كتبت - نورهان طلال:
هكذا تبدو حالة سمية فخري، القاطنة منذ 30 عاماً في أحد الوحدات السكنية الآيلة للسقوط في مجمع 203 بالمحرق، يشاركها فيها 10 أشخاص، امرأة لا يغمض لها جفن خوفاً من أن يسقط المنزل عليها وعلى أبنائها، يشغلها التفكير ليل نهار في ولدها المريض وطريقة تأمين الدواء له من مدخول لا يكاد يفي بالحاجات الأساسية. مكان غير صالح للسكنى، مرافق لا تصلح حتى لتخزين الطعام، وحياة ملؤها الخوف من المستقبل. فخري تناشد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، النظر في حالتها الإنسانية والمادية الصعبة، مشيرة إلى أن المكان الذي تقطن فيه يقاوم الانهيار؛ فأساسه متصدع وسقفه لا يصمد أمام أمطار الشتاء «طوال سنوات تلقينا وعوداً ببنائه دون جدوى؛ فما كان منا سوى محاولة تصليح ما يمكن تصليحه، إلا أنه مازال غير صالح للسكن ونخشى أن ينهار علينا في أية لحظة». فخري مواطنة بحرينية تعول أسرة بكاملها مكونة من الأب والأم والأخوات مطلقات وأولادهن ولديها 3 أطفال، أكبرهم في الصف الأول الابتدائي مريض «بالقلب» وأصغرهم في روضة الأطفال، يقطنون بيت إيجار منذ 30 سنة ماضية، مكون من 4 غرف لا تصلح للمكوث فيها لقمة التهالك. دخل فخري الشهري هي ووالدتها وما يتجمع من مساعدات واستقطاعات لا يزيد على 600 دينار، هو مبلغ بسيط أصبح لا يكفي لتعليم الأطفال من جهة ودفع إيجار شراء أدوية ابنها المريض والمتطلبات اليومية من أكل وشراب من جهة أخرى أو حتى ترميم بيت آيل للسقوط فقط لضمان سلامة من يعيش تحت أسقفه.
تعاني سمية من غرف نوم في أي لحظة قد تغفو من نومها على صوت سقوط الجدران لشدة تشققها وعدم مقدرتهم المادية على ترميمها وتصليح ما يمكن إصلاحه، فالبيت قديم جداً في منطقة متهالكة وتعتبر في أدنى حدود الضياع، كما إن الغرف غير صالحة للنوم فالجميع ينام على الأرض لعدم مقدرتهم على شراء سرير لينعموا بنوم هانئ كأي إنسان طبيعي لكن ظروفهم حتمت عليهم العيش في أصعب الحالات، كما إن مرافق البيت من مطبخ وحمام لا يصلحان لأي تخزين من طعام أو شراب أو غيره أو حتى قضاء الحاجة والاستحمام الذي يعتبر من أبسط حقوق الإنسان والتي على الأقل من حق الدولة مراعاته وتوفير السكن المناسب الملائم لصحة من يقطنه. أما عن ابنها المريض الذي يستدعي مرضه أموالاً هائلة وأدوية لا تستطيع على جلبها ولا مقدرة لها لتوفير ما يلزم لضمان صحته، فإن سمية لا يغمض لها جفن لشدة ما تعانيه نفسياً من حالته وحالتهم بشكل عام فهي تراها تتدهور يوماً بعد يوم مع ارتفاع أسعار الدولة والإيجارات وعدم الالتفات إلى أي طلبات لهم من قبل وزارة الإسكان أو من محافظة المحرق.