كتب - علي الشرقاوي:الذهاب إلى أية بقعة جديدة من الأرض، هو ذهاب إلى مواطن أهلك وطفولتك وأحلامك، حتى لو كان أهل هذه الأرض لا يتكلمون لغتك ولا يدينون بدينك وتقاليدهم غير تقاليدك وعاداتهم غير عاداتك. الذهاب إلى المدن التاريخية التي سكنت أقاصي ذاكرتك، كأنك ذاهب إلى أجدادك لترى حياتهم وما كانت عليه في الفترة السابقة من الزمن، وما أصبحوا عليه الآن.كانت دعوة كريمة تلقيتها من المكتبة العامة في صور، عبر رئيسها الناقد د.سالم بن سعيد العريمي ومن خلال الشاعر العماني محفوظ الفارسي، الذي التقيته في مسقط وصحار، في لجنة تقييم شعراء العامية العمانيين الداخلين في مسابقة مهرجان الشعر العماني في دورته الثامنة، حيث عمل على الاتصال وإتاحة الفرصة لي للوصول إلى صور المدينة وصور الإنسان.حب قديم يخرج من القشرةقبل الحديث عن صور، أحب أن أؤكد أني أحببتها قبل أن أراها، أحببتها منذ نهاية الخمسينات، من خلال أحد العمال العمانيين الذين يأتون إلى القهوة التي يديرها عمي علي بن جاسم، وكنت أعمل على مساعدته في إيصال الشاي و”الشربت” و”النخي” إلى رواد القهوة، حيث كان موقع شركة كريبال، قبل أن تسيطر عليها شركة كريمكنزي، حالياً مجمع يتيم وسط المنامة.العماني سيف، وكأنما لا يريد أن تختفي عن ذاكرته، كان يحدثني ناسياً أنه يتحدث مع طفل لم يتجاوز الثامنة، يتحدث بحب عن أرض عمان وجبالها وسواحلها، وعن تاريخ مدينة صور، عن سفنها التجارية ورحلاتها البحرية إلى الهند والصين وأفريقيا والبحرين والبصرة والكويت وسواحل فارس.بالإضافة إلى الفنان الكبير سالم الصوري الذي كان من أهم الشخصيات التي ساهمت في إثراء الحركة الغنائية قي البحرين والكويت وقطر، حيث كان المعبر عن روح الترابط بين أبناء الخليج العربي، قبل أن تتكون فكرة مجلس التعاون كان الخليجي بامتياز.صدى الداخل يشعل الخارجالواقع أن ولعي الشديد لمعانقة صور لم يتركني أنام، قرأت وتابعت الأفلام، في الساعة الخامسة كنت على أهبة الاستعداد وخرجت مع السائق، أوصلني إلى المطار وتركني هناك، ثم ذهبت لإنهاء الإجراءات، فقال لي إن تذكرتك تقول المغادرة في الثامنة وعشر دقائق مساء، قلت له لا بأس بعدها تركت أغراضي وأخذت بطاقة الصعود إلى الطائرة، اشتريت قهوة أمريكية مركزة، وعدت إلى البيت لأنام وأعود ثانية مع الصديق الفنان محمود العلوي للمطار في المساء.رحلة هادئة الإيقاعاستغرقت الرحلة حوالي ساعة وربع تقريباً، كنت خلالها أعود بذاكرتي إلى العمانيين الذين مروا في حياتي من أصدقاء الطفولة، في الحورة وبالذات عبدالله العماني العامل الذي تعلمنا منه شيئاً من طبيعة الحياة في عمان، إلى عمر لاعب فريق العربي إلى المثقف العماني عبدالرحيم الهندي وغيره الكثير ممن سكنوا الذاكرة ولم يغادروها.شاي كرك على الماشيفي مطار مسقط كان ينتظرني الشاعر العماني الشاب عمر العريمي، أخذني في سيارته إلى صور العفية وتبعد عن مسقط حوالي 150 كيلو متر، بمعنى تحتاج إلى ساعتين من السياقة، ولأن المسافة ليست بالقصيرة بالنسبة لي طبعاً، تزودنا قبل الرحلة بوجبة بسيطة تتكون من خبز رقاق ولبنة وزعتر، هذه الوجبة ذكرتني بأول سفرة إلى بيروت عن طريق دمشق، حيث وصلنا شتورا وهناك أكلنا مثل هذه الوجبة، وكان سعرها آنذاك ربع ليرة لبنانية، ومع الزعتر العماني كان هناك شاي الكرك وتعودت على شربه يومياً وأنا بطريقي إلى جريدة الوطن. موانئ مفتوحة على بحر السماءعندما ينطق شخص ما كلمة صور، تستطيع أن تتخيل أيادي الجبال التي تستقبل السفن العابرة من كل المحيطات، وتضعها على الساحل، وتطعمها المحبة قبل الطعام، صور هي إحدى الولايات في سلطنة عمان، منذ أزمنة سحيقة على طول شواطئ الخليج وجنوب أفريقيا وشبه القارة الهندية وآسيا وحملت سفن “الغنجة والبغلة” الصورية اسم عمان في عرض البحار والمحيطات، ومازالت كما شاهدتها تحتضن السفن كما تحتضن الأم أطفالها، ماهرة في صناعة السفن وإدارتها، جريئة في اقتحام الأمواج والتعامل مع العواصف، أساطيلها الشراعية سيطرت على التجارة في مياه الخليج، والمدن التي تصل إليها، وكما سكانها إن سار البحارة بالمركب إلى عرض البحر ما عليهم سوى ترك الدفة تأخذهم بالأشرعة المفتوحة للريح، ويصلون إلى مدينة بومباي.70 ألفاً يسكنون قلب المحبةلمن لا يملك المعلومات عن هذا الميناء العظيم نقول إن ولاية صور تقع في الجانب الشمالي للساحل الشرقي من السلطنة، تنحصر من جهة الشرق بين بحر العرب من جانب وخليج عمان من جانب آخر، ومن الجهة الغربية تجاورها ولاية وادي بني خالد، ومن الشمال ولاية قريات التابعة لمحافظة مسقط، وجنوباً تجاورها ولايات الكامل والوافي وجعلان بني بوعلي وجعلان بني بو حسن، وهي تمتد من رأس الحد شرقاً إلى جبال بني جابر غرباً، ومن طيوي شمالاً إلى الفليج جنوباً، ويبلغ عدد سكانها حوالي 70 ألفاً و988 نسمة، يقطنون 112 قرية ومدينة.النوم في فندق العيجة بلازاعندما أوصلني مرافقي عمر العريمي إلى فندق العيجة بلازا، نمت سريعاً لأصحو في اليوم التالي ممتلئاً بالرغبة بكل ما يمكن مشاهدته، لبست ملابسي وخرجت طالباً المطعم، قيل لي إن المطعم خارج الفندق، هناك طلبت الأكل وبعده الشاي بالحليب، وكان المطعم يطل على ساحل بحري، كان في حالة جزر، هناك مجموعة من الفتية يتقدمون قريباً من الخور، والنوارس تطير آمنة بين البحر واليابسة.والعيجة تقع في الجهة المعاكسة لشاطئ صور ويمكن الوصول إليها عبر الطريق المعبد لمسافة 10 كيلو مترات، وكان العبور سابقاً بواسطة العبارة وإلى الآن تستخدم العبارة لنفس الغرض بجانب الطريق البري، وموقعها بين البحر والجبال جعلها معزولة في الماضي ولكنها محصنة بالأبراج.مكتبة صور العامةمجموعة من الشباب، عملوا على تشكيل مكتبة عامة خاصة بأهالي صور، بعد أن شعروا أنه من الضروري القيام بهذا الأمر المهم، آخذين على عاتقهم تقديم الخدمات للطلبة والباحثين في دراساتهم وأبحاثهم، ونشر الوعي الثقافي بين أبناء المجتمع، والإسهام في تربية النشء على الإطلاع والقراءة الجادة والواعية، وحث الشباب والنشء على استثمار أوقات فراغهم في اكتساب المعارف والمعلومات، ودعم الجهود المبذولة من قبل السلطنة في نشر العلم وتوسيع القاعدة التعليمية.كذلك العمل على غرس قيم الانتماء الوطني، والتعريف بدور عمان التاريخي والثقافي والتراثي عبر العصور وإسهامات العمانيين التاريخية. وللمكتبة أنشطة متعددة تشمل إعارة الكتب لطلبة العلم والباحثين، وتوفير المخطوطات للمشتغلين بتحقيق التراث والمساعدة في الوسائل السمعية والبصرية ذات المواد الثقافية المفيدة، وتأمين المكان الملائم للقراءة والاطلاع والبحث، والتشجيع على امتلاك وقراءة القصص والكتيبات الخاصة بالأطفال، وتشجيع النشء على مطالعتها، والاشتراك في الدوريات الثقافية، وتنظيم الفعاليات الأدبية والثقافية والبحثية على مستوى الولاية أو المنطقة، والمشاركة في الجهود الثقافية التي تنفذها المؤسسات العامة والخاصة، وإقامة الندوات والمحاضرات والدروس العلمية والأدبية سواء داخل المكتبة أو خارجها.