كتب - وليد صبري:
إذا تساءلنا لماذا النوم مهم وضروري في حياتنا؟ يجيب البعض أننا نقضي قسطاً وافراً من سنوات عمرنا نائمين، فيما يرى الخبراء أن النوم ضروري لعمليات النمو وحفظ الطاقة، ويكيف درجة حرارة المخ، ويحسن عمل الجهاز المناعي. قواعد النوم الصحي وشروطه يمكن أن يلمسها الإنسان بالبديهة، إلا أن هناك أسساً علمية لا يعرفها الكثيرون ولا بد من اتباعها، يحددها استشاري الطب العام د.ثروت غنيم «يجب أن يحصل الإنسان على قدر كاف من النوم دون نقص أو زيادة، فكل شخص يحتـــاج إلى قســــط معيـــن مــن النـــوم، البعض يحتاج إلى 6 ساعــــات وآخـرون 9، وبالمتوســـط يحتـــاج الإنســـان للنـــوم ما بين 7 إلى 8 ساعات يومياً».
ويوضح غنيم أن النوم يكون أفضل وأعمق عندما ينام المرء مرة واحدة متواصلة «كثيرون يقضون وقتاً طويلاً في السرير، إما لأنهم لا يستطيعون تقدير كمية النوم التي يحتاجونها، أو لاعتقادهم أن مكوثهم في السرير فترة أطول يساعدهم على النوم، لكن ما يحدث أنهم يحصلون على نوم متقطع، وهذا ليس صحياً على الإطلاق».
وينصح غنيم باتباع نظام دقيق ومنتظم للنوم «من المهم أن نساعد ساعتنا البيولوجية على العمل لصالحنا وليس ضدنا، ومن خلال هذا النظام نذهب إلى السرير ونستيقظ في مواقيت محددة بدقة».
ويقول «إذا ضبطنا ساعتنا الداخلية عند شروق الشمس مثلاً، فعند تغير موعد تعرضنا للضوء فإن ذلك يغير نظام الساعة البيولوجية، ويتغير نظام النوم، وهنا من المهم أن يستيقظ الإنسان في الموعد نفسه يومياً، وبينت بعض الأبحاث العملية أن الإنسان يحتاج لعدة ليال حتى يستطيع ضبط ساعته البيولوجية وينتظم في نومه».
ويدعو غنيم إلى «ضبط الوقت بالنسبة لدورة النوم واليقظة خلال 24 ساعة، ويعتمد ذلك على متى يريد الإنسان أن يستيقظ؟ وهذا يعتمد غالباً على موعد بدء وانتهاء عمله».
وينصح «بضرورة عدم أخذ غفوات أثناء اليوم، لأنها تؤثر على الإيقاع التبادلي، وإذا كانت ضرورية فلا ينبغي أن تزيد عن الساعة».
ويضيف «من المهم أن يقتصر السرير على النوم فقط، ويفضل ألا يقرأ الشخص أو يشاهد التلفزيون وهو يهم أن ينام، بل إن كثيراً من الناس يمارسون أعمالهم الكتابية في السرير قبل النوم».
ويقول «إذا ولج الشخص سريره ووجد صعوبة في النوم أو استيقظ منتصف الليل، فينبغي أن يغادر السرير، ويقوم بأي عمل وبعدها يعود ثانية للنوم».
ويرى غنيم أن غرفة النوم يجب أن تكون مريحة من حيث ترتيبها وعدم تكدس الأثاث فيها، وأن تكون درجة حرارتها مناسبة والهدوء يسري في المكان، داعياً إلى تجنب العادات المنبهة قبل النوم خاصة التدخين، لأن النيكوتين يمنح الجسد الطاقة والنشاط، وعدم تناول الكحوليات، رغم أنها ليست منبهة للجهاز العصبي المركزي ولكنها تعوق انتظام النوم.
وينبه «رغم أن فوائد الرياضة الجمة، إلا أنه يفضل عدم ممارستها قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل»، وينصح بتناول كوب من الحليب الدافئ قبل النوم، لأنه يساعد على استرخاء عضلات الجسم. ويخلص غنيم إلى أنه «عندما يعود المرء إلى منزله مساءً عليه ألا يفكر في الذهاب للسرير سريعاً، ولكن يحاول أن يمارس الشعور بالاسترخاء لبعض الوقت، مع هدوء النفس والسكينة».
ويقول إن «النوم شيء لا نستطيع أن ندفع أنفسنا نحوه بإرادتنا، أو نجبر أنفسنا على القيام به، ولكن يمكن ان نهيئ له السبل كي يأتي ويداعب أجفاننا».