عواصم - (وكالات): أكدت موسكو مجدداً أمس موقفها من النزاع السوري فيما تواصل الأمم المتحدة جهودها لتأمين إطلاق سراح 21 عنصراً فلبينياً من قوات حفظ السلام في الجولان احتجزهم منذ 3 أيام معارضون مسلحون.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع «بي بي سي» أنه مقتنع بأن الرئيس السوري بشار الأسد لن يغادر السلطة، مكرراً أن موسكو لا تنوي «إطلاقاً» أن تطلب منه ذلك. وقال إن «قرار من يجب أن يحكم سوريا لا يعود لنا وعلى السوريين أن يقرروا» ذلك. وفي مانيلا، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفلبينية راؤول هرنانديز إن رفض المعارضين السوريين المساومة قضى على الأمل في إطلاق سراح الرهائن بسرعة وأجبر الحكومة على تعزيز جهودها للتفاوض. وأضاف أن «مطلب المعارضين بإعادة تموضع القوات السورية في منطقة جملة مازال عالقاً ويجري العمل عليه». وأعلنت الأمم المتحدة أنها تفاوض لإطلاق سراح المراقبين. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نيسيركي إن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان «اتصلت بهم هاتفياً وأكدت أنهم لم يتعرضوا لسوء معاملة»، مؤكداً أن «الأمم المتحدة تبذل جهوداً للتوصل إلى الإفراج عنهم». وأعلن المرصد السوري أن قافلة سيارات الأمم المتحدة التي دخلت بلدة جملة السورية لتسلم المراقبين المحتجزين، أجبروا على الانسحاب من البلدة بعد تعرض قرية عابدين المجاورة لها للقصف من قبل الجيش السوري. وفي عملية الخطف الأولى من نوعها منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل عامين، احتجز مقاتلون معارضون أطلقوا على أنفسهم اسم «لواء شهداء اليرموك» 21 مراقباً فلبينياً ينتمون إلى قوة الأمم المتحدة المكلفة منذ 1974 ضمان احترام وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا في هضبة الجولان المحتلة. وللخروج من الأزمة السورية التي يشارف عامها الثاني على الانقضاء، سيجري الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي محادثات في بروكسل مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الذين سيشجعونه على مواصلة جهوده لمحاولة التوصل إلى حل سياسي للنزاع. وأكد مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي أنه بالنسبة للأوروبيين يتعلق الأمر «بوسائل دعم جهود الإبراهيمي الذي يرى أن الحل لا يمكن أن يكون عسكرياً».
وعبرت الدول الأوروبية في الأسابيع الأخيرة عن آراء مختلفة بشأن تعزيز دعمها للمعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد عبر رفع الحظر على الأسلحة جزئياً. ويفترض أن يناقش الوزراء الأوروبيون مع الإبراهيمي أيضاً تدهور الوضع الإنساني في سوريا والدول التي تستقبل اللاجئين الذين تقول الأمم المتحدة إن عددهم بلغ مليوناً. يأتي ذلك فيما دعا رئيس التجمع الوطني الحر المعارض السوري رياض حجاب مجلس الأمن الدولي إلى التدخل بسرعة في سوريا، كما شدد على ضرورة تسليح الجيش الحر، في افتتاح المؤتمر الأول للتجمع.
وحجاب كان يشغل منصب رئيس الوزراء قبل أن يعلن انشقاقه عن النظام. ميدانياً، وبالقرب من مكان احتجاز المراقبين الدوليين «تدور اشتباكات عنيفة بين معارضين مسلحين والقوات النظامية «إثر هجوم نفذه مقاتلون على سرية القوات النظامية في قرية عابدين الواقعة جنوب قرية جملة في ريف درعا»، حسبما أفاد المرصد السوري.
وأفاد المرصد عن تحليق طائرات مروحية في سماء قرية عابدين مشيراً إلى معلومات تفيد عن «قصف على المنطقة» حيث سيطر المقاتلون «على سريتين للقوات النظامية في قرية معرية ومحيطها المحاذية للجولان والأردن».
كما تتعرض مناطق في أحياء الخالدية وحمص القديمة «لقصف عنيف من قبل القوات النظامية استخدم خلاله الطيران الحربي رافقها أصوات انفجارات وتصاعد لأعمدة الدخان في سماء المناطق». وشمال البلاد، جرت اشتباكات بين «مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في أحياء حلب القديمة سيطر على إثرها مقاتلو الكتائب على نقاط تمركز جديدة قرب الجامع الأموي». من جانب آخر، أعلن التلفزيون السوري مقتل مدير مكتب محافظ دمشق أسعد مهنا في انفجار عبوة ناسفة زرعها «إرهابيون» في سيارته. من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة «يوتارني ليست» الكرواتية أن العاصمة الكرواتية كانت بين نوفمبر وفبراير الماضيين «نقطة عبور» لنقل الأسلحة والذخائر المرسلة إلى مسلحي المعارضة السورية في إطار عملية نظمتها الولايات المتحدة. وفي سياق آخر، احترقت 35 خيمة بمخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال الأردن بسبب العبث في خطوط الكهرباء، دون أن توقع إصابات خطيرة.