أمسية في غرفة التجارةكانت الأمسية الحميمية في قاعة غرفة تجارة وصناعة مدينة صور، المجهزة تجهيزاً رائعاً بأفضل ميكرفونات الصوت، بسبب اعتمادها كقاعة مؤتمرات عالمية، ورغم العدد البسيط الذي حضر الأمسية، كان يكفي بالنسبة لي، لإلقاء بعض القصائد التي رأيتها مناسبة لهذا الحضور المبهج. وبعد الانتهاء من الأمسية، والأحاديث الخفيفة والدردشات مع بعض الحضور، أخذني د.سالم بن سعيد إلى أحد مجالس الشباب، وكان المجلس مواجهاً للبحر، وثمة شارع يفصله عن البحر، كان على طريقة المجالس البحرينية القديمة التي عرفناها في الخمسينات، في المحرق والحد والحورة والقضيبية، ربما مازالت موجودة في جو وعسكر والبديع والزلاق ن وبعض القرى الساحلية البحرينية.في هذه الجلسة الحميمية أجبت عن بعض التساؤلات عن وضع البحرين، وقلت إن البحرين قوية، أمام كل الظروف التي تمر بها، بل أصبحت أقوى، لأن المصاعب تعلم الإنسان معنى الوحدة في إيقاف كل ما يمكن أن يشكل خطراً على الإنسان. الجميل في هذا المجلس أني التقيت بأحد العمانيين من أهالي صور واسمه جمعة البلال، واعتبره ذاكرة أهل صور، لأنه يحفظ القصائد ويلقيها بشكل جميل، إضافة إلى تمكنه من غناء شعر الميدان الذي عرف به الشعب العماني، تمنيت في هذه اللحظة أن يكون معنا مذيع أو مصور تلفزيوني، لينقل هذا التراث الرائع إلى العمانيين والخليجيين والعرب والعالم.معلومة ضائعةفي يوم الجمعة كنت مدعواً لوجبة غذاء في بيت خال د.سالم العريمي، وهو الحاج أحمد مسلم العلوي، هذا الرجل يعتبر موسوعة متحركة بامتياز، تختزن الكثير من الذكريات والآراء والمعارف، بسبب أسفاره التي لا تتوقف إلا لتبدأ، ذكرني أحمد العلوي بالسندباد، وعندما جاء ذكر سمك التونة الذي عرفت بع منطقة صور، قال إن أهل الإمارات يسمون التونة قباب، وهنا تذكرت أننا أيضاً في البحرين كان لدينا سمك القباب ولكن لم نربطه بالتونة، لأننا كنا نعتبر التونة سمكاً لا يوجد في البحر العربي، خاصة أننا تعرفنا على التونة من خلال العلب الصغيرة التي تكون في أروع حالاتها، حينما نعصر عليها الليمون ونضع أمامنا كمية من البربير، يحيطها الخبز الإيراني الساخن.كان الحاج العلوي عائداً منذ فترة قصيرة من الهند، وبالضبط من بومباي، وأروني سفينة شراعية جميلة معلبة بصندوق زجاجي، ونصحني أن أحملها بيدي في الطائرة، ولأني لا أتبع النصيحة، وضعتها في الحقيبة، وعندي شيء من الثقة أنها لن تنكسر، خاصة أني أحطتها بثيابي وعلب الحلوى التي أهداني إياها الصديق سالم، لكنها وصلت البحرين بزجاج مكسور، حمدت الله أن السفينة لم تصب بأي خدش، وهي تبحر اليوم في فضاء غرفة أحفادي. سالم الصوري فخر المدينةعندما يحضر اسم سالم الصوري، تحضر معه بدايات التسجيل على أسطوانات القار، وترتفع معه أصوات الفنانين الذي ملأوا وجداننا بالمحبة، وأكثر المصادر عبر الإنترنت تشير إلى أن سالم الصوري ولد عام 1912 ونشأ وترعرع في مدينة صور، وتلقى تعليمه فيها خاصة حفظ القرآن الكريم ومبادئ الحساب واللغة العربية، وأبدى منذ صغره اهتماماً بالشعر العربي والثقافة العربية، لكنه لم يواصل تعليمه إذ جذبته الحياة العملية