظة القرآن هم أهل الله وخاصّته، ففي الحديث: «إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ»».
وذكروا أن «من حفظ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه، إلا أنه لا يوحى إليه، وحافظ القرآن رفيع المنزلة عالي المكانة، ففي الحديث: «مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة»».
وأوضح العلماء أن «حفظ القرآن رفعة في الدنيا أيضاً قبل الآخرة. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين»»، موضحين أن «حافظ القرآن أحقّ الناس بإمامة الصلاة التي هي عمود الدين كما في الحديث: «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله»».
وتابعوا أن «الغبطة الحقيقية تكون في حفظ القرآن، ففي الحديث: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار»». وشددوا على أن «حفظ القرآن وتعلمه خير من الدنيا وما فيها، ففي الحديث: «أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل»». وقالوا إن «حافظ القرآن أكثر الناس تلاوة فهو أكثرهم جمعاً لأجر التلاوة، ففي الحديث: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها»».
وخلص العلماء إلى أن «حفظ القرآن سبب لحياة القلب ونور العقل، فعن قتادة قال: «أعمروا به قلوبكم، وأعمروا به بيوتكم»، وعن كعب رضي الله عنه قال: «عليكم بالقرآن فإنه فهم العقل، ونور الحكمة، وينابيع العلم، وأحدث الكتب بالرحمن عهداً، وقال في التوراة: «يا محمد إني منزل عليك توراة حديثة تفتح بها أعيناً عمياً وآذاناً صمّاً وقلوباً غلفاً»».