في أنسنة جميلة لقلب سوق المنامة القديم، والحركة الدؤوبة في أزقة العاصمة ومنطقة باب البحرين حيث تنسج اللقاءات العفوية داخل المكان، يستمر “سوق باب البحرين” في أسبوعه الثاني، ويفسح ربيع الثقافة في نسق اجتماعي وإنساني واقتصادي للأنشطة والإبداعات البحرينية فضاءً خاصاً ضمن برنامج “السياحة الثقافية” للمنامة عاصمة السياحة العربية 2013.
ويضع الأسبوع متقابلات حياتية وثقافية داخل مسار سوق المنامة القديم، ويستوحي الذاكرة القديمة للأسواق الشعبية والبيئة الحميمية والنسيج المعيشي المتقارب، حيث يجسد كل إنسان هويته، طريقة تفكيره، صناعاته، مواهبه وإبداعاته، ولكن بصورة حداثية ومعاصرة. ويبدو المكان في استعادته هذه المرة موضباً على شكل مجموعة جديدة من الدكاكين والأكشاك التجارية والمحطات الثقافية، لتقدم منتوجات وسلع مبتكرة إلى جانب العديد من الأنشطة الموازية تختلف عن مرتها السابقة. وحول طبيعة السوق، قدمت المشاركات هذه المرة مجموعة مختلفة من المنتجات والابتكارات، تقصت اهتمامات جديدة من بينها محطتا “القليل هو الكثير” و”فنيات مريم” التي تستحضر كل منها مجموعة اشتغالات فنية وجماليات شفيفة.
فيما أظهر شباب “ألفاء” رغبتهم الكبيرة في خلق الأمل، وقدموا على مدى 3 أيام العديد من الأنشطة البسيطة والمدهشة، متبعين بذلك فكرتهم حول إمكانية تغيير العالم وإيجاد نسق إنساني عبر الثقافة والفنون.
وكان الفن حاضراً، فالأثاث كان كذلك مع محطة “بابوشكا” التي تعيد إنتاج الأثاث الحداثي والقطع الغريبة ومحطة “إن ديزاين”، أما خطوط الموضة فقد بدت بارزة وواضحة عبر الكثير من الدكاكين الصغيرة منها “حركة”، “أزياء آنا” و”حياة سارة” التي عرضت القمصان بصورة إبداعية، إضافة إلى الإكسسوارات والساعات وغيرها من الاشتغالات ذات العلاقة بالملابس والتصميم.
وفي الثقافة والأدب، عرضت “نازلي” روايتها “غدي الضبابي” في مكتبتها بسوق باب البحرين، فيما عرضت “زاين” النتاجات الكتابية والأدبية التي تمكنت من إنجازها في بعض ورش العمل بالتعاون مع وزارة الثقافة خلال العام الماضي. وتمكن الزوار أيضاً خلال الأسبوع الأول من التقاط العديد من الصور التذكارية لهم في محطة التصوير الضوئي، ولم يغب عن السوق هذه المرة النتاج الغذائي وإبداعات المطبخ البحريني الذي استوقف المارة بوصفات جديدة ومحلية.
خارج سياق العمليات التجارية واللقاءات الاقتصادية، كانت للعابرين والزوار والسياح فرصة لمعايشة فضاءات ثقافية متصلة، تفصح فيها العناصر الاعتيادية عن وجهات نظر مختلفة ومنظورات فريدة، تجسدت في سلسلة من العروض الموسيقية والاستعراضية، ظهر فيها الساحر البحريني “ظافر”، فرقة “محمد بن فارس” الشعبية، “روكي وبلونكل”، “ثلاثي الجاز” وغيرهم.