إليها وهو لم يزل في الثامنة من عمره، إذ اتجه إلى البحر والغوص والترحال وجاب وهو صغير العديد من المدن وتوقف عند الكثير من الموانئ شرقاً وغرباً من الهند إلى سواحل أفريقيا ودول الخليج، واطلع على ثقافات الشعوب وتراثها وعشق الموسيقى والغناء. وحتى بعد زواجه الأول وهو في ريعان الشباب عاود السفر من جديد حتى عام 1936، يومها كان شاباً يافعاً بدأ منذ ذلك الوقت الغناء عندما اشتهر في الهند والتقى هناك بعدد من مطربي الخليج واليمن، وبرزت موهبته في الغناء وتعلم العزف على العود وسجل أول أسطوانة له عام 1940، وأسس شركة تسجيل أسطوانات ساهمت في إنشاء الفن العربي، خاصة الصوت في الهند، وأحيا هناك العديد من الحفلات الغنائية.أسطوانته الأولى حملت العديد من المفاجآت أهمها أنه غنى عدداً من الأغنيات العربية لمطربين بارزين مثل “يا جارة الوادي”، وعلموه كيف يجفو لمحمد عبدالوهاب، وغنى لفريد الأطرش “يا ريتني طير” و”ليه تلوعني” لأم كلثوم.هذه المرحلة المهمة في حياته الفنية تؤكد مدى ثقافة هذا الفنان واطلاعه على أهم ما قدمه إعلام الغناء العرب.. وهو في تلك الفترة لم يكن مستعداً لتقديم أعمال خليجية، لكن الأسطوانة الثانية كانت نقطة تحول مهمة في حياته الفنية، إذ شملت عدة أعمال خليجية منها “بوراشد يقول”، “مسيت البارحة مجيور”، والأغنية الشهيرة “يحيى عمر قال”، كان ذلك عام 1945 وحققت له الأسطوانة شهرة كبيرة إذ اتبعها بعد عام بأسطوانة أخرى قدم فيها أغنيته الشهيرة “نايم المدلول”.بعد عدة سنوات في الهند اشتاق سالم الصوري إلى بلده عمان، وعاد إليها عام 1947 لكنه سرعان ما سافر إلى البحرين ليستقر هناك 21 عاماً، ويقدم خلال تلك الفترة مجموعة من أعماله الشهيرة ويزداد نجومية وتألقاً ومن أغانيه في تلك المرحلة “يا مركب الهند”، و”اصلني مرة” و”حبيب القلب”، وعاد إلى عمان عام 1971 ومثل السلطنة في العديد من المناسبات وقدم عبر إذاعة سلطنة عمان العديد من الأعمال الفنية الخالدة مثل “حبيبي اليوم ما شوفه”، “يا عمان فاخري بين الأمم” و”حيوا معي حبيب الشعب”، والعديد من الأعمال الفنية الرائعة، وانتقل إلى جوار ربه 16 نوفمبر 1979.«العواذل» أكثرها شهرةسالم الصوري مثال حي للمطرب الذي تحدى الحواجز وكسر المألوف وقدم أغان خالدة، ويعد واحداً من أهم رواد الأغنية في الخليج، وقد سجلت مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربية سهرة خاصة عنه، تضمنت عدة أغان من ألحانه أعاد غناءها عدد من المطربين الشباب والأغاني هي “يا مركب الهند” للشاعر يحيى عمر وغناها سالم اليعقوبي، و”يا حلوة يا جارة” كلمات سالم الصوري وغناها حكم عايل، “حبيبي اليوم” كلمات سالم الصوري غناها محمد المخيني، “حبيب القلب” كلمات عمر يافع غناها عبدالمحسن المهنا “يا رب سالك” كلمات يحيى عمر غناها عبدالله الشرقاوي، و”خلف الله” كلمات سالم الصوري وغنتها نوال.ومن الأغنيات الخليجية الكلاسيكية أغنية “ يا مركب الهند يا بودقلين ياريتني كنت ربانك” وهي من شعر يحيى عمر اليافعي وألحان سالم الصوري وغناها فنان العرب محمد عبده. داعية صور كانت وجبة لذيذة قدمها لنا الدكتور سالم، وأنا وفي حوالي الساعة الخامسة أخذني الناقد العماني معه إلى مطار مسقط، في طريق سريع مريح مضاء، وكنت أقول في نفسي أي نهضة هذه التي سطعت منذ مجيئ السلطان قابوس على أرض عمان، جعل الولايات البعيدة ترتبط بخطوط من الشوارع الواسعة التي أزالت العزلة بين المناطق العمانية، سواء في الساحل أو الداخل. وأخذني الصديق الشاعر محفوظ الفارسي ومعنا الشاب خالد بهوان، في جولة جميلة، إلى فتح الخير آخر سفن الأسطول البحري العماني والتي ظلت مركونة في اليمن مدة مائة عام، فاشتراها أحد الصوريين الأثرياء بمبلغ ستين ألف ريال عماني، ليقدمها هدية لأبناء صور وللشعب العماني كافة، واحتفت عمان لمدة 7 أيام بلياليها احتفالاً بعودة هذه الابنة إلى أمها. وبعدها توجهنا إلى “قلهات” التي تبعد مسافة 40 كيلومتراً، حيث مزار “بيبي مريم”، وقال محفوظ إن أغلب المصادر التاريخية تشير إلى أن “بيبي مريم” كانت تحكم “قلهات” إبان حكم قطب الدين ملك هرمز خلال زيارة ابن بطوطة للمنطقة، في حين يقول السكان المحليون إنها امرأة طاعنة في السن عمرت مسجداً وخدمته إلى أن توفاها الله. والمكان عبارة عن مبنى جميل تعلوه قبة تهاوت بعض أجزائها العلوية وتتشابه جهاته الأربع في التصميم والزخرفة من خارج المبنى وداخله، وتوجد معالم لخزان مياه وبقايا السور المحيط بالمدينة الأثرية وبعض القباب الصغيرة.ومازال بعض الأهالي يعتقدون ببركة تلك السيدة إلى الآن ويقومون بالتبرك على الضريح بتقديم الأموال والهدايا مثل الحلوى والبخور وشاهدتها بعيني.المتحف البحريأقيم المتحف البحري بولاية صور بمقر نادي العروبة ليجسد شتى أنواع الجوانب للتراث البحري والتراث المنزلي في بوتقة واحدة، وأنشئ هذا المتحف عام 1987 ومنذ إنشائه يقدم خدمة علمية لزائريه من طلبة ومثقفين وسائحين ممن يهمهم البحث عن مكنونات الحضارة العمانية وما اتصف السلف الصالح من جد ومثابرة في سبيل العيش السليم.ويحتوي المتحف على أنواع السفن العمانية بالصور والمجسمات وصور لقباطنتها وصناع السفن والموانئ التي كانت ترتادها والمعدات وأدوات الملاحة البحرية من قياسات وخرائط ومخطوطات، إضافة إلى أدوات صناعة السفن، ويشتمل المتحف على صور قديمة لولاية صور عام 1905 ومعالمها وآثارها ومساجدها القديمة وعدد من شعرائها ورجال الطب الشعبي والنقود المستخدمة قديماً، والأزياء الصورية والأواني المستخدمة في الطهي والشرب والأغراض المنزلية.صورصور الجبل والبحر يا أم الخلايق صور عذريني بمية عذر إن كان مني قصور ترى آنه كل العمر ابني هواج قصور عرفتج أنه طفل من سالم الصوريهاللي بغناوي هواه شيد لي قصوري جيتج وقلبي سقي سمحي عن قصوري الدنيا ما تنبغى إلا فحدايق صور عمان عمان يا جنتي يا أم السفين عمان علمتي ماي السما والمنذر النعمانأشلون يزرع دهر شقايق النعمان ربي الذي في السما بالقدره أعماني عن خوض درب الغلط في بحري العماني أفرح إذا ما صرخوا وينك يالعماني يلقوني في كل شبر أزرع سنيني عمان الشاعر محفوظ الفارسي محفوظ يا نهر الشعر بالفارسي محفوظ تجري مثل قلب الهوا وبين الصدر محفوظ ربك عطاك اللي اكتبه في لوحه المحفوظواصل غرامك بالهوى ويا الضوا حفظه ومثل الاسم والبسملة بين الصدر حفظه اللي عطا غيره ابتسامه ربه بيحفظه ومن سار في درب العدل من كل أذى محفوظالناقد الدكتور سالم بن سعيد العريمي سالم بن سعيد العريمي يا كبر ظلك مثل البحر تروي بشر فـي شمسك وظلكحكمه بنقاوه مدوزنه من يقدر يظلك في الدنيا حبك مشتعل يروي العمر بالخيرومخلي أحلامك دهر أنغام فتح الخيروين ما تطوف وتلتفت نلقى محبة وخير لجبال ترقد والفجر يصحى بضوا ظلك